الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«البلتاجى» فى شهادته عن موقعة الجمل أمام جنايات الجيزة: الجيش لم يسمح بالاعتداء على المتظاهرين





 
 
استمعت محكمة جنايات الجيزة أمس برئاسة المستشار مصطفى حسن عبدالله لاقوال الدكتور محمد البلتاجى أمين عام حزب الحرية والعدالة بالقاهرة وعضو مجلس الشعب فى قضية موقعة الجمل  وتغيب عن الحضور الداعية صفوت حجازى وتأخر عن الحضور إلى الثانية ظهرًا الإعلامى  توفيق عكاشة رئيس قناة الفراعين.
 
حضر المتهمون المحبوسون وسط حراسة أمنية مشددة وأيضًا المفرج عنهم على ذمة القضية وتم ايداعهم جميعا قفص الاتهام وتغيب عن الجلسة كل من المتهم مرتضى منصور ونجله أحمد ونجل شقيقته وحيد صلاح الدين.
 
استمعت المحكمة الى الشاهد الدكتور محمد محمد البلتاجى حيث أكد أنه وفقا لمتابعتى لما جرى فى الميدان من أحداث فى هذين اليومين واستنتاجا لما تم بينى وبين بعض القيادات العسكرية والأمنية، اتضح لى أن النظام كان يرتب لإخلاء ميدان التحرير بالقوة عقب  خطاب الرئيس السابق مبارك، وكان النظام السابق يراهن على ان خطاب  مبارك سيؤثر سلبا فى معنويات المتظاهرين وربما يشكل ضغطا من الرأى العام على المتظاهرين بالميدان، وبعد الخطاب نزلت مجموعات متنوعة تضم شبابا وكبار السن ترتدى الملابس المدنية و بدت عليها التنظيم والتحدث بطريقة ممنهجة، ولكن لم يصاحبها أى أعمال عنف داخل الميدان تحاول أن تقنع المتظاهرين باخلاء الميدان والخروج منه. 
 
وأضاف صباح يوم الأربعاء 2 فبراير، طوال ساعات النهار تلقيت اتصالات عدة من أشخاص لا أعرفهم تفيد بوفود جماعات وحشود من مناطق متفرقة من القاهرة والجيزة يدعو لها أنصار النظام السابق ورجال أعمال، للتحرك صوب ميدان التحرير لإخراج المتظاهرين بالقوة، وكانت تتضمن هذه الاتصالات معلومات عن أن التجمعات فى ميدان مصطفى محمود. ثم فوجئنا بدخول مجموعات من ميدان عبدالمنعم رياض، وشارع طلعت حرب ومن جهة كوبرى قصر النيل، ولم أكن قد شاهدت أو عاينت البلطجية ولكنى كنت موجودا بالمنصة الموجودة أمام شركة «سفير للسياحة»، التى يقع مقرها بين شارع محمد محمود وشارع التحرير المؤدى الى ميدان باب اللوق، وكان مجموعة من المتظاهرين عند مدخل ميدان عبدالمنعم رياض.
 
وأكد انه فى تقديره أن هؤلاء المجموعات ليست من البلطجية فقط ولكنها مجموعات نظامية تابعة للنظام السابق تتحرك بتعليمات سياسية، أثناء محاولة البلطجية لدخول الميدان من جهة المتحف المصرى وكان معهم أدوات حديدية حسب ما كان يردد الثوار، وحاولوا إرهاب المتظاهرين الامر الذى أدى الى حدوث اشتباكات وسقوط ضحايا من الثوار، بدأ المتظاهرون فى تكسير الكتل الخرسانية من الارصفة لاستخدامها فى الدفاع عن أنفسهم.
 
ثم جاءت مجموعة أخرى لكنها كانت تمتطى الخيول والجمال وكان معهم أسلحة بيضاء وقطع حديدية، أحدثوا الهرج بين المتظاهرين واقتحموا الميدان ولكن الثوار تجمعوا لمحاصرتهم واستطاعوا السيطرة على الموقف وامسكوا ببعضهم وطردوا الآخرين من الميدان.
 
ثم حدثت هجمة ثالثة من مجموعات جديدة وبأعداد أكبر، جاءت من أسفل كوبرى 6 أكتوبر، تقلهم عربات تابعة لمؤسسات حكومية تحمل كسر الرخام والسراميك الحاد، وقذفت المتظاهرين وكان طوال هذا الوقت  يسقط العديد من المتظاهرين، ونحن نطلب عربات الإسعاف لتقلهم إلى المستشفيات، حيث ترددت المعلومات أن هناك من أصيبوا باعيرة نارية ولكن كان بشكل متقطع، وكان ذلك من مدخل  ميدان عبدالمنعم رياض.
 
واستكمل قائلا صباح يوم الخميس انتشر الثوار فى الميدان وحوله وصعدوا على كوبرى 6 أكتوبر ووضعوا الحواجز الحديدية أمام دبابات القوات المسلحة، وظهر يوم الخميس جاءنى شيخ كبير السن وملتحى، وقال لى إن اللواء حسن الروينى قائد المنطقة المركزية العسكرية يريد مقابلتى وينتظرك أمام  بوابة المتحف المصرى، وقال البلتاجى انتظرت حيت أديت صلاة  الظهر ومر بعض الوقت قبل أن اذهب فجأنى الشيخ مرة ثانية ليؤكد لى انتظار اللواء لى فأبلغت مجموعة الأشخاص الذين كانوا معى ومنهم الدكتور عبدالجليل مصطفى، ومحمد أبوالغار، وأحمد دراج، وأبوالعز الحريرى ان نذهب سويا لمقابلة الروينى داخل المتحف المصرى أمام البوابة، ففوجئت به يوجه كلامه لى ويقول ما الذى جاء بكم وماذا تريدون؟
 
