خطط محكمة بلجان الانتخابات.. وتجهيز الشواطئ لاستقبال الصيف.. والطاقة الشمسية أمل مصر

حوار ـ إلهام رفعت


أكد طارق المهدى محافظ الإسكندرية أنه لن يتهاون فى أى مخالفة، وأنه يحيلها فور وقوعها للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات فيها، لافتا إلى أن طريق نجاحه هى العمل الدءوب السريع عملاً بالمثل الشعبى الشهير «اللى يحصلنى يعطلنى»، وذلك ردا على محاولات الإرهاب خلال الفترة التى ليست بالبعيدة وكانت على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
ونوه المهدى إلى تحقيق عدد من الإنجازات فى الإسكندرية، واستعداد المحافظة لاستقبال الانتخابات الرئاسية، وفصل الصيف، وإلى أهم الأزمات التى تؤرق المواطن الاسكندرانى، هذا كله كان فى حوار ارق المهدى مع «روزاليوسف».. وإلى تفاصيل الحوار..

■ أشهر مقولة لك منذ أن توليت محافظا للإسكندرية هى «محافظ خالى من الاستثناءات».. فهل ما زلت محافظا على هذا اللقب؟
- بالفعل أنا لم أمنح أى شخص أى استثناء ومن لديه دليل على غير ذلك يقدمه فورا، فالجميع أمامى سواسية ولكل مواطن حق فى هذا الوطن، مما يلزم المسئولين بعدم محاباة شخص على آخر ولمجرد أنه تابع للمحافظ أو على درجة من المعرفة الشخصية أو صلة قرابة.
■ انتخابات الرئاسة على الأبواب فما هى خطتكم فى تأمينها؟
- سيتم تأمين اللجان والمقار الإنتخابية وذلك من خلال ما تقوم به الأجهزة الأمنية على أتم وجه، وبمتابعة الموقف الأمنى أولا بأول مع مدير الأمن والاستعدادات والخطط التى سيتم التعامل والتأمين بها، وحريصون كل الحرص على الحياد التام فى العملية الانتخابية.
■ هناك مشاكل عدة تؤرق المواطن الإسكندرانى.. فماذا عن الصرف الصحى؟
- بالنسبة لشبكة مياه الشرب والصرف الصحى القديمة لم تتحمل الضغط الزائد بعد هدم الفيلات والعقارات الصغيرة وحل محلها أبراج شاهقة خلال الانفلات الأمنى خلال الـ3 سنوات السابقة، ويتم حاليا احلال وتجديد المحطات التى تمت انفجارات بها، حيث كانت الخطة تشمل 22 مشروع صرف صحى من سنوات وعلى وشك الانتهاء من تنفيذها، ليكون المتبقى مشروع العجمى والتى ستصل تكلفته نحو 170 مليونا جنيه، وأبو تلات بـ 330 مليون وجزء من منطقة ميرغم وبعض العشوائيات والتى تكتمل بها منظومة الصرف الصحى بالمحافظة.
■ «المياه هى الحياة» فما خطتكم لإنهاء تلك الأزمة؟
- بالنسبة لمياه الشرب هناك مشروعات احلال وتجديد للشبكة القديمة ومشروعات جديدة لإنشاء شبكة مياه الشرب فى المناطق المحرومة، وتم افتتاح مشروع منطقة نجع السلام بمركز ومدينة برج العرب لتحسين الخدمات المعيشية لسكان المنطقة، والعمل بقدر المستطاع على تحسين وتوصيل المياه بشكل دائم ومستمر، ناهيك عن أخذ العينات من محطات المياه للتأكد من مطابقتها للمواصفات.
■ «القمامة تنبئ بأخطار جسيمة» فهل من حلول تمت تجاهها؟
- استمعت بشأن هذه المشكلة لكل التجارب والأفكار، وتوصلنا إلى إيجاد صندوق لجمع القمامة بالعمارات والمحال، على أن يقوم أصحاب تلك الصناديق المودعة اليهم من قبل المحافظة فى الشوارع من الساعة التاسعة مساء وحتى الساعة الثانية ظهرا، وتقوم السيارات الخاصة بمشروع النظافة بالإسكندرية بجمعها وذلك للقضاء على النباشين الذين حولوا الشوارع إلى تلال من القمامة واستخدمنا تجاههم جميع الحلول ولكن لم تفد أى منها بشىء.
