السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الملاريا فى مصر.. حميدة




إعداد – مصطفى عرام وأحمد عبدالعليم


الملاريا.. وباء قضى على عدة مدن فى مصر، وحولها لخراب فى عهود سابقة، اعتبره المصرى القديم عقابًا من الآلهة، فهو مرض فتاك يصاب به الإنسان من دون باقى الكائنات الحية، ويسببه طفيلى قاتل تنقله إناث البعوض من النوع أنوفيلس، ورغم محاولات القضاء على الملاريا عالميا؛ فإنها فشلت فى مقاومة البعوض للمبيدات الحشرية ومقاومة طفيليات الملاريا للأدوية، فالملاريا توجد فى 100 دولة و40% من سكان العالم معرضون لخطرها.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن الملاريا تنتشر فى قارة إفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية وشبه القارة الهندية والشرق الأوسط وبعض بلدان أوروبا وجنوب شرق أسيا وغرب المحيط الهادى إلا أن 90% من الإصابات تتركز فى إفريقيا؛ خاصة غرب ووسط وشرق القارة، ومرض الملاريا لا ينتقل عن طريق المستنقعات فحسب وإنما عن طريق شخص حامل للمرض.
بعد مرور مائة عام على اكتشاف أن البعوض ينقل طفيليات مرض الملاريا، توصل العلماء إلى اكتشاف الخريطة الجينية لمرض الملاريا وللبعوضة التى تنقل هذا المرض. ويؤدى هذا الاكتشاف إلى طرق جديدة لمعالجة عدوى مرض الملاريا الذى يعانى منه عدد كبير من المرضى فى العالم.
مع ازدياد مقاومة طفيليات المرض للعقاقير المضادة له والبعوض للمبيدات المستخدمة ضده. هناك آمال فى منع انتقال الملاريا للإنسان ولاسيما وأن طفلا يموت بها كل 40 ثانية، حيث تقتل من 1 –2 مليون شخص سنويا حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، مما يهدد 40% من سكان العالم حيث يصاب بالملاريا سنويا من 300 – 500 مليون شخص، لأنها متوطنة فى أكثر من 100 دولة، 90% منهم يعيشون خلف الصحراء الأفريقية وبالجزء الجنوبى من القارة الإفريقية.
ومعظم حالات الوفاة من الملاريا نجدها فى الأطفال لأن جهازهم المناعى لم يكتمل والحوامل لأن جهاز المناعة لديهن يكون مثبطا أثناء حملهن ولاسيما لو كان الحمل لأول مرة، وبعض الأشخاص لديهم مناعة وراثية ذاتية تقاوم الملاريا وتمنع الطفيل من النمو والتوالد بأجسامهم.
وهناك نوعان من الملاريا حميدة وخبيثة، والملاريا الحميدة أقل خطورة وأكثر استجابة للعلاج. وهى الموجودة حاليا فى أسوان، أما الملاريا الخبيثة فتكون شديدة الخطورة، وقاتلة أحياناً، تبدأ أعراض الملاريا فى الظهور غالبا ما بين عشرة أيام إلى أربعة أسابيع من لسعة البعوض، لكن فى بعض الحالات، قد تظهر الأعراض بعد سنة، اعتمادا على نوع الطفيلى الذى أصابك.
ولابد لهذا الطفيل أن ينضج فى القناة الهضمية للبعوض ولمدة أسبوع أو أكثر ليكون قادراً على إصابة شخص سليم ينتقل بعدها إلى الغدد اللعابية للبعوضة وعندما تلدغ هذه البعوضة شخصاً سليماً فإن الطفيل ينتقل إلى دم الإنسان فى كل مرة تمتص فيها دمه.
ويهاجر الطفيل مباشرة إلى كبد الإنسان ويدخل خلاياه وينمو فيها متكاثراً وفى خلال هذة الفترة التى يتواجد فيها الطفيل داخل الكبد لايشعر الإنسان بأعراض المرض.
وبعد فترة تتراوح بين 8 أيام ـ إلى عدة شهور ينتقل الطفيل من الكبد ليدخل كرات الدم الحمراء حيث ينمو ويتكاثر بداخلها ثم تنفجر الكرات ليخرج منها أعداد كبيرة من الطفيل تهاجم كرات دم جديدة ويخرج من الكرات أيضاً سموم هى التى تؤدى إلى الشعور بالمرض وفى هذه الفترة إذا تمكن البعوض من لدغ الإنسان المصاب فإنه يمتص الطفيل من الدم ليظل فى جسمه لمدة أسبوع أو أكثر بعدها يصبح قادراً على نقل المرض لشخص آخر.
