الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مطالبات بوضع نظام لصناعة الحلال فى مصر تحت إشراف الأزهر




دعا المشاركون فى ورشة عمل «صناعة الحلال» التى نظمتها الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، بتضافر جهود المؤسسات المعنية لوضع مقترح لإنشاء نظام لصناعة الحلال فى مصر تحت إشراف الأزهر الشريف لما له من مكانة عظيمة وثقة كبيرة لدى المسلمين فى جميع أنحاء العالم الإسلامى.
ووفق لما اعلنته رابطة خريجى الأزهر فى بيان لها اليوم: «قال د. وائل محمد - دكتور بكلية الهندسة جامعة أسيوط إن مشروع سوق الأطعمة الحلال له أهمية اقتصادية ضخمة للأمة الإسلامية، مشيراً إلى تعدد رقعة الاقتصاد الإسلامى وصناعة التمويل خاصة صناعة الأغذية فى العقد الماضى والتى تقدر حالياً بـ 632 دولار سنويًا أى ما يمثل 16% من صناعة الأغذية فى العالم، وإذا ما أضيفت هذه الصناعة لصناعة التمويل الاسلامى والخدمات والتأمين والصناعات التى تعتمد على القيم الإسلامية، فإن قيمة السوق الإسلامية ترتفع لتشمل مناطق أكبر فى العالم لتصل إلى أكثر من 2 تريليون دولار سنوياً.
وقال إن هذا المشروع الإسلامى يحتاج إلى توضيح أهميته وفائدته على المستوى الفقهى من وضع ضوابط ومعايير وفق النص القرأنى لتوضيح ماهية الحلال والحرام فى الغذاء وكافة المنتجات الاستهلاكية للمسلمين.
وأضاف إنه فى الوقت الذى قد تعتبر فيه قطاعات الاقتصاد الإسلامى كبيرة فإن فرص النمو والاستثمار بشكل جماعى وتعاونى تعتبر أكبر،وقد تكون ضرورة ملحة لغايات تحقيق فعلى للرؤى الفردية الخاصة بكل قطاع أى على حدة.
كما أكد د. وائل أن صناعة الحلال لم تقتصر على الأغذية بل تعدت لتشمل الأدوية فهناك عديد من المنتجات الصيدلانية تحتوى على مكونات مثل الجيلاتين والذى يعتبر من أهم مكونات الكبسولات الطبية ويستخرج من عظام وغضاريف الخنازير، وكذلك الجليسرين أو الكحول المكون المهم فى الادوية السائلة، وكذلك مستحضرات التجميل التى يدخل فى صناعتها مواد نجسة كدهون الخنازير، والمشروبات التى يحتوى تركيبها على الكحول بنسبة تصل إلى 5% كمذيبات وبعض مشتقات الخنازير، والتى لا يوجد بديل واضح لها فى العالم الاسلامى مما يوضح فرصة الاستثمار فى هذا القطاع، فضلاً عن الملابس التى يطبع عليها عبارات وأشكال مخالفة للشريعة وكذلك ملابس مصنوعة من جلود الخنازير، أما التغليف والنقل يستوجب اعتماد خلال التغليف ووسائل النقل بأن تكون متجددة وشديدة الرقابة وعدم اختلاطها بغير الحلال مما ينجس المنتجات عامة.
وأشار إلى أن صناعة الحلال فى العالم فى حالة فوضى شاملة فمعدل نمو السوق أعلى بكثير من قدرة الحكومات والهيئات على استيعابه وتنظيمه بخلاف التجربة الماليزية الاكثر تنظيماً، فإن باقى العالم يعانى من انعدام وجود مؤسسة قوية للنظم الحلال ومازال يتم تصنيع 80 % من تجارة الحلال العالمية فى دول غير إسلامية وصارت من أكبر مصدرى تجارة الحلال العالمية فى العالم عن طريق استخدامهم شعار الحلال.
وقال: من هنا تولد الفرصة العظمى لدراسة مشروع لوضع خارطة الطريق لنظام مصرى للحلال تحت مظلة الأزهر فهو أكبر مؤسسة إسلامية عالمية منذ أكثر من الف عام فاتحاً أبوابه للمسلمين يجدون فيه العلم ومشعل النور وهو المأوى والملاذ، وذلك تحقيقاً لأهداف عدة أهمها حل خلاف المسلمين وتسهيل حصولهم على منتجات حلال مضمونة وفقاً للشريعة، وتوفير مجال للاستثمار لمصر بمليارات الدولارات فى مجال الصناعات الحلال مستفيدًا من المركز الجغرافى لمصر، وكذلك خلق فرص عمل لالآف المصريين فى هذا المجال، فضلاً عن تنظيم سوق الحلال فى العالم اجمع بخلق فرص اعتماد محترم، وخلق مجال جديد فى البحث العلمى بمصر فى محاولة لإيجاد بدائل حلال للمنتجات الغذائية والدوائية المخالفة للشريعة، وخلق مصدر للعملة الاجنبية عن طريق رسوم الاعتماد للشركات الاجنبية وتصدير المنتجات الحلال، وبذلك تزداد القيمة المضافة للمنتجات المصرية.
وفى ذات السياق ناقش المشاركون بالورشة من الأكاديمين والعاملين بمراكز البحث العلمى والجامعات والمختصين والباحثين المهتمين بصناعة الحلال وخبراء الاقتصاد ورجال الدين والفقه بجامعة الأزهر، إمكانية اسهامات المؤسسات التى ينتمون إليها فى تحقيق هذا الحلم، وتبادلوا الأراء والخبرات حول هذا الموضوع.
وفى نهاية الورشة أوصى د. عبدالدايم نصير أمين مستشار شيخ الأزهر وأمين عام الرابطة العالمية لخريجى الأزهر بضرورة الاستفادة من الأفكار التى طرحت من السادة المشاركون نحو وضع مقترح لإنشاء نظام لصناعة الحلال فى مصر تحت إشراف الأزهر الشريف، حيث أكد الجميع بذل الجهد والتواصل وتضافر الجهود والتنسيق فيما بينهم وبين أطراف المشروع،لا سيما رجال الأعمال لخلق منظومة تضع الضوابط الفقهية والعلمية لمنتج حلال.