وتم طباعة 2٫5 مليون ملصق يتم توزيعه على المحال والشوارع والسيارات، لتوعية المواطن وحثهم على النظافة
■ مخالفات ومخلفات البناء مشكلة أصبحت تؤرق الإسكندرانيين  ماذا فعلت فيها؟
- على مدار ثمانية أشهر وأنا بالمرصاد لكل المخالفات بالمحافظة، وعلى رأسها مخالفات البناء التى فاقت الحدود واثرت سلبا على الكثير من المرافق، وللأسف هذه الظاهرة فى جميع محافظات مصر فى ظل الانفلات الأمنى الذى تشهده البلاد، فأواجهها بكل حزم وحسم، أما مخلفات البناء التى حولت بعض المناطق إلى تلال من القمامة فقد شنت حملات تابعة للأحياء، وتمت إزالة جميع الأتربة والمخلفات الموجودة على ترعة المحمودية ومنطقة غربال بمحرم بك وكانت المنطقة الأشهر فى تراكم مخلفات البناء.
■ سيكون هناك احتدام بينكم وبين هيئة النقل العام حال إزالة القمامة التى تعوق المرور فى حرم الترام.. فماذا أنت فاعل؟
- تم تخصيص 50 صندوق قمامة توزع حسب الكثافة خاصة فى مناطق الأسواق كسوق باكوس وكليوباترا وغيرها، على أن يتم جمعها عن طريق عربة من عربات الترام المكشوفة وتسليمها لعربات شركة النهضة فى نهاية الخط، وذلك للقضاء على إعاقة حركة المرور على جانبى الترام عند مرور عربة القمامة، وطالبت بشأنها الهيئة بوضع سلة مهملات فى كل عربة من عربات الترام للحفاظ أيضا على نظافة الترام من الداخل.
■ وماذا عن دور المجتمع المدنى فى دعمك؟
- مؤسسات  المجتمع المدنى حريصة على المشاركة فى تحقيق الهدف وهو نظافة الشوارع واستعادة رونق الإسكندرية وجمالها، وعلى سبيل المثال طرحت جمعية أصدقاء البيئة إمكانية تعميم تجربة ناجحة بحى العامرية وهى الجمع من المنبع وتشغيل عمالة باليومية والإسهام فى إيجاد فرص عمل للشباب، فقررت دعمها بما تحتاج إليه من عربات لنقل القمامة إلى المدافن الصحية.
■ كثيرا ما يشكو المواطن من تدنى مستوى رغيف الخبز فهل من حلول؟
- قمت بتخصيص 4 ملايين جنيه لإنشاء 4 خطوط جديدة لمنظومة الخبز ورفع كفاءة الخطوط الحالية لخدمة أكبر عدد من المواطنين، خاصة فى المناطق ذات الكثافة العالية مثل العجمى والمنتزة والعامرية، وتوفير منافذ الخبز المتحركة فى جميع المناطق.
■ وما نصيب الصحة  فى خطتك؟
- وقعت بروتوكولا بين الصندوق الاجتماعى للتنمية وجمعية الرعاية الاجتماعية بكرموز، من خلال الاتفاقية العاجلة للاستثمار فى التشغيل، والممول من الاتحاد الأوروبى بالتعاون مع البنك الدولى بتمويل يصل إلى مليون جنيه للعمل بمنطقة كرموز، وآخر بمينا البصل، وتم تأهيل وافتتاح 8 وحدات صحية منها شرق المدينة ودار الولادة.
■ «روحك على كف عفريت» عبارة أطلقها المواطن على بعض الطرق.. فهل ساعدتم فى تغيير تلك الفكرة؟
- يوم 30/6 المقبل سيتم افتتاح مداخل بوابات الطريق الصحراوي، والذى تم العمل فيه منذ 7 أشهر بطول 30 كيلو مترا وبتكلفة مليار جنيه، وذلك بدءا من البوابات حتى العامرية، ونحتاج حاليا إلى ردم ورصف وكبارى وكان طريق كله مشاكل لوجود أنابيب بترولية وغاز وخطوط النت الدولى من أوروبا.
■ وماذا عن الاسكان؟
- سنطرح 6192 شقة فى مدينة برج العرب كاملة المرافق للمواطنين، وعلى من يرغب فى الحصول على شقة يتقدم للمحافظة، بالإضافة إلى 1030 شقة فى طوسون و185 بالكيلو 26 و23 شقة فى أم زغيو من خلال قرعة علنية، فيما سيتم طرح 18 محلا فى شارع خالد بن الوليد و175 فى نفق محطة الرمل.
