الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مرصد التكفير بـ«الإفتاء المصرية» فى تقريره الثالث: فتاوى ودعوات القتل والتدمير جعلتنا أمام تحد متزايد لنقل صورة الإسلام الصحيح إلى العالم




كتب- صبحى مجاهد
أصدر مرصد دار الإفتاء المصرية للفتاوى التكفيرية تقريره الثالث حول «أثر الفتاوى المتطرفة على صورة الإسلام فى الغرب».. وذكر التقرير أن تعامل جماعات الإسلام السياسى مع الدين على أنه أيديولوجية سياسية.. وتصدر غير المؤهلين للحديث عن الشريعة جعلتنا أمام تحدٍ متزايد لنقل صورة الإسلام الصحيحة إلى العالم.
واستعرض التقرير نماذج من فتاوى القتل والعنف والخطف التى شهدها العالم فى الماضى والحاضر، وأثرها على صورة الإسلام فى العالم والتى كان من أشهرها فتوى إهدار دم سلمان رشدى الكاتب البريطانى ذى الأصول الهندية وصاحب رواية «آيات شيطانية» والتى أصدرها الخمينى فى أواخر الثمانينيات، وهو الأمر الذى تناولته وسائل الإعلام الغربية بنوع من التحيز الشديد والتعميم بأن الإسلام يدعو إلى قتل روائى بسبب كتاباته، وهو ما أدى إلى صدور عدد من الترجمات لتلك الرواية وشن العديد من الكتاب والمفكرين الغربيين الهجوم المضاد ضد الإسلام والمسلمين باعتبار أن الإسلام يبيح قتل الكاتب سلمان رشدي.
كما عرض التقرير لما تقوم به حركة «بوكو حرام» من انتهاك للحرمات واستباحة الدماء، وهو ما اعتبرته الدار استخدامًا صارخًا من قبل الجماعات المتطرفة لسلاح الفتاوى لتبرير عملياتها الإجرامية فى حق الأبرياء.
وذكر التقرير أن حركة «بوكو حرام» منذ إنشائها وهى تقوم باجتزاء النصوص الدينية من سياقها وتنزيل الأحكام والفتاوى فى غير موضعها، وبدأت المجموعة بمهاجمة الكنائس والمدارس ومراكز الشرطة والجيش والدوائر الحكومية وخطف السياح واغتيال المسلمين الذين يوجهون نقداً للمجموعة.
وأشار التقرير إلى أن عدد الذين قتلوا على أيدى جماعة «بوكو حرام» طبقاً للإحصائيات الرسمية يقدر بنحو 10 آلاف إنسان، من ضمنهم عدد كبير من الأطفال من طلبة المدارس، كما أثارت تلك الجماعة انتقادات دولية واسعة بعد خطفها لعشرات الفتيات من إحدى المدارس وهو الأمر الذى ظهر جليا من خلال متابعة مرصد دار الإفتاء لوسائل الإعلام الأجنبية حيث اتخذت البرامج الإخبارية والحوارية ما فعلته تلك الفئة الضالة ذريعة للنيل من رسالة الإسلام وتعاليمه.
وأشاد التقرير فى هذا الصدد بما قام به الأزهر الشريف من وضع الأمور فى نصابها بإدانة هذه الأفعال الإجرامية وأنها بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام الصحيح ومطالبته لتلك الجماعة الضالة بالإفراج الفورى عن الفتيات المختطفات.
وعن أسباب ظهور الفتاوى المتطرفة والشاذة، ذكر التقرير أن من أهم تلك الأسباب هو تعامل بعض الجماعات والفرق مع الدين على أنه ايديولوجية سياسية، وهو أكبر خيانة تمارس بحق الدين، لأنه فى هذه الحالة، يختزل الإسلام فى مجموعة من المبادئ السطحية ويضيق مساحته الرحبة ويميل بشكل دائم إلى العنف.
وأوصى التقرير بضرورة الاهتمام بالتواصل والحوار مع العالمين، تواصلا يهدف إلى البيان والتوضيح وليس الدفاع أو الهجوم وهو ما حث عليه الشرع الشريف، والدليل على ذلك أن القرآن الكريم حاور اليهود والنصارى وحاور منكرى البعث ومنكرى الرسالات السماوية، وحاور الجميع بمنطق العقل والحجة، فالحوار مفيد لنا باستمرار لأنه يعرض منطق الإسلام وحججه الواضحة.