وتعاود المريض الرعشة والعرق الزائد كل 48 ساعة وحسب نوع الطفيلي، لهذا يطلق على الملاريا الحمى المتقطّعة، يصاب المريض بفقر الدم نتيجة لتكسير خلايا الدم الحمراء فى جسمه ويشعر بعد كل نوبة بالإرهاق والخوار. ويمكن التخلص من الطور المرضى للطفيل الكامن فى الكبد، عن طريق برنامج علاجى يتوقف على نوع الملاريا وخبرة الطبيب.
وفى بعض حالات الملاريا النادرة، فإن خلايا الدم الحمراء المصابة بالملاريا تقوم بسد وإغلاق مجرى الأوعية الدموية المؤدية إلى الدماغ وهذا ما يعرف بالأنيميا الدماغية.
وتعد الملاريا المخية أحد أنواع الملاريا المنتشرة فى وسط وجنوب افريقيا ويسمى بالفالس بارا وهى تختلف عن انواع الملاريا الموجودة فى مصر، وتنقل عن طريق نفس الوسيط وهو البعوض وتتمثل اعراض الاصابة فى حرارة شديدة ورعشة على نوبات متقطعة‏,‏ وتؤدى لفصل شرايين المخ وتلف اجزاء من خلايا المخ ويتوقف هذا التلف على الشريان المصاب، وفى احيان كثيرة يؤدى إلى الوفاة‏.
ومن جانبها أوصت منظمة الصحة العالمية المسافرين إلى المناطق الموبوءة باستعمال الدواء المناسب مباشرة بمجرد الإحساس بارتفاع درجة الحرارة (أثناء السفر أو بعده) إلى 38 درجة مئوية أو عند ظهور أى أعراض للملاريا دون الانتظار لتشخيص الطبيب.
الملاريا فى مصر
الأوبئة التى حلت بالصعيد من الكوليرا والملاريا، وكذلك الطاعون، أهدرت حياة أكثر من 100 ألف مصرى فى عصور سابقة فى خلفاء محمد علي، جعلت الرحالة الفرنسيين يرصدون قيام الحكومة المصرية بتحويل معبد الأقصر لمستشفى ميدانى فى البدايات الأولى لحكم محمد على باشا.
وفى عصر الملك فؤاد الذى ضربت فيه الملاريا محافظات الصعيد، خاصة محافظتى قنا وأسوان جعلته يصمم على إنشاء وحدات للملاريا، أيضا جعلت ابنه الملك فاروق يقوم بجولة ميدانية ويدخل بيوت الصعيد البسيطة وتقوم وسائل الإعلام بتصويره وهو يحدث المرضى الذين كانوا يعيشون فى منازل متهالكة أشبه بحجرات طينية.  
تبرع الصعايدة بمبلغ 100 ألف جنيه فى عصر الملك فؤاد لبناء مستشفى الحميات فى محافظة قنا، فالصعيد الذى كانت تتفشى فيه أمراض المناطق الحارة جعلت الأهالى يقومون بالمساهمة فى بناء المستشفى فى عصر الملك فؤاد، الذى قرر افتتاح وحدات للملاريا، بعد قضائه على 100 ألف شخص، حيث كانت احدى طرق مكافحة الملاريا هدم الآبار الأثرية حيث كانت تنقل الأمراض، وكان لابد من ردمها نهائيًا.
الجدير بالذكر أن بناء السد العالى كان له الأثر الأكبر فى تحجيم دخول الملاريا لمصر، فالمرض لا ينتقل للصحراء، ولا ينتقل إلا عن طريق النهر القادم من أدغال إفريقيا، والمتتبع لتاريخ الأوبئة فى الصعيد يلمح انحسار الملاريا بعد بناء السد، وعدم وجود حرية فى الانتقال بين مصر وإفريقيا، ووجود تفتيش صحى
الملاريا تهاجم البعثة المصرية الإفريقية فى نيجيريا
فى عام 2003 وبالتحديد فى اليوم الأخير لشهر أكتوبر حدثت فاجعة رياضية إذ أعلنت وسائل الإعلام عن وفاة بطل مصر فى الشطرنج ومسئول فى اتحاد اللعبة اثر إصابتهما بحمى الملاريا خلال مشاركتهما فى دورة الألعاب الإفريقية الثامنة التى أقيمت فى ابوجا النيجيرية فى الفترة من الرابع إلى 18 أكتوبر.
