الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دولة الرئيس عبدالفتاح




بقلم _ أحمد جلبى


مبروك الفوز بمنصب الرئيس، نشوف شغلنا المتعطل ومشاكلنا المتشعبة التى أصبح أقل شىء فيها يساوى جبل الجيوشى الشهير بثقله النوعى وتاريخيته الفاطمية القاهرية والشروع فى العمل لدعم الأمل والمنتظر هو محور حياتنا كمصريين الآن، صحيح هناك أخطاء منذ تنحية مرسى وجماعة الإخوان ولكنها أخطاء أقل كثيرًا من سنتهم فى حكم مصر وها نحن ندخل عالم المستقبل برئيس جمهورية عصرى؛ حياته المهنية سوف تعاونه على البدء بداية صحيحة فهو ليس غريبًا على مؤسسة الحكم ويتمتع بتأييد واسع النطاق وإذا شئنا أن نفصل التحديات وعناصرها التى ستواجه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المستقبل القريب والتى أعلنت عن نفسها فى أقوى صورة (الأيام الثلاثة للانتخابات) فها هى أولها وتتمثل فى أن تيار الإخوان الخوارج خصم قوى وند لا يستهان به روج لفكرة إبطال الصوت وعدم المشاركة والنتيجة أنه نجح فى اجتذاب عدد حتى من داخل مؤيدى الدولة الشرعية والاستقرار فى المقابل ظهر عجز إعجاز الوطنى القديم وأركان رموز حكم مبارك ورجال أعماله عن حشد الناس أو التأثير على نزولهم بالكثافة المطلوبة وهو ما يعنى ببساطة أن نفوذ الإخوان لا زال موجودًا فى الساحة السياسية بدون معادل أو مكافئ حتى مع وجود مال الوطنى ثم يأتى الكرامة اليسارى والتيارات الشبابية مثل تمرد والتيار وخلافه وهى كلها مع شرعيات الدولة وفى صفوفها مؤيدين كثيرين لرئيس قوى مثل السيسى وإن كان انتماؤهم الناصرى وروابطهم تمنعهم من الإعلان بشكل مباشر لكن تصرفهم يقول ذلك إذن هناك ثلاثة أنواع من المعارضات فى (سكة السيسى) وحكومته القادمة الأولى الإخوان وهى معارضة هدفها التدمير ولن تدخل دور الستر الذى يميز الحركات السرية حين تهزم فى معركة الوصول للسلطة وهناك معارضة الوطنى القديم حيث تتغير معطيات الدولة ورجالها وتسحب الحماية وغطاءها عن الرجال السابقين والسلطة ومميزاتها جوع وعطش لمن تمتع بها فترة مبارك وعند حرمانه منها ينقلب معارضًا ثم تأتى معارضة اليساريين والذين يحسون أن ليس لديهم فرص عادلة للمشاركة فى حكم هذا البلد وهم معارضون أيديولوجيون شديدى تصلب الرأى ولا يعول عليهم فى إدارة أو شطارة انتخابات (هيصة حملة حمدين) بقى الإسلاميون المعتدلون والسلفيون وتيارات المجتمع الليبرالى المدنى والتى تقف على حياد إيجابى فى معادلة تسليم السلطة وانتقالها وجميعهم لن يتحركوا إلا إذا بدأ السيسى الرئيس الحركة الأولى فى إدارة شئون مصر حيث توضع المقاييس والأطر وهو ما يسهل عمل المجموعة البشرية المسماة (وزارة محلب)، يركز المراقبون على مقارنات فارغة بين الانتخابات والسنوات التى تلت ثورة 25 يناير وللرئيس عبدالفتاح السيسى نقول أنت لست مدينا لأحد بوصولك لمقعد الرئاسة وليس عليك تسديد استحقاقات بل الضرب بشدة لإعلاء دولة القانون والتخلص من الخوارج أو ساهم فى حالة الفوضى هذا مع التزامن بإصلاح اقتصادى شامل، فالشرعية ليست انتخابات فقط ولكن إدارة جيدة تلبى الاحتياجات وتمنع المناوئين من النفخ في وجدان الشعب وإشعال ثورة جديدة ولابد أن تلاحظ أن هناك شيئًا يسمى (التاريخ الاجتماعى للثورات) والذى أنت جزء منه الآن وأن هناك قوى اجتماعية مفيدة لاستقرار الحكم والدولة.
باحث وروائى