■ أثيرت أزمة «فيللا أجيون» وقضية مرفوعة ضدك فما هى كواليس الأزمة؟
- فيللا أجيون هى القضية المرفوعة امام المحاكم القضائية منذ 14 سنة، وصدر حكم فى الآونة الأخيرة بشأنها مما قضى بهدم 33 مبنى أثريا، ولكن مع احترامى الشديد لاحكام القضاء فأنا ما قمت به لا يتعدى سوى استجابة لنداء المواطنين وما تقتضية المصلحة العامة، ولذلك اوقفت الهدم على مسئوليتى الشخصيه، وتم رفع قضية ضدى متداولة فى المحكمة، لوقف الهدم ونزع ملكية الفيللا، وأصبح المختص الوحيد بإصدار قرارات بهدم المبانى الأثرية هو المحافظ، ونحن الآن فى انتظار لجنة من اليونسكو لإعادة إحلال وترميم الفيللا.
■ وماذا عن لقاءات المواطنين  وحل مشاكلهم؟
- ألتقى المواطنين الخميس الثانى والرابع من كل شهر، وأتواجد يوميا فى الشوارع لساعات طويلة، وأعقد اجتماعات شبه يوميا مع جميع القوى السياسية بصفة دورية.
■ ظن البعض بعد احتراق مبنى المحافظة فى جمعة الغضب منذ 3 سنوات أن المحافظ لا يستطيع القيام بمهام عمله..فكيف حققت ذلك؟
- أباشر جميع أعمالى من مقر مجلس الوزراء فى بوكلى، والمجلس الشعبى المحلى، ويتم حاليا بناء مبنى جديد للمحافظة تنفذه القوات المسلحة، أما أرض المحافظة القديمة فمازال هناك نزاع مع وزارة الآثار على ضم ملكيتها ضمن المتحف اليونانى والرومانى.
■ فترة ليست بالبعيدة على حلول فصل الصيف فما هى الاستعدادات لاستقباله خاصة فى ظل الحالة المؤسفة للشواطئ؟
- شاركت فى حملة نظافة وتجميل البيئة الذى تنظمه جمعية أصدقاء مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مجموعات شبابية منها حركة اتجنن، والحملة تهدف إلى تنظيف شواطئ وشوارع مدن البحر الابيض المتوسط، وتوعية المواطنين بأهمية نظافة وحماية البيئة، كذلك ايضا نشر ثقافة فصل القمامة من المنبع، وأى حاجة مفيدة للإسكندرية سأشارك فيها، وتم تخصيص عمالة يومية لتنظيف الشواطئ ورفع القمامة منها لاستقبال المصطافين وبأسعار مناسبة وجاذبة لأهالينا الإسكندرانيين والوافدين للاستمتاع بالبحر وكل معالم المحافظة.
■ الطاقة الشمسية بمثابة حلما تحاول تحقيقة فما رأيك؟
- على المستوى الشخصى الطاقة الشمسية تعتبر الأمل الوحيد لخروج مصر من أزمات الطاقة، وحاولت تحقيقه على نطاق محدود فى مدرستى الرمل الثانوية بنات، ومدرسة محمد على الفنية ليعملان سويا بالطاقة الشمسية، واتمنى تعميم التجربة على باقى المدارس والتوسع فى استخدام الطاقة الشمسية فى ربوع مصر ليكون مشروع مارشال مصر.
■ هل تعتقد أن المواطن السكندرى يشعر بتلك الانجازات على أرض الواقع؟
- أترك الإجابة لك فأنا اعمل ومعى جهاز إدارى كامل، الجميع فيه يعملون بجدا واجتهاد وأتابع كل شىء بنفسي، وللأسف المشاكل وطموح المواطن لا تعد ولا تحصى، ولكن بفضل الله النتيجة أكيد يشعر بها المواطن، وعلى الإعلاميين دور مهم فى بث الأمل وروح تفاؤل وحب العمل ونقل الصورة بصدق دون تهويل أو تهوين، ومعا بكرة افضل كثيرا ان شاء الله.. واخيرا طالب مهدى باعطاء سلطات للمحافظين لتنفيذ المشروعات الخدمية داخل نطاق محافظاتهم بعيدا عن المركزية.