الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عالم مصريات: الشعب المصرى صبور.. والفراعنة اتسموا بالثقافة وآمنوا بالتعددية الدينية




أكد عالم المصريات الدكتور أحمد صالح أن الأحداث عبر التاريخ أثبتت أن الشعب المصرى، صبور ويتميز بالتريث ولا يرضى بالذل والهوان، وأنه يتجاوز جميع الأوضاع الصعبة، ولكنه بعد فيض الكيل به يثور لتغيير الواقع والخلاص منه، مشيرًا إلى أن المصريين القدماء كانوا حريصين على موالاة الصالح من الحكام نابذين الطالحين منهم.
وقال صالح - إن نظام الحكم فى مصر القديمة بدءا من الأسرة الأولى وحتى الأسرة الثلاثين كان ملكيا قائما على وراثة الحكم من الأب إلى الابن الأكبر من الزوجة الملكية، ولكن هناك بعد الفترات حدث بها عدم استقرار مثل ما حدث فى  الأسرة السابعة حيث كان هناك 70 حاكما لمصر فى  70 يوما أى كل ملك يحكم يوما.
وأضاف أن هناك بعض الاستثناءات عن القاعدة الرئيسية لتولى الحكم عن طريق الوراثة، فهناك أشخاص تولت حكم مصر من خارج الدم الملكى ومنها القائد العسكرى حور محب الذى لا يرتبط بالأسرة الملكية وتولى حكم مصر (الأسرة 18)، ولا يوجد رابط بينه وبين حاكم الأسرة الـ 19.. وأشار إلى أن الشعب المصرى  ثار على الحكم الفرعونى «ما بعد الأسرة السادسة حتى الأسرة 12 «وطالب بحاكم عادل وتعديل «الماعت» - الدستور - وحدثت فى  تلك الفترة حالة من الجدل وعدم الاستقرار ومناقشات لأفكار متطورة للحكم، مشيرا إلى بردية «الحديث مع البا» الروح أو ذات»، والتى توضح ما حدث للمجتمع المصرى خلال فترة الثورة من خلط للقيم والعادات واستشراء لمظاهر الفساد وتوتر فى العلاقات الاجتماعية، وعدم الأمان.
وأكد أنه فى نهاية تلك الثورة نجح المصريون فى  تغيير نظام الحكم وتولى حكم مصر امنمحات الاول مؤسسة الأسرة الـ 12، وهو أول حاكم من الشعب، وتم خلال تلك الفترة تنفيذ أكبر مشروع اقتصادى فى  الشرق الأوسط لاستصلاح 100 فدان دفعة واحدة «محافظة الفيوم حاليا».. وكشف صالح عن مواصفات الحكام وطريقة الحكم فى  مصر القديمة، مشيرًا إلى أنه كان يتم إعداد ولى العهد ثقافيا، وإداريا وعسكريا من خلال إدارة بالقصر الملكى  متخصصة فى  هذا الشأن لتأهيله لتولى الحكم ، وكان من أهم مواصفات الحاكم أن يكون مثقفا ، وعدم فرض الرؤية الدينية له وأن يقبل بالتعددية خاصة وأن الشعب المصرى متدين بطبعه، لذلك كان لابد للحاكم إحياء الشعائر الدينية لكل الآله لإرضاء المصريين جميعا، موضحا أنه عندما حاول الملك اخناتون أن يفرض الإله «آتون» على المصريين ثار الشعب المصرى ضده ورفض ولم يقبل ذلك.