السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الجنازة عسكرية والأهالى يطالبون بالقصاص




 بنى سويف - مصطفى عرفة
المنيا - علا الحيني

شيع الآلاف من أهالى مدينة ناصر وقرية «باروط» بمركز بنى سويف  جثمانى مجندين بالقوات المسلحة، ضمن الذين استشهدوا، صباح الأحد، إثر قيام مسلحين بشن هجوم على دورية لقوات حرس الحدود بمنطقة «الفرافرة» بالوادى الجديد، ما أسفر عن استشهاد 6 أفراد.
استقبل المستشار مجدى البتيتي، محافظ بنى سويف، جثمانى شهيدى الواجب من القوات المسلحة الملازم أحمد محمد كامل، والمجند عامر رمضان محمد، من قوات حرس الحدود من أبناء محافظة بنى سويف، بقاعدة بنى سويف الجوية.


حضر الجنازة العسكرية اللواء علاء المدبولي، مساعد قائد المنطقة العسكرية المركزية، واللواء إبراهيم هديب، مدير أمن بنى سويف، وئيس جهاز الأمن الوطنى ببنى سويف، وقائد قاعدة بنى سويف الجوية.
وعقب انتهاء مراسم الجنازة العسكرية، تم نقل جثمانى الشهيدين بسيارتى إسعاف كانتا موجودتين بالقاعدة الجوية، وتوجهت إحداهما لقرية «باروط» والأخرى لمركز «ناصر»، لتسليم الجثمانين لدفنهما بمقابر الأسرتين ببنى سويف، وتم تشييعهما لمثواهما الأخير.
اتشحت قرية باروط التابعة لمحافظة بنى سويف بالسواد وكسا الحزن وجوه الأهالى أثناء انتظارهم لجثمان شهيد الجيش عامر رمضان محمد على، أمس الذى استُشهد على يد مجموعة من المهربين أثناء أدائه واجبه الوطنى بواحة الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد.
وقالت «وفاء»، شقيقة الشهيد: قبل استشهاد أخى بساعات اتصل بى وبوالدتى وطمأننا على أحواله وطلب إبلاغ سلامه للجميع.. وفى آخر زيارة له مر علينا فى بيت زوجى وقال لى: سمعت إنك حامل، لو جاء ولد سميه على اسمى عشان أنا حاسس إنى رايح ومش راجع تانى. ولفتت إلى أن تصرفاته خلال الفترة الأخيرة كانت فى منتهى الغرابة، فعقب صلاة آخر جمعة حضرها بالقرية طاف ليودع ويسلم على الأقارب والأحبة وكأن روحه كانت تسوقه للوداع.
فيما جلست والدته المكلومة، بعيونها الدامعة التى لم تكف عن البكاء منذ أن عرفت الخبر، تنظر فى وجوه المعزين وكأنها تبحث عن نجلها وفلذة كبدها، يرن صوته فى أذنيها من آن لآخر فتطلق صرخة مدوية يسمعها القاصى والدانى فى القرية وعلى مشارفها، وسط محاولات نساء القرية وصديقاتها لتهدئتها دون جدوى، ما دعا كبار رجال القرية إلى تذكيرها برحمة الله وأن الموت مكتوب على كل نفس، والأجل آت لا محالة.
ولم يبق من قلوب الحاضرين شىء ليحمل هول المشهد وروعته حتى قضت على الجميع.. شقيقة عامر الصغيرة التى لم تكمل عامها السابع الطفلة عزة فاجأت الجميع عندما قالت: لماذا تصرخون وتبكون على حبيبى عامر؟ «أليس أخى بالجنة عند ربنا زى ما بتقولوا لى ولا هو فى «حتة وحشة» ومش عاوزين تقولولى.. أسكتت تلك الكلمات الجميع وهدأت من روع الأم وتعالت كلمة «لا إله إلا الله» فى أرجاء البيت والقرية.
