الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

للمستقبل أنظر




بعد تحقق الاستحقاق الأول لخارطة الطريق التى تم التوافق عليها وأقرها المصريون بعد ثورة 30 يونيو.. بإقرار الدستور بعد الاستفتاء عليه.. ها نحن على مشارف تحقق الاستحقاق الثانى.. بعد انتهاء ماراثون الانتخابات الرئاسية.. وما هى إلا أيام ويتم الإعلان عن رئيس مصر الذى اختاره الشعب بكامل إرادته الحرة.
لحظة إعلان اسم الرئيس المنتخب يجب التوقف عن شغل الرأى العام كل يوم بقصة جديدة ملتبسة.. واحترام عقول الناس بدلاً من حالة الطبل والزمر الصاخبة.. ويجب علينا جميعًا البدء بصدق فى بناء مستقبل مصر.. كل من خلال موقعه.. لأن النهايات لا تصح إلا بصحة البدايات.. يجب احترام تضحيات هذا الشعب وآلامه ومعاناته الطويلة أنه ينتظر بعد المعاناة والتضحيات استحقاقات.. فالشعب يريد تحقق مطلبه الذى نادى به وكان شعار ثورته الأولى فى 25 يناير.. وعندما أحس بسرقة ثورته وضياع مطلبه.. هب بثورته الثانية فى 30 يونيو ليؤكد إصراره على ما طالب به من عيش وحرية وعدالة اجتماعية.
والسؤال ماذا كشفت انتخابات الرئاسة.. حتى نستطيع قراءة المستقبل، لقد كشفت انتخابات 2014 الرئاسية عن التخلف الشديد فى الأسلوب والخطاب الإعلامى سواء كان مسموعًا أو مقروءًا أو مرئيًا فى التعامل مع الجماهير.. باعتماده أسلوب الحشد الإعلامى التقليدى والذى كانت نتائج عكسية تمامًا، وكادت تكون نتائج كارثية، لذلك يجب أن يعتمد الإعلام بجميع وسائله وأدواته فى المرحلة المقبلة أساليب جديدة يكون الأساس فيها منطق الإقناع العقلى من أجل إمبراطورية مصر العظمى.
ومن نتائج هذه الانتخابات المهمة أيضًا سقوط الرهبة والفزع من جماعة الإخوان الذى كان موجودًا قبل وأثناء 30 يونيو وتراجع تأثيره السياسى.
كذلك ظهور اختيار قطاع من شباب الثورة النشط النضال خارج الأطر السياسية..  وهنا لا محالة من إيجاد وسائل جادة لإقناع هؤلاء الشباب بالعودة إلى الأطر السياسية.. وإقناعهم بأننا جميعًا فى مرحلة بناء مصر الجديدة ولا سبيل إلى إعادة البناء إلا بالعمل من خلال وداخل هذه الأطر السياسية.
بعد انتهاء الفرز وإعلان أرقام من شاركوا أو صوتوا لصالح الفائز برئاسة مصر.. سوف يظهر على السطح من سيتاجرون بهذه الأرقام ويصورون أن عدم الوصول إلى رقم محدد معناه أنهم يرفعون شعار أن مرسى راجع وهو ما يناقض منطق الأشياء.
وأيضاً فى حالة فوز الرئيس المقبل برقم أعلى مما حصل عليه مرسى سوف تجد من يقول إن الشعب أعطى الرئيس المنتخب فى 2014 تفويضًا أعلى من مرسى.
سوف يحاول تجار الأرقام أن يشغلونا عن حقيقة تحقق الاستحقاق الثانى من خارطة الطريق التى أقرها ووافق عليها الشعب وأن مصر أصبح لها رئيس منتخب.. وعلينا البناء بجدية لتعويض ما فاتنا فى السنوات السابقة.. وعدم الالتفات لمن يحاولون عرقلة مسيرة التنمية.
يجب أن نعلم تمامًا أن التيار الوطنى المصرى العام لديه القدرة والاستعداد لأن يقبل بداخله كل من يضع مصر فوق أى مصالح حزبية أو شخصية وأن يكون شعارنا فى المرحلة المقبلة مصر أولاً وفوق الجميع.
الأهم والأخطر بعد أن أصبح لمصر رئيس منتخب بإرادة شعبية حرة هو التسويق السياسى.. الذى يجب أن يعتمد على فعاليات أكبر فى الإقناع وليس حشد قطاعات معينة.. حتى تكون هناك  فرصة لجميع القطاعات الشعبية الانخراط فى التيار العام للوطنية المصرية.
وأيضًا وحتى لا يزايد علينا المزايدون نذكرهم باللحظة التى تولى فيها أبوبكر الصديق الخلافة بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم فى خطبته للناس قائلاً عبارته الخالدة: «لقد وليت عليكم ولست بخيركم فأطيعونى ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا سلطان لى عليكم»، إذن هو قد أبان منذ يومه الأول عن أنه سيحكم الناس وفق نظام يحكمه هو.. ويقيد خطاه.. ويجعل حكمه مرهونًا بأحكام أعلى منه.. أو بعبارة أخرى.. هو حاكم ومحكوم.. وهذه صيغة مبكرة جدًا لما يعرف فى المجال السياسى والفلسفى بنظرية «العقد الاجتماعى» التى تتلخص فى أن هناك عقدًا غير مكتوب بين الحاكم والمحكوم يلزم الطرفين بالآتى:
الرعية تطيع الحاكم ما دام الحاكم يعمل للصالح العام.. وبالتالى فالحاكم محكوم بالتزامه بالعمل من أجل صالح الشعب والوطن.. وإلا فلا سلطان له عليهم.. وهو ما نص عليه الدستور المصرى الذى تم  وضعه بعد ثورة 30 يونيو ووافق الشعب عليه.
علينا جميعًا النظر إلى المستقبل.. وعدم الالتفات لمن سيحاولون عرقلة المسيرة من أجل أن تصبح أم الدنيا بعد عرسها الديمقراطى قد الدنيا.