الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المليجى: لماذا يعتبر البعض سرية العمل تعتيمـًا.. والفن لا علاقة له بالمؤهلات




كتبت - سوزى شكرى

يفضل لقب فنان تشكيلى عن لقب الدكتور كأستاذ فى كلية الفنون الجميلة بالزمالك ويعتبر لقب «فنان» اعلى المناصب التى يجب ألا يخسرها مدى الحياة، ذلك اللقب الذى يمنحه الجمهور للتشكيليين لأنه اعتراف بأنه شخص مميز وصاحب موهبة من الله، ورغم وجوده فى منصبه كرئيس لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة يتحمل العديد من المسئوليات والأعباء إلا أنه حريص على ممارسة الفن والمشاركة فى المعارض التشكيلية وورش العمل ويؤمن بأن الفنان لا يتوقف عن ممارسة الفن والتجريب، إنه الفنان التشكيلى صلاح المليجى، التقيناه فى حوار لروز اليوسف «المواجهة» مجيبا عن العديد من الأسئلة والاتهامات.. فإلى نص الحوار:

■ بعد الأزمة التى طالت المعرض العام الأخير علمنا ان لجنة الاختيار والفرز قد قبلت 15 فنانًا من المرفوضين، فما تعليقك؟
من المتعارف عليه أنه ممنوع التدخل فى رأى اللجنة، وأنه لا اعتراض على رأيها وهذا ما هو مكتوب فى استمارة الاشتراك، أن يوقع الفنان بأنه موافق على الضوابط والشروط وهو أمر يعرفه الجميع وليس بجديد، فالعقد شريعة المتعاقدين، وأى ممارسات بضغوط لقبول المرفوضين أمر مرفوض، وأنا كرئيس للقطاع اتمنى مشاركة أكبر عدد من الفنانين، فلسنا ضد الفنانين، ولابد أن يعرف الفنانون أن أعمالهم رفضت مقارنة بالأعمال المقدمة هذه الدورة، وليس الرفض معناه رفض الفنان ومشواره وتاريخه، فيجب عدم الخلط وإشاعة مغالطات عن الرفض، كما ارفض السب والقذف فى حق اللجنة، ليس فقط هذه اللجنة بل كل اللجان بصفة عامة بكلمات لا تليق بالفنانين والمثقفين، للاسف اعتدنا سب اللجان والتطاول وهو أمر لا يصح، فالرفض مسألة نسبية ويبدو انها تراكمات قديمة نتحملها. فقد تحملت انا وكل الفنانين المحترمين اعضاء لجنة الاختيار والفرز فى المعرض العام الماضى اثناء حكم الإخوان ضغوطًا من وزير الثقافة الاخوانى «علاء عبد العزيز» الذى كان يريد التدخل فى عمل اللجنة واضافة المرفوضين بالأمر، وتحملت على عاتقى افتتاح المعرض العام بدون الانصياع لأى ضغوط وتحملت النتائج والعواقب واستقلت من وظيفتى، واعتبر المعرض العام السابق بداية لقيام ثورة 30 يونيو، خاصة وأنه بعد ازمة المعرض العام بدء اعتصام وزارة الثقافة.
■ وماذا عن الفنانين المرفرضين اعضاء هيئة كليات الفنون الذين اشتكوا لنقابة التشكيليين؟
من حق الفنان ان يشتكى للنقابة فهى الجهة التى ترعى مصالح الفنان، ولكنى ارفض تدخل النقابة فى أعمال اللجان وقراراتها وبالتالى نحن ايضا لا نتدخل فى أى قرارات تخص النقابة، لأن رفض فنان من فعالية لا يحتاج تدخل النقابة، ووزير الثقافة الدكتور صابر عرب رفض التدخل فى رأى اللجان، وأعضاء اللجنة اجتمعوا مع بعضهم وقرروا رؤية أعمال المرفوضين مرة أخرى واعادة الرؤية واصدروا بيانًا وتم قبول 15 فنانًا من المرفوضين، وكانت هناك عدة أسباب للرفض منها مثلا أن هناك فنانين لوحاتهم غير موقعة وغير معلوم تاريخ انتاج العمل وهذا شرط للمشاركة بأن يكون العمل من انتاج آخر سنتين.