وتوفى اللاعب عصام أحمد على عن عمر يناهز الـ38 عاما والفائز بالميدالية الذهبية فى الشطرنج الجماعى فى الدورة الإفريقية بعد ان عانى من ارتفاع فى درجة الحرارة لدى عودته من نيجيريا وتدهورت حالته قبل نقله إلى مستشفى الحميات بالإسكندرية حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، وكذلك توفى محمد لبيب عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى للشطرنج ورئيس بعثة الفريق فى الدورة الإفريقية الذى عانى من انعدام فى التوازن بعد عودته من البطولة ولم تنجح محاولات السيطرة على المرض الذى أودى بحياته.
 الأعراض والعلاج
أعراض الملاريا مشابهة جدا لعدة أمراض أخرى شائعة، وقد يستغرق الأمر من 7 إلى 60 يوم من زمن لسعة البعوضة المعدية  إلى حين ظهور الملاريا خصوصا الالنوع الخبيث، تتضمن الأعراض الأولى الحمى، القشعريرة، التعرّق، الصداع وآلام الجسم، الغثيان والقيء وشعور عام سيء.
فى المناطق ذات حالات الملاريا القليلة، تشير مثل هذه الأعراض إلى بداية الانفلونزا، أو عدد من الأمراض الشائعة الأخرى. لكن فى البلدان شبه الاستوائية والاستوائية، تعنى هذه الأعراض شيئا واحدا: الملاريا.
إن بقى المرض دون علاج، يمكن أن تتطور الأعراض إلى سلسلة من الهجمات المتكررة المميزة تسمى نوبات.
تتكون الهجمات من ثلاث مراحل، ويتخلل المرحلة الأولى قشعريرة عنيفة، إلى جانب صداع، غثيان وقيء، ويستمر هذا لساعة أو ساعتين. فى المرحلة الثانية تنشأ حرارة عالية، تتميز بجلد ساخن وجاف، ثم تنخفض الحرارة فى المرحلة الثالثة، مؤدية إلى تعرق شديد، وفى هذه المرحلة يشعر مريض الملاريا بالتعب والوهن فينام. تستمر النوبة من 6 إلى 10 ساعات تقريبا.
تتكرر هذه الهجمات كل يومين تقريبا بالنسبة للملاريا التى يسببها بلاسموديوم فيفاكس وبى أوفال، وكل ثلاث أيام بالنسبة لبى ملاريا، وبين النوبات يشعر الشخص المصاب بأنه على ما يرام , وخلال بضعة أسابيع تنتهى الهجمات.
رغم أنها تعتبر أعراضا نموذجية للملاريا، نادرا ما تحدث النوبات فى الحياة الواقعية. إذا حدثت، من المرجح أن تتطور النوبات بإصابات بواسطة بى فيفاكس و بى أوفال. أما (بى فالسيباروم) فهى تسبب العوارض حتى بين النوبات مما ينتج الموت السريع للمصاب إذا لم يعالج. ونادرا ما يحدث الموت من أنماط الملاريا الأخرى.
إن سبب هذه الاختلافات يكمن فى كيفية إصابة الطفيلية لخلايا الدم الحمراء. تعمل (بى فيفاكس) على إصابة خلايا الدم اليافعة فقط، بينما تصيب (بى فالسيباروم) خلايا الدم الحمراء فى كل المراحل. تعيش خلايا الدم الحمراء عادة 120 يوم تقريبا. هذا يعنى أنه بينما تهاجم بى فيفاكس بعضا من خلايا الدم الحمراء فقط، يمكن أن تصاب جميع خلايا الدم بواسطة بى فالسيباروم. وبوجود عدد كبير من الطفيليات فى الدم،  فإن نظام المناعة  يجهد للسيطرة على العدوى.
إذا كانت الإصابة بطفيلية بى فالسيباروم أمرا محتملا، فالعلاج الفورى هام جدا. يمكن أن تتطور الملاريا التى تسببها هذه الطفيلية إلى نمط مستفحل من الملاريا يهدد الحياة ويمكن أن يسبب فشل الأعضاء، ومشاكل فى الأيض وشذوذ فى الدم.
تتضمن الأعراض فقر دم حاد، دم فى البول، سائل فى الرئتين أو أعراض عسر تنفسى حاد، تجلط الدم، نوبة قلبية، وانهيار شرايين القلب، وملاريا دماغية تسبب تصرفات غريبة، نوبات تشنج وغيبوبة. تتضمن مؤشرات ملاريا بى فالسيباروم الفشل الكلوي، مستويات منخفضة من السكر فى الدم، حمضية عالية فى الدم، ووجود طفيليات فى أكثر من 5% من خلايا الدم الحمراء.
