«أحيو الناس جميعاً»

بقلم: سعد حسين

لم اجد كلمات تصف سعادة اهالى قريتى الصغيرة «التكية» احدى قرى مركز منفلوط بمحافظة اسيوط مسلميها ومسيحييها من تعاون أطباء حملوا على عاتقهم شرف مهنة من ارقى وانبل المهن على الاطلاق.
أطباء أعادوا البسمة على شفاة أبناء قريتى التى يعيش اهلها على قلب رجل واحد فى افراحهم واحزانهم  واعادوا  الدماء الى عروقهم وخاصة اقارب شاب من اطيب ابناء القرية.. سافر الى دولة ليبيا منذ ان حصل على شهادته المتوسطة بحثا عن رزق ولقمة عيش ضنت عليه بلده بها وظل عبدالتواب حسنى يعيش خارج موطنه اكثر مما يعيش فيه ومنذ قرابة الشهرين عاد عبدالتواب بين الحياة والموت مصابا بطلقات فى الصدر والرقبة أثناء محاولته انقاذ مصرى آخر حاول ثلاثة ليبيين قتله فدافع عنه حتى سقط صريعا.
فأدخل فور وصوله مستشفى خاص بالاسكندرية لا يقوى على مصاريفها اسرة متوسطة الحال فتم نقله لموطنه «اسيوط» وحدثت اخطاء ادارية منعت دخوله للمستشفى الجامعى بالمحافظة لولا تدخل الدكتور الجليل محمد سلطان رئيس مرفق الاسعاف السابق ورئيس قسم بالحالات الحرجة بوزارة الصحة.. موقف الدكتور سلطان فى غاية الإنسانية فلم يكن كغيره من المسئولين وكان على قدر الامانة التى حملها فظل يتابع مع مسئولى وزارة الصحة بمحافظة اسيوط ويحاول كسر القيود الادارية حتى أن وجد ضالته مع صاحبة القلب الذى ينصع بياضا اكثر من زى غيرها من مرتدى الثوب الابيص وكانت ملاكا للرحمة يعيش بين البشر الدكتورة اليزابيث عبدالمسيح شاكر، مدير الرعاية الحرجة بمحافظة اسيوط، ففى يوم شديد الحر انتقلت بشخصها الى المستشفى الخاص التى بها بعد التواب، واشرفت على نقله لمستشفى حكومى وظلت تتابع حالته مع الأطباء الذين لم ينقصوا عنها فى تحمل المسئولية واقول للدكتور الخلوق محمد سلطان والملائكية إليزابيث عبدالمسيح والدكتورة ايمان اسماعيل تهامى والدكتورة عبير على والدكتور جابر منازع والدكتورة علا فاروق والدكتورة سارة محمد خليفة قول الحق سبحانه وتعالى «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا».