الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

11 فناناً يعيدون إحياء «أرض الطين» فى ضيافة «شادى عبد السلام»




كتبت- سوزى شكرى


احتفلت قاعة النيل بافتتاح أول معارضها  بمشاركة احد عشر فناناً من كبار فنان الحركة الفنية التشكيلية وهما «فاروق حسنى – فاروق وهبة –رضا عبد السلام – رضا عبد الرحمن – صلاح المليجى – وائل درويش - رامى دوزى – احمد قاسم – احمد جغفرى – ناجى فريد تادروس -  خالد حافظ» المعرض تحت عنوان «كيمت» وتعنى ارض الطين او الارض السوداء، وسط حضور كل الفنانين المشاركين والجمهور والذى تصدر الحضور الفنان التشكيلى والوزير السابق الدكتور فاروق حسنى والذى لاقى من الحضور الترحيب، قدم الفنانون المشاركون اعمالاً تشكيلية ونحتية حول الهوية المصرية التراكمية الاعمال تعرض لاول مرة وتم انتاجها خصصياً حتى تتماشى مع وحدة الموضوع، وجمعهما الفكر الابداعى بدءا من التجريب بالخامة والتقنية والموضوع الفنى والمغامرة والجرأة فى الاداء والمعالجة والصياغة الفكرية والتشكيلية.

