الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المسرح المصرى بين الممارسة وال«سد خانة»




بقلم - محمد الحمزاوى

الطريق لحل أى مشكلة؛ هو مواجهتها بدون تهوين. وأعتقد أن مشكلة المسرح المصرى فى عمومه أصبحت مستفحلة وخطيرة. وللأسف المشكلة لا تكمن فى قلة عدد العروض المسرحية التى تنتج كل عام. فالحمد لله مصر من أكثر الدول إنتاجا للعروض المسرحية كل عام. ولكنها عروض سد خانة فقط. ولا يرجى منها الوصول لجمهور؛ ناهيك عن وظيفة المسرح الأساسية المتمثلة فى خلق الحوار المجتمعى وإبراز وجهات النظر المختلفة فى شتى النواحى الإنسانية والاجتماعية. علاوة على الضرورة المهمة لهذا النوع من الفن لشحذ الهمم والنفوس فى ظروف مثل التى نعيشها الآن. ناهيك عن الوظائف المعرفية والتربوية الأخرى.
فالتربية والتعليم تنتج مسرحيا مدرسيا؛ والجامعات؛ مسرحا جامعيا. والشركات - مع أن النشاط قل عما سبق - تنتج مسرحا عماليا، علاوة على العروض المسرحية للثقافة الجماهيرية؛ مابين عروض كبيرة وعروض نوادى المسرح. ثم مسرح الدولة ومؤسسة الأوبرا؛ وأضف لهذا كله ما يسمى بحركة المسرح الحر. ثم مسرح الهواة الخارج عن نطاق المؤسسات التى ذكرناها سابقا. وأعتقد انه لا داعى للحديث عن العروض المسرحية الممولة من جهات ومراكز أجنبية الآن. فهى مشكلة كبرى ليس أوان مناقشتها الآن
ومع كل هذه العروض تراجعت العملية المسرحية. وخرج المسرح من إطار الثقافة المصرية العامة فى العقود الثلاث الأخيرة. كما أن الممارسة نفسها قد اضمحلت قاعدتها. علاوة على أن كل الجهود المصرية فى هذه العقود كانت جهة فى الأساس لأن تتم هذه العروض فى غيبة عن الجمهور المصرى والعام / وأصبحت فقط موجهة لمن يشتغلون بالمسرح نفسه؛ فنانين أو نقاد أو عاملين بالمسرح أو موظفين.
فمسرح الهواة التابع لمؤسسات الدولة أنحصر دوره على عملية تسابق الفرق فيما بينها. وانحصرت ليالى العرض المسرحى لليلة عرض واحدة تقدم أمام لجنة المحكمين. وأصبحنا دولة مهرجانات. وأصبح المهرجان غاية فى حد ذاته. وليس تتويجا لغايات وأنشطة وممارسات لها وجودها بالفعل..
والأنكى أن هذه المهرجانات تقام فى أوقات لا يسمح فيها بوجود جمهور أساسا. فإذا كان صلب الهواة فى المسرح هم الشباب من الطلبة. فهذا المهرجانات تقدم فى أوقات الامتحانات. بالتالى حكم بأن من يتصدون لمثل هذا النوع الفن بأحكام قد تتناقض مع الإطار المرجعى للأسرة المصرية , وحرمت مصر من جهود الكثيرين من شبابها كان من الممكن أن يكونوا أفضل لو أقيمت هذه المهرجانات فى غير هذا التوقيت.
وللحديث بقية