حالما تتطور الملاريا المستفحلة، يصبح العلاج مسألة حياة أو موت. ووفق منظمة الصحة العالمية، إذا تركت دون علاج، فإن الملاريا المستفحلة مميتة 100% فى جميع المناسبات، وعبر العلاج، تصل نسبة الوفيات بسبب الملاريا المستفحلة إلى 15% إلى 20%.
إن النمط الشديد من الملاريا يتطور غالبا عند الأشخاص ذوى المناعة الضعيفة أو المعدومة ضد بى فالسيباروم، وتتضمن هذه الفئة الأفراد القادمين من مناطق خالية من الملاريا، الأطفال الصغار، والنساء الحوامل.
الثوم لمكافحة الملاريا
ذكر بحث علمى حديث أنه بوسع بعض مكونات نبات الثوم أن توفر دواءا فعالا ضد حمى المستنقعات (الملاريا). ويأتى هذا البحث اللذى عرضت نتائجه على المشاركين فى اجتماع للجمعية الأمريكية لعلوم الجراثيم فى أطلنطا، ليؤكد أن هذا النبات الذى يخشى البعض رائحته، قادر على الوقاية من أمراض شتى.
ويقول الدكتور إيان كراندال عضو فريق الباحثين: ثمة دلائل على أن أكل الثوم ربما يكون له تأثير على مفعول حمى المستنقعات.
وتوجد هذه المكونات المسماة بـ(الدايسولفايدز) بشكل طبيعى فى الثوم والبصل وشجر الماهوجانى، وهى معروفة بخصائصها المضادة لكل من التعفنات الفُطرية والسرطان والبكتيريا. ظل العلماء على مدى سنوات عديدة يشتبهون فى أن تكون لتلك المكونات الموجودة فى الثوم القدرة على مقاومة الملاريا، وقد تيقنوا من ذلك بواسطة اختبارات أجريت على نماذج حيوانية.
فقد جرب فريق باحثى جامعة تورنتو 11 نوعا من مكونات الدايسولفايد المرَكبة على خلايا مصابة بالملاريا، كما أجروا اختبارات حول مدى تأثير تلك المكونات على الخلايا السرطانية. يقول الدكتور كاندرال: لقد وجهنا اهتمامنا للمكونات الفعالة لمعرفة خصائصها المشتركة، فبدا لنا أن طفيليات الملاريا وخلايا السرطان تتوفر على نفس مكامن الضعف.
ويبدو أن مادة (الآجون)، وهى مكون الدايسولفايد الموجود بشكل طبيعى فى الثوم، يبدو أنها تستمد فعاليتها من قدرتها على إعاقة عمل (الجلوتاثيون). وهذا الأمر يجعل الخلايا ضعيفة وقابلة للموت.
الملاريا فى أسوان وجهود وزارة الصحة
أبدى د. محمد عزمى وكيل وزارة الصحة بأسوان، بمجرد سؤاله عن انتشار مرض الملاريا فى أسوان دهشته بما يشبه التحفظ على كلمة انتشارها.. مرددا إياها مرة أخرى «انتشارها»، ثم أضاف: الملاريا لم تنتشر فى أسوان، فقط هو مربع داخل قرية، هذه القرية توجد داخل احد المراكز، ولا يوجد أى بؤر اخرى للمرض، فقط هذا المربع داخل هذه القرية، وجميع الإصابات المعلن عنها هى من داخل هذه القرية، ومن ثم لا يستقيم أن نستخدم كلمة «انتشارها»، بل ظهور بعض الحالات.
أما عن كون المرض ينتشر بالعدوى فقال: السبب هو الناموس، فهو وسيلة نقل العدوى، موضحا أن الإجراءات الوقائية التى اتخذتها مديرية الصحة فى أسوان كالآتى: أولا حصر البرك والمستنقعات التى بها مياه راكدة وردمها، ثانيا عمل حصر وبائى، اى عمل تحاليل لجميع سكان القرية، وفى الوقت نفسه تقصى حشرى، أى تتبع أماكن انتشار الحشرة التى تكون دائما فى البرك والمستنقعات والإسراع بردمها، وكذلك تطهير المجارى المائية، ايضا  رش مبيدات لقتل اليرقات والبعوض البالغ.
يضاف إلى ذلك أنه لرصد الحالات المصابة من المواطنين والأهالى، فإنه توجد سبع فرق بعدد 121 فردا ما بين أطباء وفنيين وملاحظى معامل، وبناء عليه فجميع الحالات التى ظهرت تم إدخالها إلى مستشفى الحميات فى إدفو بأسوان وحالاتهم جميعا تتماثل للشفاء خرج منهم اثنان، وفى خلال ساعات سيكون قد خرج ايضا ثلاث أو اربع حالات، وهكذا يتوالى خروج الحالات بالتتابع.