وفى مركز ناصر تقابلنا مع شقيق الشهيد الثانى الملازم احتياط «أحمد محمد كامل» الذى قال: شقيقى لسه رايح الوحدة جديد ونصيبه الشهادة، مضيفاً: «شعرت بالرعب عندما سمعت نبأ استشهاد ضابط و5 جنود بمنطقة الوادى الجديد، والتى انتقل إليها شقيقه منذ 15 يوما، بعد أن تلقى فرقة تدريب بالإسكندرية لمدة شهر ونصف بعد أن أنهى فترة مركز التدريب فى القاهرة.
وأشار «محيى محمد كامل» إلى أن شقيقه تخرج فى كلية الحقوق عام 2011، وأصبح حُلمه الأول والأخير أن يلتحق بالقوات المسلحة، ودائما ما بحث عن «واسطة» ليتم تجنيده ضابطاً حتى يتسنى له التمديد بعد فترة التجنيد الإجبارى ثلاث سنوات، وكانت فرحته لا توصف بعد موافقة التنظيم والإدارة بالقوات المسلحة على التصديق له بمد فترة الخدمة العسكرية 5 سنوات جديدة.
ويضيف «ممدوح كامل» تاجر بويات وعم الشهيد، أن شقيقه محمد رُزق بثلاثة أبناء هم «الشهيد أحمد، ومحيى، وحسن» وكان يخبره دائماً أنه وهب أولاده لمصر خاصة بعد المحاولات الخسيسة، التى كان يقوم بها المؤتمرون لضرب جيش مصر وشرطته لتفكيكه، ولكن الشهيد دائما ما يرسل لنا الطمأنينة من خلال أحاديثه فى إجازاته الثلاث التى نزل الينا، «بأن جيش مصر من أقوى جيوش العالم، ولا يهاب أحداً، ونحن مستعدون للتضحية بأرواحنا بداية من المشير وحتى أصغر جندى.
«مش بتاع مشاكل وفى حاله» هكذا قال أحمد حمدى صديق الشهيد، مضيفًا «المرحوم عمره ما زعّل حد ولا جاب فى سيرة حد، طول عمره من بيته لمدرسته، لحد ما دخل الجيش.
وكان 6 من أفراد قوات حرس الحدود استشهدوا مساء أمس فى عملية إرهابية على دورية بجوار الكيلو 100 طريق الفرافرة – القاهرة بمنطقة الفرافرة بالوادى الجديد بعد إطلاق نار عليهم.
يذكر أن الشهداء تابعون لقوات حرس الحدود، الكتيبة رقم 14 بمنطقة الدهوس بمركز الداخلة، واستشهدوا إثر استهدافهم بواسطة بعض المهربين والخارجين عن القانون أثناء تنفيذ إحدى الدوريات بمنطقة جبلية بالواحات، وذلك ردًا على نجاح قوات حرس الحدود فى ضبط 68 مهربًا، فضلًا عن كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والعربات والمواد المخدرة، وإحباط تسلل 936 شخصًا (هجرة غير شرعية) خلال الشهر الحالى.
شيع المئات من أهالى قرية دمشير التابعة لمركز المنيا، جثة المجند مايكل ناجح وليم 21 سنة والذى لقى مصرعه فى الحادث الارهابى، الذى اسفر عن مصرع ضابط و5 جنود عند استهداف دورية امنية من قوات حرس الحدود بمحافظة الوادى الجديد، والذى تم نقل جثمانه الى المنيا على متن طائرة عسكرية داخل مطار المنيا الحربى ثم تم نقله الى مسقط رأسه برفقة القوات المسلحة، حيث تم تشييع الجنازة عقب تأدية المراسم بكنيسة الامير تادرس بالقرية، وسط حالة من الصراخ والعويل، وردد المشيعون العديد من الهتافات التى تطالب بالقصاص من الجناة وسرعة القبض عليهم وتقديمهم للمحكمة.
يذكر ان المجند راح ضحية الغدر، إثر قيام مجهولين بشن هجوم مسلح على دورية لقوات حرس الحدود بمنطقة الفرافرة فى الوادى الجديد، بجوار الكيلو 100 طريق الفرافرة – القاهرة، بعد إطلاق النار عليهم والتمثيل بجثثهم.