السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ذكرى النكسة الـ «37»




نقل أمين هويدى عن كتاب الفريق أول محمد فوزى أن الخسائر بأعداد قوة الطيارين كانت 4% و17% من القوات البرية، وكانت الخسائر فى المعدات 85% فى القوات البرية، وكانت خسائر القوات الجوية من القاذفات الثقيلة أو الخفيفة 100%، و87% من المقاتلات القاذفة والمقاتلات، وكان عدد الشهداء والمفقودين والأسرى هو 13600 عاد منهم 3799 أسيرا من بينهم 481 ضابطا و38 مدنيا والباقى جنود وصف ضابط واتضح بعد المعركة أن عدد الدبابات مائتا دبابة تقريبا دمر منها 12 دبابة واستشهد منها 60 فردا وتركت 188 دبابة للعدو.

بوتفليقة شاهد على براءة عبد الناصر من الهزيمة 

كتب- السيد الشورى
تشهد  مذكرات وزير الخارجية المصرى الراحل محمود رياض أن قائد الجيش المصرى المشير عبد الحكيم عامر أصدر بتسرع أوامر انسحاب القوات المصرية من سيناء دون أن يستشير رئيس أركانه الفريق محمد فوزي، ودون أن يبلغ الرئيس عبد الناصر بقرار الانسحاب».
ويضيف رياض: «عندما صدر قرار المشير،كان الرئيس عبد الناصر فى اجتماع مع عبد العزيز بوتفليقة وزير خارجية الجزائر.
ووجه رياض رسالة إلى أعداء عبد الناصر ومن يتهمونه بأنه المتسبب فى الهزيمة قائلا: »عبد الناصر أصر على القتال حتى آخر رجل وكان يخطط للمعركة واستمرارها حتى جاءه النبأ المشئوم بانسحاب القوات المصرية من سيناء.
وبعد مدة وصل وزير الخارجية الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة ليطلب التوجه مباشرة من المطار للقاء الرئيس عبد الناصر، وفى اجتماع ضيق جدا كنت حاضرا فيه، قدم بوتفليقة لناصر خطة الرئيس بومدين لتحريك القوات الجزائرية من الجزائر إلى جبهات القتال لكننا نريد تنسيق مخابراتيا جزائريا مصريا حتى نؤمّن وصول القوات دون أن تتعرض للاستهداف من جانب الطيران الإسرائيلي، فرد الرئيس عبد الناصر قائلا: «بس أنا محتاج طيارات بسرعة، مافيش داعى نركز خطتنا على القوات البرية... الجيش المصرى بكامل قوته... المطلوب مقاتلات الميج، أنا هبعت معاك طيارين مصريين فى عشان يرجعوا بالمقاتلات المطلوبة».
فرد بوتفليقة: ولكن الرئيس بومدين يصر على مشاركة القوات الجزائرية فى المعركة فخامة الرئيس، فرد عبد الناصر: وعبد الناصر لن يحرم الإخوة الجزائريين من شرف القتال فى سبيل الأمة الصهيوني.
ويضيف رياض: «الرئيس عبد الناصر أبلغ بوتفليقة أن الجيش المصرى سيقف عند المضايق، وسيقاتل لصد أى هجوم برى بانتظار مقاتلات الميج، وفى هذه اللحظة اقتحم الفريق محمد فوزى الاجتماع وهو فى حالة انهيار تام، وقال عذرا سيادة الرئيس: المشير عبد الحكيم عامر أصدر قرارا بانسحاب الجيش من سيناء... سلاح الإشارة أبلغنا أن الطيران الإسرائيلى يشدد قصفه على مواقعنا وقواتنا الآن سيادة الرئيس.
فشخصت عينا الضيف ـ يقصد بوتفليقة وأغرورقت بالدموع، فى حين وضع عبدالناصر رأسه بين كفيه، وساد الصمت القاتل فى الغرفة، حتى قطع صوت بوتفليقة الصمت قائلا: وأوقف هذه المصيبة بسرعة فخامة الرئيس... أوقفها قبل فوات الوقت... الانسحاب بدون خطة سيكفلنا خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات، فرفع عبد الناصر رأسه قائلا: فات الأوان...

 

اغلاق ناصر خليج العقبة وتسليم أم الرشاش كانتا شرارة الحرب

كتب- محمد عبدالفتاح
فى  صباح الخامس من يونيو 1967.. دوى صفارات الإنذار يملأ جنبات الوحدات الإسرائيلية إيذانا بشن هجمة على أهداف عربية وبالتحديد  سيناء ومرتفعات هضبة الجولان والضفة الغربية، قطاع غزة،  سيناريو لم يتوقعه المصريون ولا الشعوب العربية بدا بآمال انتصار ودحر لقوات العدو، وانتهت بخيبة أمل وبيانات النكسة وتنحى الرئيس، ولم يتوقع شعب سمع دوما خطب تتوعد إسرائيل بـ«الرمى فى البحر» أن الضربة الجوية المفاجئة لها ستكبد الأسطول الجوى المصرى وحده «100 طيار» استشهدوا على أرض سيناء، وتدمير 388 طائرة من أصل 420 طائرة هى قوام سلاح الجو حينها.    
البداية جاءت منتصف مايو 1967، بمناوشات سياسية بين الرئيس السابق «عبدالناصر» وحلفائه فى المنطقة، ورفضه للتوغل الإسرائيلى وسياستها الاستيطانية، أيضا زيارة رئيس الأركان المصرى لدمشق لبحث سبل التعاون العسكرى بين البلدين والتنسيق بينهما، و على الرغم من التوترات الدائرة بين «ناصر» و «الحسين – ملك الأردن» إلا أنهما طويا صفحة الخلافات وبدأت مرحلة اتفاق جديدة، فضلا عن بداية تقارب فى وجهات النظر بين مصر و الولايات المتحدة بعد سنوات عجاف من رفضها «تمويل السد»، و كسر هذا الجمود بموقفها من العدوان الثلاثي.
 23 مايو 1967.. شرارة البداية أشعلها «ناصر» فى وجه إسرائيل، بإغلاقه «خليج العقبة» فى وجه الملاحة الإسرائيلية، ومحاولته إرغام إسرائيل تسليم مدينة «أم الرشراش» للسيادة المصرية، و هو ما كان يعنى «إعلان الحرب على إسرائيل» وإيذانا بإلقائها فى البحر كما توعدت الخطب السياسية للقادة العرب حينها، لكن الجبهة العربية لم تباغت بالهجوم العسكري.
 وفى 6 يونيو وقام سلاح الجو الاسرائيلى بشن  هجوما مباغتًا على جميع المرافق الجوية المصرية ودمرها خلال 3 ساعات
والمطارات والقواعد الجوية فى سيناء، بلغ الأمر سوءً توجه «المشير عامر» بطائرته إلى أحد مطارات سيناء صباح هذا اليوم، ولم يعلم بالهجوم إلا حينما لم تجد طائرته مهبطا يستقبلها، فاضطر للعودة مرة أخرى لمطار القاهرة والتوجه لغرفة العمليات المركزية لتدبير الأمر وتدارك الجيش قبل أن تدمره إسرائيل  أدى ذلك إلى  انسحاب بلا خطة انسحاب نتج عنها خسائر بشرية كبيرة، بالجيش المصرى  وقطع الجنود صحراء سيرا على الأقدام، واضطر بعضهم لتسليم نفسه كأسرى حرب للجيش الإسرائيلي، فكان الرد أن جعلتهم إسرائيل يحفرون قبورهم بأيديهم لتقتلهم و تدفنهم فيها  ورغم موت الكثير وآسر الأكثر ، وضعف قوة  جيش كان من أكبر الجيوش العربية كانت جرس إنذار  ودعوة لبناء أكبر وأثقل وخطوة لتحقيق المجد والزعامة العربية على أرض صلبة  بعد أن كان مجرد تصريحات تذهب سدى ولا أساس لها على أرض الواقع ، وان القاء اسرائيل فى البحر لا يتحقق بالوعود الرنانة والخطب الجوفاء والأمانى التى  ليس لها سنداً حقيقياً ، فكان دواء المصريين فى دائهم. وكانت النكسة هى الدافع الحقيقى لما حدث بعد ذلك من نصر ساحق على الجيش الذى زعم وقتها أنه لا يقهر
بعد معاناة، وجهد، واصرار، وعمل متواصل استمر ست سنوات، انتهت فى العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر باسترداد الكرامة، وتحقيق النصر فقكانت كانت النكسة بكل ما مر بالمصريين خلالها.

نتائج عسكرية واستراتيجية على المستوى العربى

أسفرت حرب 67  عن عدة نتائج عسكرية واستراتيجية كان أبرزها النتائج التالية:
1. حطمت القوة العسكرية الرئيسية لمصر والأردن وجانباً مهما من القوة العسكرية السورية، على حين أن الخسائر الإسرائيلية فى الأسلحة والعتاد والأفراد كانت ضئيلة للغاية .
2. كان لهذه النتيجة العسكرية المادية آثارها المعنـوية السيئة فى الجانب العربي، كما أنها رفعت فى الوقت نفسه معنويات الشعب والجيش فى إسرائيل إلى درجة كبيرة.
3. سيطرت إسرائيل على مساحات كبيرة من الأراضى العربية المحتلة تفـوق بكثير مساحتها الأصلية .
4. نتيجة لاحتلال شبه جزيرة سيناء والجولان والضفة الغربية أصبح الطيران الإسرائيلى فى وضع وقدرة أفضل على مهاجمة العمق العربي، خاصة بالنسبة لمصر بعد أن أصبحت له قواعد جوية متقدمة.
5. فتحت إسرائيل الملاحة فى مضايق «تيران» وسيطرت على «شرم الشيخ» بشكل يضمن لها حماية الملاحة إلى ميناء إيلات الحيوي.
6. احتلت إسرائيل منابع النفط فى سيناء وصار بوسعها تأمين حاجاتها النفطية محلياً.
7. وصلت إسرائيل إلى خطوط دفاعية طبيعية منيعة (قناة السويس ونهر الأردن ومرتفعات الجولان وجبل الشيخ) بحيث صار بوسعها تطبيق المناورة على الخطوط الداخلية بكفاءة أكبر.
8. ربحت إسرائيل أعتدة حربية كثيرة (دبابات ومدافع وصواريخ) لم تلبث أن عدلتها وأدخلتها فى الخدمة داخل قواتها المسلحة.
9. حصلت إسرائيل على رهينة كبيرة (أراض وسكان عرب)، وأخذت تساوم على هذه الرهينة فى سبيل إخضاع الدول العربية وإجبارها على قبول السلم الإسرائيلي، الأمر الذى أعد المناخ الملائم للحرب العربية – الإسرائيلية الرابعة (1973).