أما د. عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة فقال: فى مثل هذه الحالات الوبائية فإن الإجراءات الوقائية التى تتخذها الوزارة يتم نشرها فى بيانات إعلامية على الفور، وهى الإجراءات التى سبق أن ذكرها د. محمد عزمى وكيل وزارة الصحة فى أسوان، وأكد فيما يتعلق بحصار المرض وعدم انتشاره من مكان لآخر، عدم إمكانية انتشار المرض بشكل وبائى، لأن العنصر الأساسى فى نقله هو البعوضة التى تنقل المرض إلى الأفراد، وهذه البعوضة غير موجودة إلا فى مكان محدود جدا داخل قرية، بينما الحالات المصابة التى يتم اكتشافها، فإنه يتم متابعتها لمدة أسبوعين، وبمجرد تناوله الدواء الخاص والمضاد للمرض وشفاء  المريض ينتهى امر العدوى ولا صحة لما تردد عن استمرار المرض فى جسم المصاب لمدة عام، والحالات المصابة التى تم اكتشافها هى التى اعلنت عنها الوزارة تباعا، بما فيها الحالات التى تماثلت للشفاء.
أضاف قنديل، ما يتعلق بالأعراض التى تظهر على الحالات التى أصيبت بالمرض تكون ما يلى: ارتفاع فى درجة الحرارة، صداع، آلام فى الجسم، ورعشة منتظمة لمدة 3 أيام، وعرق، وهى أعراض تختلف عن أعراض الحمى العادية فى الرعشة والعرق تحديدا، ومن ثم فإن من يصاب بهذه الاعراض فعليه الإسراع بالذهاب إلى أقرب مستشفى حميات وعدم التهاون أو التكاسل.    
 وقد اعلنت وزارة الصحة فى بيانها الإعلامى عن الحالات المصابة بالمرض فى أسوان، أن إجمالى إصابات الملاريا بمركز إدفو بأسوان بلغ 15 حالة، بينهم حالتان تم نقلهما لحميات أسيوط لإجراء التحاليل اللازمة للمرض وباقى الحالات يتم علاجها بالمستشفى، وحالتهم جميعا مستقرة.
وقال د. صلاح نور مدير مستشفى حميات إدفو: إن الحالات تم التعرف على إصابتها بالملاريا بمجرد دخولهم الاستقبال، إذ كانوا يعانون من رعشة وارتفاع فى درجة الحرارة، وتم أخذ عينة من دمائهم أظهرت إيجابية للمرض.
وأضاف أن الملاريا التى يعانى منها المصابون هى ملاريا حميدة، أى لا تقوم بتكسير كرات الدم وتستجيب لجرعات العلاج، مؤكدا أنه تم رفع درجة الطوارئ بالمستشفى، هذا بالإضافة إلى إقامة رئيس الإدارة العامة للملاريا بالمستشفى للكشف عن أى حالات جديدة.
وفى إطار المبادرة بمحاصرة المرض والكشف المبكر عنه، أعلن الدكتور عادل عدوى، وزير الصحة والسكان، أنه تم فحص 617 شخصًا من قرية العدوة بمركز إدفو بأسوان، وهى القرية التى ظهرت بها حالات إصابة بالملاريا.
وقال عدوى إنه تم أخذ عينات دم وعمل تثقيف صحى لهم كإجراء وقائي، لافتا إلى أن الفريق الوقائى يقوم حاليا باتخاذ إجراءات جمع البعوض وتصنيفه وفحصه ضمن إجراءات التقصى الحشرى، بالإضافة إلى رش أماكن تواجد اليرقات وكذلك رش للبعوض فى القرية، وجار متابعة الموقف الوبائي.
وفيما يتعلق بالإجراءات العلاجية التى اتخذتها الوزارة للتعامل مع الحالات المصابة بمرض الملاريا، قال وزير الصحة إنه تم رفع درجة الاستعداد بجميع مستشفيات محافظة أسوان، وتم تجهيزها ووضع خطة علاجية لاستقبال أى حالات مصابة بالمرض، كما تم توزيع تعريف الحالة المصابة بمرض الملاريا بهدف تنشيط الترصد للمرض والاكتشاف المبكر له والتأكيد على تطبيق بروتوكول العلاج لمريض الملاريا.
وقد رفعت وزارة الصحة تقريرا بكل ما يتعلق بالمرض إلى الحكومة لإطلاعها على الإجراءات التى اتخذتها الوزارة لمواجهة المرض.