السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حتى نفهم.. ملخص العملية الانتخابية




من حق كل مصرى ينتمى إلى هذا الجيل الذى عاش وشارك فى هذه اللحظة الفارقة أن يشعر بالرفعة والمجد لأنه أول جيل فى تاريخ مصر الطويل.. العامر بالبطولات والأمجاد.. يختار رئيسه بإرادته الحرة ومشاركة غير مسبوقة.. ليظل المصريون كعادتهم دائمًا مصدر إلهام وإبهار للعالم.. مؤكدين أنهم وحدهم فقط من يختارون  رئيسهم.
ولأهمية اللحظة وحيوية الظرف لابد أن نتوقف بعض الشىء أمام هذه الانتخابات متأملين ما حدث فيها.. أو لتكن السطور التالية ملخصًا للانتخابات الرئاسية 2014.. التى غيرت التاريخ والجغرافيا ليس فى منطقتنا العربية فقط أو الشرق الأوسط بل نستطيع أن نؤكد فى العالم.. حيث أحبطت مخططات الدول الاستعمارية لتقسيم وتفتيت دول المنطقة وفرض الهيمنة عليها وسرقة ونهب ثرواتها.
أولاً: النتائج الأولية تؤكد أن مصر أصبح لها رئيس ضرب كل الأرقام القياسية فى التصويت والحضور والأهم فى حب الشعب واقتناعه بأنه رئيسه وليس زعيم قبيلة أو قائد عشيرة أو سائق توك توك.
مصر أصبح لها رئيس يقف العالم له احترامًا لمواقفه وكلامه الجاد الذى لا يحتمل التأويل أو التحريف.. وهو تأكيد على زوال الأزمة التى عانى منها المصريون خلال ثلاثة أعوام عجاف عصفت بالأخضر واليابس لحساب العشيرة والتحالفات الخارجية التى كادت أن تجر مصر إلى الخراب.
الكلمة الأولى والأخيرة كانت للمصريين الذين قالوا إن رئيسنا جاء بعدد أصوات تساوى مجموع ما حصل عليه المتنافسان فى انتخابات الإعادة فى 2012 (شفيق ومرسى) أى أن السيسى اعتلى حكم مصر بشرعية الاكتساح التى منحها له المصريون.
ثانيًا: هذه الحشود الى ذهبت للتصويت تعطى الأمل فى أنها سوف تستجيب إلى دعوة السيسى للسعى للعمل الجاد.. فالوقت لا يحتمل الكلام أو التباطؤ.. لأن مصر تطالبنا بالعمل.. ولها من الحق علينا ما يلزم التجميع بأن يكون صفًا واحدًا خلف رئيسنا الذى انتخبناه بكامل إرادتنا.. وألا تعوقنا الأحجار التى يلقيها الحاقدون والمتربصون فى طريقنا.. لأن مصر هى الأبقى.
ثالثًا: معالجات الفضائيات للانتخابات كانت بعيدة كل البعد عن عقول ومشاعر المصريين الحقيقية.. فحالة الصراخ والعويل والأصوات العالية والمناشدات والإضرابات والاعتصامات روجت لها بعض القنوات الفضائية الخاصة.. ولعبت الدور الرئيسى والمباشر فيه.
فمنذ إغلاق باب التوكيلات الخاصة بالمغتربين فى الشهر العقارى.. ولم تتوقف وصلات التشهير بالوافدين على المحافظات على الرغم مما يقال من أن عدد المغتربين تجاوز الأربعة ملايين مغترب على محافظاتهم.. إلا أن الذين قاموا بالتسجيل لا يتعدوا 67 ألفًا.. وحتى هذا الرقم عندما ذهبوا للجان الانتخابية لم يجدوا أسماءهم فيها وهو ما سبب الأزمة.
وبدأت عجلة الإعلام فى العمل وتضخيم المشكلة والنفخ فى البالونات حتى اضطرت لجنة الانتخابات الرئاسية لمد الاقتراع لمدة يوم آخر للتسهيل على هؤلاء المغتربين ليدلوا بأصواتهم.. ووقعت اللجنة فى حرج من هذا القرار بعد اعتراض كلا المرشحين الرئاسيين على القرار.. وأيضًا غالبية النخب السياسية.
رابعًا: الهوجة الإعلامية التى رُسمت للحملات الانتخابية للمرشحين والتى أوهمت الناس أن المشاركة فى الانتخابات هذه المرة سوف تتجاوز كل الأرقام التى سبقتها فى الانتخابات السابقة وهو ما أدى إلى طلب حملة المشير السيسى من الناس أن ينزلوا بكثافة تتعدى الـ40 مليون ناخب وأيضًا جعل حملة صباحى تقول أن كل الأرقام القياسية سوف تضرب فى هذه الانتخابات.
خامسًا: هذه الأبواق الإعلامية والمحطات الفضائية هى من سارعت بالمطالبة بإضافة اليوم الثالث لأن خريطة الانتخابات التى رسمتها لم تتحقق والوهم الذى باعته للحملتين ضاع فى الهواء.. وتسرب الخوف إلى قلوبهم بهم وانعدام الثقة التى راهنوا عليها مع الناس مما يدفع هذه الفضائيات إلى الانهيار.. وضياع السمعة لدى الجماهير.. وبالتالى لدى المعلنين والممولين.. فأصبحت هذه القنوات تغنى على ليلاها.. ضاربة عرض الحائط بالمهنية والحرفية والصدق.. ولا عزاء للمواطن وحملات المرشحين التى لم تخطط وتدرس.. بل اعتمدت على العشوائية وأبواق الفضائيات.
سادسًا: اثبتت المرأة المصرية دائمًا أنها صانعة القرار وأنها المجتمع كله وليست نصفه فقط.. لأنها تشكل نصف المجتمع عددًا وتنجب نصفه الآخر.. وخروجها للإدلاء بصوتها بصحبة أولادها وأحفادها كان رائعًا.. أنها تربى الأجيال وتلبى نداء الوطن.
سابعًا: على الإعلام أن يستفيق من هذه الغيبوبة وكفاه تخلفًا وطرقًا تقليدية فى الحشد وعليه أن يستخدم العلم ويحشد العقول قبل المشاعر.. وكفى ما حدث فى الانتخابات.. لأن المرحلة القادمة أهم وأخطر أنها مرحلة بناء مصر الحديثة.
ثامنًا: على الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى أن يُبعد عنه كثيرون ظهروا وكأنهم له داعمون وقلوبهم معه.. لقد كانت سيوفهم وعقولهم عليه.. ولعل التحليل الرقمى للنتائج يضع اتجاهات وأحزابًا وقوى سياسية وشخصيات جالت وصالت فى السياسة والمال فى وزنها الحقيقى.. ومن هنا فالشعب هو القائد ويملك بوصلة الإصلاح ويتجه نحو من يصدقه القول ويتبنى مصالحه فقط.. دونما أشخاص يحولون بين الحاكم وهذا الشعب الذى لو صمم على أمر غير التاريخ والجغرافيا والحكام.
فخامة الرئيس السيسى:
لقد أصبحت رئيسًا لمصر بشرعية الاكتساح التى أعطاها لك الشعب المصرى فقط.. فأنت لست مدينًا لأحد سوى الشعب.. فلتكن مصالح الشعب أمام عينيك وأن تدير ظهرك للمنافقين وأصحاب المصالح.
اللهم أنصر الشعب ووفق رئيسه فى معركة التنمية.. كما وفقت الشعب فى الانتخابات الرئاسية واختار السيسى.