السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انتباه.. ضرورة تقبل عهد التصحيح!




أليس من الواجب الوقوف والتأمل أمام الانتخابات الرئاسية مايو 2014؟ فلم تكن مجرد انتخابات تقليدية مثلما كان يحدث فى الماضى ولكنها حملت الكثير من الرسائل والمعانى التى يجب أن نتذكرها بصورة دائمة حتى تستكمل خطوات «استعادة بلادنا من قوى الشر الداخلية والخارجية» أقصد استكمال خارطة الطريق باستحقاقاتها المختلفة، فقد شعر جموع المصريين أن تلك الانتخابات هى انتخابات «مصيرية» للبلاد وليست انتخابات رئاسية.
ففى البداية ضربت عمليات التصويت صورة من صور الملحمة الوطنية من جانب المصريين سواء العاملين فى الخارج الذين ترجموا وطنيتهم عندما تركوا أعمالهم وتكالبوا على القنصليات والسفارات فى جميع الدول العربية والأجنبية والإفريقية للإدلاء بأصواتهم.
واكتملت الملحمة بالمصريين فى الداخل ولم تكن مشاركة عادية فى الانتخابات وإنما تميزت بـ«الكثافة التصويتية» التى كانت خير رد عملى على الرفض الشعبى للجماعة الإرهابية والتأكيد على الإرادة الشعبية المصرية وإدراك لخطورة المرحلة وأهمية المشاركة فى صناعة المستقبل.
كما أثبتت أمام العالم بأكمله أننا قادرون على اختيار رئيسنا دون أى تدخلات من الخارج وأننا ضد أى إرهاب أو حملات للتخويف، فلم يثن المصريين أى تهديدات تعيقهم عن النزول والإدلاء بصوتهم بحرية واقتناع.
وهنا يجب الانتباه إلى أن التصويت واختيار رئيسنا هو خطوة البداية لمحاولة استرجاع بلادنا التى حاول سرقتها الحاقدون والمتربصون لدولتنا الغنية بشعبها وإمكاناتها، ولم يعد أمامنا الخيار سوى إعادة الاستقرار لدولتنا بجميع أشكاله الأمنى والسياسى والاقتصادى والاجتماعى.
ولنتذكر جميعًا أن النجاح فى اختيار المشير رئيسًا لبلادنا.. ما هى إلا خطوة أولية للابتهاج والتفاؤل.. ولكن الحمل الثقيل هو القادم فلابد أن ندق جميعًا ناقوس العمل، ونعمل ونبدأ فى إعلاء مكانة مصر على الساحة الدولية ونعوض ما فاتنا من إهدار لثرواتنا.
فبداية التصويت واختيار رئيسنا ما هى إلا حفر أول أحجار هرم إعادة البناء والتعمير والخير القادم لدولتنا الحبيبة. ولنسترجع بذاكرتنا دائمًا ثورة 30 يونيو، عندما هب الشعب لرفض الظلم وضياع البلاد وتحكم فصيل واحد فى إرادتها وقوتها.. ولولا جموع المصريين فى ذلك اليوم ما كانت البلاد شهدت نور التغيير ثم جاءت مساندة المشير عبد الفتاح السيسى والقوات المسلحة لتساند رأى أغلبية الشعب.
فنكرر جميعًا، هيهات هيهات، لمن يظنون أن الرئيس الجديد الذى اخترناه وحده سيساهم فى إعادة القوة للبلاد على جميع المتسويات، ولكن فليكن نصب أعيننا ضرورة أن تكاتف سواعد مصريتنا القوية والوطنية الشديدة وهى التى ستبهر العالم وسنضرب مثلا جديدًا فى القدرة على تخطى الصعاب والتحديات مهما كانت قوتها.
وإذا كان الشعب اختار بالفعل رئيسه، فلابد الوقوف بجانبه ليس بالعمل فقط ولكن أيضا بتقبل جميع القرارات والإجراءات الواجب اتخاذها والتى من شأنها إصلاح ما تم تخريبه فى السنوات الأخيرة، وتقبل إعادة تطبيق القانون بحزم وبعدالة على الجميع والعمل على تصحيح الأخطاء الراهنة، للمساهمة فى القضاء على الفوضى بجميع أشكالها!