فقلت له حضرتك أرسلت لى شخصًا للحضور اليكم وحضرنا بناء على ذلك فرد عليه الروينى، أننى طلبت محمد البلتاجى فقط، فقلت له إذا كنت تريد لقاء أحد من الإخوان فأنا لا أمثل جماعة الإخوان، وإذا كنت تريد الحديث فى شأن يتعلق بالميدان فنحن هنا شركاء، فإثر اللواء الروينى الحديث معى منفردا، فرفضت مقابلته وانصرفت مع المجموعة التى حضرت معى، لكن المجموعة التى معى استشعرت الحرج وهم شخصيات سياسية كبيرة طلبوا منى أن أقابله ثم أبلغهم بما دار فى اللقاء، فعدت للروينى ودخلنا إلى المتحف المصرى وجلسنا فى حديقة المتحف على طاولة مع الرجل الذى طلب منى مقابلة الروينى، فتحدث إلى اللواء الروينى واستعرض الاحداث بدءا من يوم 25 يناير وتحدث عن أن القوات المسلحة تتابع الأحداث ساعة بساعة، ثم أكد لى ضرورة أن يعود الثوار من ميدان عبدالمنعم رياض إلى التحرير، وأن ينزلوا من فوق كوبرى 6 أكتوبر، ومن أعلى أسطح العمارات الموجودة من أمام المتحف المصرى.
 
فقلت له اننى لا أستطيع أنا أو غيرى إقناع الشباب بالنزول، لأنهم قالوا لى أنهم شاهدوا القتل بأعينهم ليلة أمس ولم يقم أحد من القوات المسلحة بحمياتهم، وأنهم اعتلوا الأماكن العالية لمراقبة الميدان وحمايته، وبالتالى هم مضطرون الآن أن يؤمنوا ظهورهم من أى اعتداء جديد الآن فرد عليه قائلا أن الذى حدث بالأمس لن يحدث مرة ثانية.
 
فقلت له إذا كنت تظن أننا نعتقد أن من هجم علينا هم بلطجية فقط فهذا ليس صحيحا فما حدث بالأمس منظم ومرتب من النظام والقيادة السياسية، وحدث بمعرفة أعلى سلطة فى البلاد التى استخدمت عناصرها الذين نفذوا الجريمة.
 
فرد الروينى قائلا - وطلب البلتاجى أمام المحكمة أن يذكر ما قاله الروينى باللفظ - «اللى حدث بالامس مش هيتكرر تانى واحنا فهمينه كويس» ثم قال لى «إحنا قلنا له لم الشراميط بتوعك دول» ومنذ هذه اللحظة شعرت أن القوات المسلحة لديها استعداد أن تتصدى لمنع أى هجوم آخر على الميدان.
 
وفهمت أيضًا أن ما كان يتم قبل تلك اللحظة تم بتوجيهات سياسية وأن أحداث الأربعاء تمت بتوجيهات من الرئيس السابق وبعلمه وبتنفيذ من قيادته الأمنية والسياسية وأكد أن الروينى حاول اقناعى بأن اقنع الشباب بالنزول من أسطح العمارات المواجهة للمتحف وعلى كوبرى 6 أكتوبر فأكدت له أن ذلك يحتاج لبعض الوقت ليحدث مزيد من الثقة بين القوات المسلحة وشباب المتظاهرين وحين يطمئنوا ويؤمنوا أنكم تؤمنون ببقائهم فى الميدان وتتجاوبون مع مطالبهم.
 
فرد عليه الروينى بأنه يريد تنفيذ ذلك على وجه من السرعة وعندما لم يجد منى استجابة سريعة لذلك الطلب قام بالنداء على احد مساعديه لتحفيزه على الاستجابة لذلك الطلب وقال له مشيرًا إلى أعلى بأصبعه إلى أعلى العمارات المواجهة للمتحف قائلا له «أنت شايف الواد اللى واقف فوق السطح ده «اظبط المدفعية فى اتجاهه واتركها» ففهمت من ذلك أنه يقصد تحفيزى على انزال الشباب من اعلى اسطح العمارات.
 
وخاصة تلك العمارة لأنها تواجه المتحف المصرى وتكشف كل ما يدور بداخله وكان وقتها يعتبرها الجيش منطقة عسكرية لهم وانتهى اللقاء مع الروينى الذى استمر ساعة تقريبا وغادرت المتحف متجها إلى عيادة الدكتور أبوالغار القريبة من الميدان لاسرد لهم ما تم فى اللقاء.
 
وأكد للمحكمة أنه لم يسبق له اللقاء مع اللواء حسن الروينى قبل الواقعة وحتى بعدها وأكد أنه لم يشاهد شباب المتظاهرين على اسطح العمارات.
 
وأكد أن الداعية صفوت حجازى لم يكن ضمن الأشخاص الذين اصطحبوه للقاء الروينى وأشار إلى أنه لم يشاهد أسلحة بيضاء مع من قام بالاعتداء على المتظاهرين ولكن الثوار أخبروه بضبط أسلحة بيضاء معهم وبعضهم كان يحمل بطاقات تحقيق شخصية توضح أنهم يعملون بجهاز الشرطة وأنهم قاموا بالامساك بهم واحتجازهم بمقر شركة سفير لإجراء تحقيقات معهم حتى يتمكنوا من معرفة من الذى دفعهم للاعتداء على المتظاهرين ثم بعد ذلك قاموا بتسليمهم للقوات المسلحة.