قمة اللاءات الثلاثة

كتبت - شيماء الملاح
عقب  الهزيمة عقدت فى الخرطوم القمة العربية فى أغسطس 1967 والتى سميت  بقمة اللاءات الثلاثه أصرت الدول العربية فى هذا الاجتماع على اللاءات الثلاثة «لا للصلح – لا للحرب – لا للتفاوض»  مع إسرائيل قبل أن تعيد الحق وصدر  قرار الخرطوم فى 1 سبتمبر 1967 فى ختام قمة جامعة الدول العربية وشكل   القرار أساسا لسياسات هذه الحكومات تجاه إسرائيل حتى حرب السادس من اكتوبر  عام 1973. ودعا القرار إلى استمرار حالة العداء مع إسرائيل، وإنهاء المقاطعة النفطية العربية ووضع حد للحرب الأهلية القائمة فى شمال اليمن، والدعم الاقتصادى لمصر والأردن. وهذا القرار يعرف باسم قرار (اللاءات الثلاثة) والتى وردت (فى الفقرة الثالثة) منة : «لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، لا مفاوضات مع إسرائيل».
كما قامت المملكة العربية السعودية والكويت بتقديم  دعم مالى  للدول التى تضررت فى الحرب. واستمراراً فى الضغط على إسرائيل أصدرت الأمم المتحدة فى نفس العام قرارها رقم 242، بشأن انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضى المحتلة، وصدر القرار بتاريخ 22 نوفمبر 1967 ونص القرار على «انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع الأراضى التى احتلتها فى النزاع، واحترام سيادة الدول على أراضيها، وحرية الملاحة فى الممرات الدولية، وحل مشكلة اللاجئين، وإنشاء مناطق منزوعة السلاح، وإقرار مبدأ السلام العادل والدائم فى الشرق  الأوسط.

خسائر اقتصادية قادحة عقب الحرب

كتب - نور أبو شقره
كانت الخسائر الاقتصادية التى ترتبت على حرب 1967 فادحة، وكان لا بد من امتصاص آثارها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً. والذى مكن من ذلك حينئذ وحتى نصر أكتوبر 1973 هو الوضع الجيد نسبياً الذى انطلق منه الاقتصاد المصرى عام 1961. فضلاً عن سيطرة الدولة على الاقتصاد فى ذلك الحين. وبالتالى تمكنت مصر من أن تقوم بعملية تعبئة للإعداد لحرب أكتوبر 1973، بالاعتماد على القدرات الاقتصادية والحيوية للدولة.
فاتخـذت الحكومة المصرية العديد من الإجراءات للحد من الاستهلاك، وتعديل الميزانيـة، ورفع أسعار بعض السلع والخدمات، وفرض ضرائب إضافية، وزيادة نسب الادخار الإجبارى للعاملين المدنيين، خاصة أن الزيادة فى النفقات العسكرية لم تصاحبها زيادة فى الموارد الكلية.
كما تأثرت الطاقة الإنتاجية بسبب الحرب بالذات فى منطقة القناة، مما أدى إلى تهجير سكانها، ونشوء الحاجة لموارد إضافية لإعادة تسكينهم بعيداً عن المناطق العسكرية.
وانخفضت حصيلة بعض الضرائب نتيجة للتراخى فى بعض فروع النشاط الاقتصادي.
وبحلول مايو 1968 بدأت مصر فى الإعداد الفعلى لحرب التحرير وقد توطدت العلاقات المصرية العربية بعد الحرب، وعقد مؤتمر قمة الخرطوم فى 29 أغسطس 1967 وسويت على هامشه معظم الخلافات بين «الملك فيصل» عاهل السعودية، والرئيس «جمال عبدالناصر» بسبب مشكلة اليمن، وأقر مؤتمر الخرطوم دعماً مالياً لمصر (280 مليون دولار) وللأردن (100 مليون دولار) من كل من السعودية والكويت وليبيا، وطرح فى تلك المرحلة شعارًا جديدًا للعمل العربى «وحدة الصف».