اما ما قاله المرفوضون انهم اساتذة بالكليات فأنا أقول لهم «ليس كل الأساتذة فنانين وليس كل الفنانين اساتذة والاثنان احيانا غير متواجدين، البعض لم يدرس الفن بالطرق الصحيحة ولا يجيد اساساً الفن، وغريب جدا أن هناك من يبحث على تصنيف لنفسه كدكتور وليس كفنان، استاذ او دكتور او رئيس قسم او حتى عميد كلها مناصب ليس لها علاقة بالمستوى الفنى، تاريخك الفنى أيها الأستاذ الجامعى أهم من تاريخ تسلسل الوظيفة، فلقب فنان اعلى لقب يجب ان يحافظ عليه الفنان، فهل نحن مثلا عندما نتحدث عن عادل السيوى نقول انه طبيب ام نقول انه فنان تشكيلى، صلاح عبد الكريم كان يعمل كنائب رئيس لجامعة حلوان وحين نتذكره نقول المثال الكبير ولا نقول كان النائب، ايضا محمود سعيد كان يعمل قاضيا لكننا نقول عليه أنه رائد من رواد الفن التشكيلى المصرى.
■ يواجه قطاع الفنون التشكيلية اتهام بأن هناك تعتيمًا على الفعاليات المختلفة وأسماء أعضاء لجان التحكيم وبالأخص موعد افتتاح المعرض العام وأيضا عن تفاصيل عن «بينالى الاسكندرية»، فما سبب هذا التعتيم؟
لا اعرف لماذا يعتبر البعض سرية العمل تعتيمًا، هذا احتراما للحدث ولأعضاء اللجنة، فلابد ان يعمل أعضاء لجان الفرز والاختيار فى كل الفعاليات فى سرية والعمل بشفافية ولا يسعى احد للواسطة «مفيش فى الفن واسطة»، لم نخبر أحدًا ولا وسائل الإعلام بأى تفاصيل إلا قرب الافتتاح وبعد انتهائنا من الاعداد، بينالى الإسكندرية له أثر كبير فى نفوس الفنانين والمثقفين المصريين وذو مكانة خاصة كونه ثانى أقدم بيناليات العالم بعد بينالى فينسيا، وتعد أجواءه مثالية ومشجعة لإقامة حوار ثقافى وفنى بين مصر ودول الجوار المطلة على دول حوض المتوسط، وكان قد تم الغاؤه بعد استلامى رئاسة القطاع فى 2011 ومن وقتها الى اليوم لم يعقد، بعض الدول التى وجهنا لها الدعوات كانت ترفض المشاركة ربما للأحوال السياسية والأمنية فى مصر خلال الفترة الأخيرة، وبعض الدول ارسلوا لنا اعمال الفنانين لكن الفنانين لن يحضروا، اسبانبا مثلا كانت من الدول الاكثر حضورا وبفعالية فى الأنشطة التشكيلية المصرية رفضت المشاركة لأن اقتصادها لا يتحمل.
■ يشكو بعض الفنانين من قلة المعارض الجماعية التى تجمع الفنانين تحت تيميه يقدم لها اعمال فنية لها خصوصية على غرار فعاليات سابقة مثل «ماذا يحدث الآن» او فعالية «why not»؟
العام الماضى قدمنا اكثر من فعالية هامة منها «العمارة بأيدى النحاتين»، وهذا النوع من الفعاليات تعتمد على الفكر التقنى الحديث والمعالجة غير المعتادة اشترك فيها الفنانون: سعيد بدر، حسن كامل، عصام درويش، شمس القرنفلى وغيرهم، العمل استمر سنة ونصف على نفس الفعالية كتحضير مسبق، وسوف نكمل الفعالية بنفس المستوى واعداد الفنانين لها، أيضا «سمبوزيوم الخردة» تم العمل فيه بعد ان قدم الفنانون افكار خاصة، فلم نتأخر فى تقديم الفعاليات الجديدة شكلاً ومضموناً.
