الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفجيعة الإنسانية فى «بنات الخائبات» للعراقىّ على السـّباعى




 كتبت- رانيا هلال
صدر للقاص العراقى على السباعى مجموعة قصصية جديدة بعنوان «بنات الخائبات» تقع فى 56 صفحة، وتضم من قصتين طويلتين، وهما: فرائس بثياب الفرح، وسيوف خشبيّة، ولوحة الغلاف للفنان التشكيلى محمود فهمى عبود. وقد قدّمت للمجموعة الأديبة الصادرة عن دار «ميزوبوتاميا» للطّباعة والنشر والتوزيع ببغداد الأردنية د. سناء الشعلان التى قالت فى معرض تقديمها للكتاب: «على السباعى فى هذه المجموعة القصصيّة ينحاز علانيّة إلى الإنسانيّة فى كل ملامح تجربتها، ولذلك فهو ينحاز إلى الإنسان الذى يعايشه فى حياته اليومية، ويرصد مفردات حاجاته ورغباته ومعاناته وانكساراته وخيبات أمله، كما يتوقّف مليّاً عند فجيعته المكررة فى تفاصيل سيرته اليومية، وهى فجيعة تشكّل فى الغالب حياته وسلوكه وردود أفعاله وأحاسيسه ومشاعره، كما تشكّل بكلّ صدق صراعه مع الحرمان، وانهزامه أمام معطيات حياته، وهو ينقل لنا الفجيعة كما يراها ويدركها ويفهمها؛ ولذلك فهى تأخذ الكثير من الأشكال وفق مفهومه، وزوايا نظره، فتارة نراها فجيعة واقعية مؤسفة، وتارة أخرى نراها فجيعة فى ثوب فنتازى مغرق فى الدهشة والإلغاز، وتارة ثالثة نراها مقدّمة فى شبكة معقدّة من التكثيف والترميز الذى يتحايل على الإنسان حتى فى لحظات صفوه وضحكه ، ويتسلل إلى قهقاته، ويسلبها لونها وطعمها وصوتها، ليهبها بدلاً منه سوداويته المفرطة فى الكآبة والإحباط.
على السّباعى يرى الإنسان فى هذه المجموعة من زاوية الفجيعة؛ فهى فى رأيه- على ما يبدو- نافذة حقيقية على جوانيات الإنسان فضلاً عن برانياته، إلى جانب أنّها تُعدّ مساحة مكشوفة دون أسوار أمام من يريد أن يواجه الواقع دون عمليات تجميل لملامحه- أعنى الواقع- القبيحة التى لا تعرف إلاّ التبرّم الدّائم فى وجه البشر المنكوبين الذى يزدادون عدداً وعذاباً ومعاناة فى الأرض بسبب انخفاض مستوى الإنسانيّة فى إخوانهم العاقّين من البشر!!». والجدير بالذّكر أنّ الأديب على السباعي هو قاص عراقى معاصر، وُلد فى العراق عام 1970، صدرت له عدة مجموعات قصصيّة، منها: إيقاعات الزّمن الرّاقص، صرخة قبل البكم، زليخات يوسف، احتراق مملكة الورق.بدأ حياته الصّحفيّة بترجمة مجموعة كبيرة من المقالات للفرنسى رولان بارت، ثم تحوّل إلى الكتابة الصّحفيّة، ثم العمل مهندساً فى شركة الكهرباء بمصلحة الاتصال.بدأ حياته بالقصصيّة بقصّة»عربدة عقب سيجارة» عام 1984، ثم قصة «عرس فى المقبرة» فى عام 1977، وحصل على الكثير من الجوائز عن قصصه التى تميّزت بالحداثة والجرأة ومعالجة قضايا المجتمع والقهر والظلم لاسيما فى الواقع العراقي، منها: جائزة بيت الشّعر العربى لثلاثة أعوام متتاليّة (1996، 1997، 1998)، وجائزة مجلة أور الإبداعيّة عام 1999، وجائزة ناجى نعمان عام 2006، وجائزة برنامج «سحر البيان» عام 2006، وأخيراً نال عام 2011 درع الدّولة العراقيّة درع (إبداع خارج الوطن) لما حقّقه للعراق من إنجازات وجوائز أدبيّة. وقد تُرجمت  الكثير من أعماله القصصّية إلى عديد من اللغات، منها: الهولندية والإنجليزية والفرنسية، وكُتب عن تجربته القصصيّة الكثير من الدراسات والأبحاث والمقالات النقديّة، جمعها الأديب الناقد حيدر الشويلى فى كتاب نقدى عملاق هو قيد الطّبع، وله مجموعات قصصيّة مخطوطة قيد الطّباعة، وهي:«يمضى وتبقى شهرزاد» و«بقى رأس النعامة تحت الرمال»، و«رأس النعامة خارج الرمال» وروايتان.