عرض الفنان التشكيلى فاروق حسنى لوحة تصويرية باسلوب التجريدية الذى تميز به تحمل اللوحة اشارات ورموز مختزلة بل وشفرات مأخوذة من عناصرواقع، هذة الاشارات بعضها «اسهم خطية» تعبر عن اتجاهات طريق، هذا الطريق يؤدى الى مساحه لونية من اللون الازرق المأخوذ من الدرجات اللونية للحضارة الفرعونية القديمة ـ ثم يحتمى كل من الإشارات واللون الازرق باللون الابيض الذى يوحى بحاله صفاء وتفاؤل للقادم.
كما قد الفنان الشكيلى خالد حافظ لوحت تصويرية معبرا عن الهوية التراكمية ومن وجهة نظر «حافظ» الهوية المصرية التراكمية لا تقتصر على الفرعونية الاسلامية والقبطية فقط بل على الحضارة الرومانية والاغريقية واليهودية والهوية الشرق اوسطية، وان الهوية المصرية تأثرت بكل الحضارات التى وثقها التاريخ وان اقتصار الهوية المصرية على ثلاث حضارات فكر خاطئ، يبحث «حافظ» فى الفن المصرى الحديث والمعاصر ويهتم باستخدام التقنيات الفنية التى تخدم الهدف الفلسفى والفنى ، عرض « حافظ « لوحته التى تثير تسأؤلات إنسانية كثيرة وتوقف عندها الملتقى، ليس التوقف للاجابة على التساؤل إنما لوجود تميز والانسجام والجمع بين الاساليب الفنية والتقنيات المعاصرة، اللوحه تحمل صعود وهبوط وصراعات الانسان بحثا عن ثبوت ومركزية لكنه كلما وصل الى درجه قد يكمل وقد يتراجع، انما بالتأكيد لديه ثوابت يحتفظ بها وهى «كيمت» او الارض.
كما عرض الفنان التشكيلى وائل درويش  لوحتين كلاهما يكمل الآخر تحت عنوان «الهزيمة» التفسير المباشر لمعنى الهزيمة قد  يكون صادم ولكن بمتابعه العملين بصريا وتشكيلياً من على مسافة بعيدة نجد ان الهزيمة فى طريقها الى الانتهاء والتلاشى، استخدام «درويش» ادواته الوجدانية والحسية بالاضافة ادواته الفنية والتقنية، دائما ما تحمل شخصياته البعد الانسانى الاجتماعى فى تصارع، تصارع يحمل هدفا متفقا عليه، يجعل المتلقى حائرا هل شخصياته من الواقع ام مصدرها  الخيال الواقعى، ام هى شخصيات من عالمه الخاص والمتفرد به، من الجانب الفنى تماسك التكوين الفنى والبناء والاتزان فى الحركه وتصارع السكون فى المجموعه اللونية التى تزعمها اللون الأزرق وحافظ على قيمتها الجمالية اللون الذهبى احد مكونات ألوان «الحضارة المصرية»، ومن الجانب الفلسفى نجد حالة تعبير عن قلق إنسانى تجاه المصاعب رغم قرب انتهائها وقلق فيما يتعرض له الانسان فيما يتعلق بعلاقته بالآخرين وهو بذلك يخاطب العين والعقل، ونجد الضوء الخافت الذى يخفى ملامح الشخصيات ويجعلها ضبابية ودرامية مكملاً وصف الحاله وسردها فلسفياً.
قاعات العرض الخاصة للفن التشكيلى تختلف فى منهجها الفكرى وفى فعالياتها وكل قاعة عرض تقتصر عروضها على مجموعة من الفنانين التشكيليين من أجيال متعاقبة ولها جمهور ينتظر الفعاليات ويتابعها، وتوالت فى الاشهر الأخيرة  افتتاحات لقاعات عروض  جديدة، ولكن ما كنا نبحث عنه ان يكون لدينا قاعه عرض لها صفة التميز والخصوصية على ان يكون الاختلاف ليس فقط  مجرد اختلافات تنظيمية او اختلافات فى مسميات العروض او فى اسماء الفنانين، انما اختلاف جوهرى فكرى وفلسفى فى الاهداف العامة والخاصة للقاعه،  بدءا من الرساله التى تبعث بها القاعه للمتلقى، ووصولاً باختياراتها لمجموعة من الفنانين  التى تتسق اعمالهم مع فكر القاعة.
ومن هذا المضمون السابق افتتح قاعه «النيل» بحى الزمالك ذلك الحى المشهور بحبه للفن التشكيلى والثقافة، وحيث تواجد اغلب قاعات العرض، القاعه كانت الشقه التى يسكنها الفنان الراحل شادى عبد السلام (1930-1986) التى رسم فيها تصوره لتصميم الملابس والديكور الخاص بثلاثة من اشهر افلامه ومن اهم افلام السينما المصرية وهم: «واسلاماه»، و«الناصر صلاح الدين»، و«والمظ وعبد الحمولى» بالإضافة الى كتابة واخراج فيلمى «المومياء»، و«الفلاح الفصيح»، كما انه المكان الذى عكف فيه شادى على مشروعه الثانى الكبير الذى لك يكتمل وهو فيلم «مأساه البيت الكبير» أو كما عرف باسم «اختاتون» نسبه الى الشخصية المحورية.
عن تأسيس قاعه النيل قالت الفنانه التشكيلية الدكتورة رشا العجرودى مدرس بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعه اسكندرية: ولدت فكرة قاعه النيل فى عام 2010 ثم تحولت الى واقع ملموس عام 2014 وقد بدات الفكرة مع انطلاق «مؤسسة تزين لتنمية المجتمع فى عام 2011 وهى المبادرة التى تهدف الى تطوير المجتمعات المهمشة فى الفن والثقافة بوجه عام، موقع القاعه على ضفاف النيل ذلك النهر الخالد الذى اتخذت منه القاعة اسماً لها والذى شهد لاكثر من خمسة الآف عام على عظمة التاريخ المصرى النابض بالحياه، تسعى القاعه الى اعاده تعريف مفهوم قاعات العرض مستعينه بالموهبة التنظيمة المتميزة، تطمع قاعه النيل على المدى الطويل لان تصبح منبراً ثقافيا ً يرسخ للعلاقة القوية ومحسوسة ما بين الفنان والجمهور، والتاكيد على القيم الحالية للفن المصرى الحديث والمعاصر عبر اعمال الفنانين من ذوى الخبرة بلاضافة الى اكتشاف واثراء وتمية صغار الفنانين وتزويدهم بجميع أشكال الدعم الممكنه، كما تهدف القاعه الى مد جسور متينه مع التقاليد الفنية والعربية والافريقية والعالمية من خلال اقامة المعارض المشتركة ويعد هذا الهدف جزءا فائق الاهمية من برنامج القاعة على مدار السنوات الثلاثة الاولى.