الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الانتخابات.. غاب الشباب وحضر الكبار




كتب: مصطفى عبيد


كنت حريصًا على أن أشارك مصر فرحتها يوم اختيار الرئيس.. منذ العاشرة صباح اليوم الأول حرصت على أن أرافق فئات عمرية مختلفة من أسرتى أولا لكى أرصد أثار المشاركة بالتصويت على تفاصيل وجوه المجموعة.. المتعددة الأعمار والمختلفة الأفكار، والمتفقة على انتخاب عبدالفتاح السيسى رئيسًا لمصر.
أمام اللجنة أصر حفيدى على صورة مع ضباط الجيش المخصصين لحماية المصوتين واللجان من شغب وتهديد الإخوان.. بينما شاهدت إحدى بناتى سعيدة وهى تسمع لأغنية (؟؟؟؟؟؟؟).
صور السيدات والرجال كبار السن وهم واقفون فى طابور طويل برغم حرارة الجو إلا أن أيًا منهم لم يظهر أى غضاضة بل كانت الفرحة والتحدى والإصرار على الانتخاب والمشاركة أمرًا مؤكدًا وقاطعًا بالفعل هى لحظة تاريخية وفارقة فى حياة المصريين.. والصوت يفرق.. وغير صحيح أن المشير السيسى لا يحتاج للأصوات وهو ناجح. ناجح كما يروج المعارضون بالعكس فى ظل عملية ديمقراطية عادلة كما حدث فى تلك الانتخابات أجد أن شهرة الرجل منذ موقفه التاريخى فى 30/6 وتخليص مصر من حكم ديكتاتورى تحت عباءة إسلامية، هذا الموقف محفور فى قلوب المصريين وتعلم جيدًا قيمته.
أنا انتخبت السيسى رئيسًا وكل عائلتى برغم أن كل واحد منهم له تبرير مختلف فى شأن اختيار المشير ما بين موقفه فى 30/6 وأيضًا معرفته بمشاكل البلد وصدقه فى الحلول والوعود.. وشخصيته الهادئة وتواضعه وتدنية وهى صفات كانت كافية لدى عائلتى لتنتخب السيسى رئيسًا.
الشباب غاب عن المشاركة بفاعلية وهو جيل معذور عندما يكتشف أن قادة يناير 2011 من الشباب أنهم ما هم إلا أدوات وأياد تلعب باستقرار البلد لصالح جهات وحكومات وجمعيات أجنبية ومصلحة مصر غير مدرجة على أجندتها.. الشباب وهو قليل التجربة والخبرة فى الحكم على المواقف والسياسية منها لم يجد نفسه فى المشهد السياسى.. هو كان يرغب فى مرشح يدغدغ عواطفه حتى بوعود كاذبة غير قابلة للتحقيق وأعتقد أن رفض عبدالفتاح السيسى لمبدأ الوعود الكاذبة أمر واضح.
الشباب مازالوا بعيدين عن التغيرات السياسية العميقة التى يشهدها المجتمع هم عاوزين الوزارة والوظائف، والرئاسة، دون بذل أى مجهود أو خبرة، حتى وجودهم بالأحزاب  لم يرض غرورهم لعدم تألقهم فى الحياة الحزبية ولو استمر الشباب فى هذا النهج سيحجزون لهم مكانًا بالهامش.