الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ليبيا.. المشير نجم يتلألأ




كشفت وكالة رويترز فى تقرير لها نشرته أمس عن أن شعبية المرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى تجاوزت الحدود المصرية، ووصلت الى ليبيا، التى تشهد حالة من الفوضى الأمنية مع سيطرة الجماعات الإسلامية المسلحة على مجريات الامور هناك فى ظل غياب حكومة وطنية قوية.


وفى مستهل تقريرها الذى عنونته بـ «فى ليبيا.. السيسى نجم يتلألأ»، تشير رويترز إلى الموظف الليبى محمد على الذى يضع صورة المشير على «البطاقة المهنية»، معتبرا أنه الرجل الوحيد الذى يمكنه إنقاذ بلده من التمزق، وبينما تستعد ليبيا للانتخابات الشهر المقبل، لكن كثيرًا من الليبيين سئموا أحزابهم الذين أعيتهم الصراعات السياسية طيلة ثلاث سنوات، منذ سقوط نظام القذافى.


وتقول الوكالة الإخبارية إن بدلا من التركيز على انتخاباتهم الداخلية، فإن الليبيين يتطلعون إلى جارتهم الشرقية، حيث من المتوقع فوز السيسى -الذى تمكن من عزل الرئيس الإسلامى من منصبه- بنتيجة كبيرة فى الانتخابات الجارية هذا الأسبوع.


ويشير التقرير إلى أن الليبيين فاض بهم الكيل جراء سيطرة الميليشيات والمتشددين الإسلاميين الذين ملأوا فراغ السلطة بعد خمسة من رؤساء الوزراء الضعاف منذ 2011، فإن العديد يتطلعون إلى عودة حكم الرجل القوى متمنين تكرار السيناريو المصرى، ويقول «على» الذى يضع صورة السيسى على هاتفه المحمول: «السيسى رجل رائع وطنى مسلم وعربى، يمكنه إعادة الاستقرار لبلاده والتصدى للإرهاب».


ويضيف «على»، الذى قال إنه إذا أنجب ولدا فسوف يسميه «أحمد» ليكون اسمه هو نفس اسم المتحدث العسكرى العقيد أركان حرب «أحمد محمد على: «ساستنا لا يفكرون إلا فى مصالحهم الشخصية، نتمنى لو أن لدينا رجلا مثل السيسى»، ويؤكد: «أن استقرار مصر سيجعل ليبيا أكثر استقرارا»، مضيفا بالقول: «الجيش المصرى هو أعظم جيش فى العالم، يعمل بدأب من أجل الشعب».


وتقول رويترز، إن فى المقاهى المنتشرة فى أنحاء ليبيا وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، أصبح الإعجاب بالسيسى مثار حديث واسع، حتى أن شاعرا مغمورا خصص قصيدة شعرية كاملة له، يجرى تداولها بين مستخدمى فيس بوك، وفيما يقارن الليبيون بين التحول الوعر فى البلدين منذ انتفاضات الربيع العربى فى 2011، فإن مصر استطاعت تجنب الفوضى التى اجتاحت ليبيا بعد انهيار مؤسسات الدولة.


وقالت أسماء سريبة، النائبة الليبية المستقلة، إن الموقف واحد فى مصر وليبيا، مضيفة أن حرب الجيش المصرى على الإرهاب جعل الكثيرين فى ليبيا يرون فى المؤسسة العسكرية المنقذ من الاغتيالات والانفجارات.


وبينما يرسم البعض أوجه شبه بين السيسى واللواء السابق خليفة حفتر، الذى يقود حاليا ما يسمى الجيش الليبى الوطنى الذى قام مؤخرا بتعليق عمل المؤتمر الوطنى العام (البرلمان) والسيطرة على بنغازى، والذى انضمت له العديد من الوحدات العسكرية، فإن الحكومات الغربية تخشى أن يتسبب هذا فى مزيد من الفوضى فى البلاد وإثارة ردود فعل عنيفة من الميليشيات المؤيدة لحكم الإسلاميين.


وتلمح رويترز إلى تكرار التاريخ نفسه، فلقد كان الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر، الذى تحدى القوى الغربية، مصدر إلهام للقذافى الذى أطاح بالنظام الملكى فى ليبيا عام 1969، وتشير إلى أنه وفقا للروايات التاريخية فإن القذافى اتصل بعبد الناصر فور الانقلاب على الملك إدريس السنوسى، لطلب المشورة.