الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ذاكرة الفن» تصدر دراسة عن التشكيلية «مرجريت نخلة»




كتبت - سوزى شكرى
عن سلسلة «ذاكرة الفن» التى تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب لتوثيق اعمال الفنانين التشكيليين المغمورين ومن توارى منهم فى طى النسيان صدرت مؤخرا دراسة عن الفنانة التشكيلية (1908 – 1979) تحت عنوان «راهبة الفن» دراسة  الفنان التشكيلى عصمت دواستاشى.
«نخلة» التى اعتبرها النقاد احدى شهيدات الفن فى مصر، فقد نهبت محتويات منزلها ومرسمها عقب وفاتها مباشرة ولم يظهر من لوحاتها وأوراقها المسروقة أى عمل الى اليوم،  لا نملك من  تراثها إلإ القليل من لوحاتها فى المتاحف وبعضا من الصور الفوتوغرافية أغلبها بالأبيض والأسود عن طريق «نيجاتيف «حصل عليه الفنان عصمت دواساتشى منها شخصياً قبل وفاتها بست سنوات، حيث اقترب منها فى سنواتها الأخيرة وأقام لأعمالها معرضا  فى متحف محمود سعيد بالاسكندرية، واعتمد «دواستاشى» فى دراسته على سرد حياتها منذ دخولها عالم الفنون الجميله فى اوائل القرن العشرين مع دعوة هدى شعراوى لاشتراك النساء فى الحركة الوطنية السياسية، كما شاركت «نخلة» فى المظاهرات ضد الانجليز دون علم أسرتها وخطت أول خطوطها الفطرية تصور هذه المظاهرات، ومن هنا بدأ عشقها للرسم فى تصوير المجاميع فى معظم لوحاتها وكانت من أبرع من صورها من فنانات وفنانى مصر، فنانات جيلها حظى بالشهرة مثل عفت ناجى وتحية حليم وانجى افلاطون وجاذبية سرى، إلا أن «نخلة» لم تأخذ حظها من الشهرة إلا القليل ويرجع ذلك اساسا لندرة اعمالها المتاحة.
عن اعمالها الفنية المبكرة كتب «دواستاشى»: هى فنانة تميل الى الانطباعية كأسلوب فى تناول الضوء واللون، وذلك فى لوحاتها التى عبرت فيها عن الحى اللاتينى بباريس، ثم عادت القاهرة واقامت معرضا فى ممر بلهر فى طلعت حرب بعنوان «اللوحات الباريسية»، وعادت مرة أخرى الى باريس عام 1948 لدراسة الجرافيك وعشقت الألوان، فى ذلك الوقت كانت قد بلغت الاربعين ولا احد يعرف إذا كانت تزوجت ام لا، مع الوقت علمنا انها وهبت حياتها للفن وظلت راهبة فى محرابه حتى رحليها وحيدة منسية.
ويحكى «دواستاشى» عن مراحلها الفنية ومشاركتها فى بينالى الاسكندرية عام 1955 وكان هذا أول دورات البينالى على مستوى العالم، فقد عرضت «نخلة» لوحة «لوكسمبورج» ولوحة «لورد» وتوالت مشاركتها فى كل دورات البينالى فتألقت شخصيتها الفنية بموضوعاتها الانسانية وألوانها المبهجة وتكويناتها الثرية، منحتها مصر منحة التفرغ عام 1965 ومع تفرغها اتجهت الى الاعمال الدينية وزاد طلب الكنائس على لوحاتها وكلفتها الكنسية بعمل 12 لوحه ذات طابع دينى، مع السنوات عرفت «نخلة» انها رسامة وملونة تأثيرية لانها تعلمت من المدرسة الباريسية ومن أشهر لوحاتها لوحات المجاميع المحتشدة بالزخم المصرى والروح الشعبية، واتجهت الى المدرسة التعبيرية ونجحت فى رسم المجاميع فى معظم لوحاتها بأدق التفاصيل واتبعت قانون الدائرة التى تجمع داخلها عناصر الموضوع وسط  الصورة فى تدرجات لونية بهجية دافئة، ابدعت «نخلة» روائع لوحاتها من الموضوعات التى احبتها وعشقتها، وفى كتابه يعلن «دواستاشى» أسفه على انه لم يهتم احد بتوثيق اعمال الفنانة وانه مهما كتب فلن يكون ذلك حقها فقد عاشت حياتها كلها للفن والإبداع.