الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ماكنون» الرؤية الثانية لعروض قسم الإخراج لـ«ماكبث» بمركز الإبداع





«ماكنون» رؤية مسرحية جديدة ومختلفة لـ«ماكبث» لوليم شكسبير والتى عرضت على خشبة مسرح مركز الإبداع الفنى طوال الفترة الماضية ضمن عروض مشاريع قسم الإخراج لمدرسة استوديو مركز الإبداع تحت إشراف المخرج عصام السيد، قدمت «ماكنون» المخرجة وسام أسامة واعتمدت وسام فى رؤيتها على الحالة المرضية التى تصيب «ماكبث» بعد ارتكابه أكثر من جريمة قتل واستغلت تضارب أفعاله وأقواله فى عمل عرض مسرحى داخل مستشفى أمراض نفسية وعصبية لممثل أصيب بحالة فصام ومرض نفسى بعد تقديم شخصية «ماكبث» بالمسرح وموت زوجته أثناء أداء دور ليدى ماكبث بالعرض مما جعله يتقمص طوال أحداث المسرحية شخصية «ماكبث» وشخصيات أخرى
وبالطبع يتخيل زوجته أمامه تؤدى دورها داخل العرض حتى أن الدكتور المعالج يضطر لتقمص بعض شخصيات المسرحية معه.
تناولت وسام أسامة مسرحية «ماكبث» برؤية غير تقليدية وركزت بذكاء شديد على إخراج عمق «ماكبث» النفسى من خلال الصراعات التى كانت تنتابه بسبب الجرائم التى ارتكبها، والملفت أيضا فى العمل أنها قامت بهذه التجربة معتمدة على ثلاث ممثلين فقط هم أحمد الشاذلى وهدير الشريف ووليد عبد الغنى، وإعتمدت أيضا على الديكور الذى صممته بمهارة شديدة طالبة قسم الديكور والأزياء بالمركز آية عبد الحميد حيث استطاعت آية استغلال مساحة المسرح فى تركيب ديكور المستشفى بشكل مختلف عبر عن هلاوس وحالات «ماكبث» المضطربة، وعن العرض ورؤيتها الإخراجية قالت وسام: عندما طلب منا عمل رؤية مختلفة وجديدة لـ«ماكبث» خاصة أن مسرحية ماكبث قتلت إخراجا وبحثا، فكرت فى كيفية أن تكون الفكرة غير تقليدية، لذلك قرأت المسرحية كثيرا وبترجمات مختلفة وركزت على كلمة «الجنون» التى ذكرت على لسان ماكبث والليدى والشبح وبانكو إلى جانب فكرة إصابته بعلة منذ شبابه فبدأت أفكر فى تقديم «ماكبث» فى صورة شخص مريض يعالج من حالة فصام، وبالتالى بدأت التعامل مع النص من زاوية المرض النفسى.
وعن اختيار اسم العرض قالت : لم أضع اسم العرض إلا بعد منتصف البروفات حتى أمنح نفسى فرصة لنضج العرض بداخلى وداخل الممثلين خاصة أن العنوان أول شيء سيقرأه الجمهور فلا يمكن أن يكون مباشرًا فلا يصح أن اطلق عليه اسم «مجنون» لأنه لابد أن يحمل شيئا من الغموض ويعبر عن سياق الموضوع حتى يخرج الجمهور فى النهاية مستنتجا الغرض من اسم العمل وفى النهاية اجتمع كل العاملين فى العرض على اسم «ماكنون» لأننى قدمت مونولوجات تحمل صراعات نفسية وداخلية لماكبث.
وعن شرط عدم الخروج عن سياق مسرحية شكسبير قالت: أرى أن شرط التمسك والالتزام بشكسبير هو شرط فى غاية الأهمية وعلى العكس هو لا يمثل قيد على عملى كمخرجة كما يظن البعض لأنه فى رأى المخرج الماهر لابد أن يبدع وإبداعه سيظهر تحت أى ضغوط وهذا ما يظهر كفاءة مخرج عن الآخر وعصام السيد دائما يتحاور معنا وكان مشجعا لى وهو عين رقيبة وأمينة على العرض وكان ينصحنى بأشياء حقيقية داخل المسرحية لأنه فى النهاية هو عين الجمهور بالنسبة لى.
وعن الاستغناء عن شخصيات بالمسرحية الأصلية أضافت: بالطبع الاستغناء عن شخصيات كثيرة كان يشكل صعوبة فى إعداد وإخراج العمل لكننى فى النهاية أحب التحدى وأذكر عندما طلب منا فى «عرض خاص واحد» تقديم مسرحية فى عشر دقائق لم أتردد فى قبول هذه الفكرة، لأن المخرج لابد أن يكون قادرا على التعامل مع النص المسرحى بأى شكل، وهنا كانت بالنسبة لى الصعوبة فى تكثيف الشخصيات وكانت صعوبتها فى عمل إعداد وتشكيلات فى المسرح خاصة أننى كنت أريد ممثلاً تلقائيًا وسريع التنقل وبسيطًا، وبدأت فى اللعب على تقديم رؤيتى من خلال الاعتماد على ثلاثة ممثلين فقط، ثم فكرت فى عمل تشكيلات بصرية لأننى فى النهاية أقدم مشروعًا يظهر قدراتى كمخرجة وليس لإظهار حرفية ممثل، لذلك كان يجب العمل على إظهار خطوط حركتى واتزانى للمسرح، وبالتأكيد عمل تشكيلات بصرية بعشرة ممثلين أسهل من عمل تشكيلات بصرية بمونودراما أو ديودراما لأن العنصر البشرى فى المونودراما عادة ما يكون هو أهم عناصر العرض.