■ فى الايام القليلة السابقة افتتح القطاع متحف ومركز راتب الصديق بعد التطوير، فهل فى خطة القطاع استكمال لتطوير المراكز الثقافية؟
متحف راتب صديق بالمنيب مغلق من عام 1994 كان مكان مهمل جدا وبلغه بسيطة «خرابة بكل المقايس» فالقمامة ملقاه فى كل مكان، الأرض مستنقع مياه جوفية ومجارى، وشروخ فى المبنى والسقوف، وكان عبارة عن متحف ومبنى ادارى فقط، تم التطوير والمعالجه بدأ من البنية التحتية والارض، وارتفع السور حول المكان، اضفنا مبان جديدة، مسرح ومكان للورش الفنية بأنواعها، وقاعات كثيرة وافران للخزف ومكتبة للاطلاع ومتحف لأعمال الفنان راتب صديق، ومكان مخصص للندوات، ووفرنا لمكان الخامات والأدوات المطلوبة للورش، كما وفر أماكن لاقامة الفنانين القادمين من دول أخرى، وبلغت تكاليف الترميم والبناء فى مركز راتب صديق حوالى 15 مليون جنيه، وبعد الافتتاح وزيارة اهالى المنطقة تم تسجيل 500 طفل بدون مبالغه حتى يلتحقوا بورش العمل بالاضافة الى الشباب الفتيات الذين يرغبون فى تعلم الفن، هذا المركز سوف يكون له دور كبير فى ازكاء روح الانتماء الوطنى لان الشباب دائما ينتظرون ما تقدمه لهم الدولة من خدمات، وسوف يكون للمركز دور فى معالجه التطرف الفكرى والمصالحة النفسية، وطرد الافكار الخاطئة التى وجهت ضد الفن فى العام الماضى، وسوف يكتشف المواهب الفنية، وايضا سوف يتعلم مهنه بتعليمة للفنون تطبيقية مثل الحرف التراثية النجارة الحلى والخزف، وبهذا نفتح مجال للعمل، وهذه النوعية من المراكز الفنية الثقافية ما نحتاجها اليوم فى كل حى، وفى خطتنا انشاء العديد من المراكز، ووزير الثقافة صابر عرب حريص جدا على متابعه البرامج التى تقدمها هذه المراكز، وبالتاكيد سوف يتم ترميم كل المراكز بحسب المتاح والمطروح لنا من ميزانية.
■ ماذا عن المتاحف المغلقة مثل متحف الجزيرة المغلق من 28 سنة، متحف محمود خليل، متحف الفن الحديث بالاوبرا، قصرعائشة فهمى متى تنهى اعمال الترميم؟
متحف الحزيرة بالأوبرا انتهينا فى دور كامل فى العام الاخير لو وفرت له ميزانية يمكنا فتحته فى اقرب فرصة، بدأت العمل فى متحف عبد الناصر فى منشية البكرى ومتحف محمود خليل ربما ينتهى قبل نهاية العام القادم، «قصر عائشة فهمى «بالزمالك تم الترميم فيه بالدقة وبنفس طرازه الفنى وجماليات وتم اعادة الرسوم الجدراية بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، فالعمل مستمر فى كل المتاحف فى وقت واحد.
اما متحف الفن الحديث فبه 16 كاميرا معطلة وممنوع الزيارة فيه، وتتم معالجة الاضاءه والدهانات والجدران، مواسير المياه تلفت فى بعض الاماكن، تحت التطوير والترميم بعد الانتهاء من التعديلات سوف تجدد العروض الفنية لاعمال الفنانين، وأنا قد استلمت عملى كرئيس قطاع من 2011 ومعى 25 متحف من المتاحف المهمة مغلقة، ويعلم كل من فى القطاع من زملائى اننا لا نهمل فى واجبنا خصوصا فى المتاحف التى تمثل تراث مصر الحضارى الفنى وثقافى، فى الفترة الوجيزة قمنا بافتتاح متحف النصر ببورسعيد متحف الفنون الجميله بالاسكندرية، متحف طه حسين، متحف احمد شوقى، متحف محمود مختار، متحف عفت ناجى وسعد الخادم، وآخرهم متحف راتب صديق، واضافة 11 منظومة أمنية أجهزة انذار حريق وانذار سرقة وكاميرات، فى متاحف مفتوحه رغم انها تحتاج لصيانهة مثل متحف سعد زغلول يحتاج ترميمًا للباركية والارض.