الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الفيل الأزرق» على مسرح «دار الأوبرا»




بعد النجاح الجماهيرى الكبير الذى حققه عرض «مولانا وحلم البصاصين» لفرقة الرقص المسرحى الحديث قرر المدير الفنى للفريق مناضل عنتر استغلال نجاح «مولانا» واختار تقديم رواية جديدة وهى «الفيل الأزرق» للكاتب الشاب أحمد مراد، وبعد مشاورات مع مراد استقر مناضل على الرؤية النهائية لتقديم «الفيل الأزرق» كعرض راقص وعن الرواية ورؤيته قال عنتر: أعلم جيدا أن الرواية ستقدم فى عمل سينمائى ضخم لكن فى النهاية السينما لها إمكانياتها الخاصة ولها نجاحها

ولا أعتقد أن هذا سيؤثر على تقديم الرواية فى عرض راقص لأنه فى النهاية التناول سيكون مختلفًا والرقص عادة يقدم العروض بحالة مختلفة، وشاهد مراد معى الفترة الماضية عرض «مولانا» وأعجبه كثيرا ولديه توقع بأننى سأستطيع تقديم روايته جيدا، وأخبرته أن من أكثر الفصول التى أثارتنى بالرواية فصول الهلاوس التى يتعرض لها البطل عندما يأخذ العقار الذى يجعله يدخل فى عالم آخر واتفق معى فى ذلك خاصة وأن هذه الفصول هى الأنسب لعروض مسرح الجسد، وبالطبع أنا مدرك تماما صعوبة تقديم الرواية فى عرض راقص خاصة فيما يتعلق بمشاهد الهلاوس لأنها كثيفة وتحمل تفاصيل كثيرة تحتاج دقة فى الطريقة التى ستقدم بها فمثلا فيما يتعلق بالجزء الخاص بظهور المأمون والهلاوس المتعلقة به فكرت فى إمكانية تقديمها «3D» لذلك قرأت الراوية 8 مرات وفى المرة الثامنة بدأت وضع الخطوط الدرامية التى سأعمل عليها وقررت ألا استغنى عن الحوار لكننى سآخذ أجزاء معينة من الحوار فهناك أشياء تحتاج لإيضاحها من خلال الحوار خاصة أن هناك نوعية من الجمهور قد يفضل المعلومة من خلال الحوار وليس بالرقص وحده. وعن اعتماد فرقة الرقص الحديث على تقديم روايات أدبية خلال هذه الفترة قال مناضل: بالتأكيد أحاول استغلال نجاح وجمهور هذه الأعمال الروائية الناجحة فى محاولة عمل حالة انتشار للفرقة وللرقص الحديث بشكل عام لأننى لا أحب أن يقتصر جمهورى على طبقة المثقفين والمهتمين بالرقص الحديث فقط، بل أريد أن أوسع دائرة ونطاق الجمهور لعروض الفريق، ورواية «الفيل الأزرق» حققت مبيعات 2 مليون نسخة وأحمد مراد نجح فى أن يجذب قطاعًا كبيرًا من الشباب للقراءة فأعلم جيدا أن جمهورنا سيكون مختلفًا ومتنوعًا وهذا ما أتمناه لفرقة الرقص الحديث أن يتنوع جمهورها ويتعرف المصريون على هذا الفن لأننى أكره فكرة التعامل معنا مثل التعامل مع لوحة الفن التشكيلى لذلك أسعى دائما لتقديم ما يخص ويتعلق بنا وبثقافتنا المصرية لأن كل فرق الرقص بالعالم تعمل على هذا النهج وأنا كمصرى لدى مساحة من الأدب والتراث يجب استغلالها بشكل جيد. ويقول: لن يقتصر عملنا خلال هذه الفترة على التحضير «للفيل الأزرق» فقط لكننا سنعيد خلال شهر يونيو عرض «عشم إبليس» ومن المحتمل أن نقوم بإضافة لوحة جديدة للعرض ثم سنحاول التقديم للمشاركة بالمهرجان القومى للمسرح بعرض «مولانا وحلم البصاصين» والمقرر إقامته أغسطس القادم، وهناك مفاجأة خلال هذا الموسم حيث سيبدأ معنا الموسم الفنان وليد عونى وسنعيد معه تقديم «نساء قاسم أمين» وهذا العرض سبق وقمنا بتقديمه مع عونى قبل أن يترك الفريق. وعن مهرجان الرقص الحديث يقول مناضل: الحقيقة فكرنا بدلا من عمل مهرجان دولى للرقص الحديث أن نقوم بعمل أول مهرجان قومى للرقص المسرحى المعاصر خاصة أنه أصبح هناك عدد كبير من الفرق المصرية المستقلة التى تمارس هذا الفن لذلك رأينا أن نستغل تعدد فرق الرقص المصرية ونخوض التجربة لمدة عامين ثم بعدها قد نعيد إقامة المهرجان الدولى من جديد وأرى أن فكرة عمل مهرجان قومى للرقص فكرة جيدة للغاية لأنها ستفتح مساحة لاكتشاف مواهب شابة كثيرة.
جدير بالذكر أن فرقة الرقص المسرحى الحديث تأسست عام 1993 وتعد الأولى من نوعها فى العالم العربى تولى رئاستها منذ تأسيسها الفنان وليد عونى والذى سبق وقدم مع الفريق أهم عروضها على مدار تاريخها الفنى منها عروض «شهر زاد» و«نساء قاسم أمين» و«رابعة العدوية» و«روميو وجوليت» وغيرها من الأعمال الهامة الناجحة وحصلت الفرقة فى عهد عونى على عدة جوائز خلال مشوارها الفنى منها جائزة أحسن عرض سينوغرافى فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى كما مثلت مصر فى مهرجانات دولية متخصصة منها قرطاج الدولى بتونس، تشـانج مو « كوريا»، بروج «بلجيكا»، مهرجان الرقص المعاصر «كازابلانكا»، مهرجان الرباط الدولى «المغرب» ومهرجان ركلنج هاوزن «ألمانيا»، قامت الفرقة بجولات فنية فى كل من إيطاليا والصين حيث قدمت عدد من العروض التى يضمها ريبرتواراتها وتلقى التقدير من نقاد المسرح والرقص فى أهم الصحف والمجلات العالمية، وبعد أن ترك عونى الفريق بعد ثورة 25 يناير مرت فرقة الرقص الحديث بحالة إضطراب شديدة لمدة عاما كاملا إلى أن تولى منصب المدير الفنى للفريق مناضل عنتر وحاول مناضل إعادة الفرقة للحياة من جديد بالتدريج حتى استعادت رونقها وتماسكها بعرضى «مولانا» للكاتب إبراهيم عيسى» و«حلم البصاصين» وحقق العملين ناجحا جماهيريا كبيرا. تم أخيراً عرض عشم إبليس.