الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

واحة الشعر




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه عبر السنين والأجيال داخل نفوس المصريين.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره بالآخر.. ناشرين السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. للشعر.. سيد فنون القول.. الذى يجرى على ألسنة شابة موهوبة..
شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بمشاركتك على
[email protected]

الرحيل

وغداةً
سنغادر أرض النورِ
إلى أرض الحلمِ
المشطورِ
المعذورِ
تودعك بنات ُالحورِ
وأنفاس البللورِ
العبقُ
الألقُ
الشفقُ الأندى
والشوقُ الكامنُ
فى الصدرِ
غناء البدرِ
هديلُِ يمامات الكعبةِ
فى الظهرِ
وآناء الليل
وأطراف الفجرِ
السحرِ
وأنت تطوفُ
وتهدلُ
لبيكَ
ولبيكَ
وتغسل ما عَلَقَ عليكَ
من الأدرانِ
الأحزانِ
وإغواء الشيطانِش
بناتِ الإنسِ
حفيداتِ الجانِ
فسبحانَ الأعطاكَ
حنينكَ للفردوسِ
الكوثرْ
والفيض الأكبرْ
والحلم الأخضرْ
وتشوف وتبصرُ
مالم تبصرْ
من قبلُ
و
من بعدُ
وسبحانَ
وسبحانَ
وتمسح خديكَ
وشفتيكَ
بانداء الحجر الأسعدْ
فتصير الأمجدَ
والأمردَ
يغويك الدمعُ
فينسال
كماء الوصلِ
ويختال
وتغدو كالطفلِ
الأطهرْ
والأشقر
فتعلَّقْ بالأستار
وخذ ما تطلب
من رحمات الرحمن
اسكب ْ
أشعارك فوق رنيم خطاكَ
وإياكَ
وإياكَ
ولُذْ بحنينك
إن ترتج ألأرضُ
حياء ًما
إنْ
فى الوجدِ
من الوجدِ
اهتزتْ
ياهذا السابح
فى بحر ذنوبك
يا
ع
ز
تْ

                   شعر : عزت الطيرى



 

حتى يبقى الحلم ُطريا

 

الحُلمُ الطفلُ يشُبُّ
 يهُبُّ ..
ويكسِرُ ثأثأةَ التنهيدْ.    
الحُلمُ الناهدُ
يُضحى عيداً .. ومواعيدْ.
هل آنَ أوانٌ يتفجَّرُ بين يديه
ومن رئتيه اليمْ.؟!
هل آنَ أوانٌ ؛ لتشُقَ الأمةُ
 عن فلذةِ كبديها الغيمْ؟!
هل حقاً آنَ أوانُ الصحوةِ
من هذا الهمْ؟!
هل آنَ لهذا الحُلم الناهد
أن يتدفقَ في شريانِ الأمةِ
مثلُ الدمْ.؟!
هل أنَ ليدنو من أفقٍ تاهَ
لكي يهديه ؟!
هل آنَ لكي تتفتَّحَ أصدافٌ
كقواربَ ؛ وتغامر فيه .؟!
الصحوةُ نافذةٌ للحُلمِ
والحُلمُ فسيحٌ يتفرَّسُ في التكوين ِويأبى أن ينصاعَ لعصفِ الريحِ
وعاصفةِ التلوينِ
لينزعَ شوكةَ خوفٍ
تمتدُّ من الرأسِ إلى الكعبينِ
ويرسمُ فوقَ جبينِ الكونِ بيوتاً
يسكنُ فيها الحبُّ ؛ ويأمنْ.
الصحوةُ – يا سادةُ – غامرةٌ
والأجملُ ..
أن يحملَ هذا الحُلمُ مفاتيحَ
ليفتح أبواباً ؛ ونوافذَ
ويقود الماءَ إلى الصحراءِ
يقود النورَ إلى الديجورِ
يسوسُ ..
يسوسن رائحةَ الدنيا
يمزجُ عِطرَ الكونِ
بعطرِ الحُلمْ .

 

شعر: محمود عبد الصمد زكريا -  الإسكندرية  

 



 

الفصول الكاملة للوحة كانت هـ تبوظ!!

 

 

فى اليوم الأول:
رسم القُرص
ولوِّن وِشُّه
بأصفر فاقِع؛
خلَّى الوِشّ لوحدُه اتبسِّم
فجأة الوِشّ لوحدُه اتضايق
دلدق من لونُه شويَّه
حرَّك صمت بياض الورقة
ثُمّ القُرص اتضايق أكتر
دوَّر فى بياض الورقة
على لعبة هناك
أو يمكن يعتَرلُه فـ مسند
من بعد ما قطعت نَفَسُه الريح
(ما هى كانت فاضية وبتدوَّر
فى الورقة الفاضية على شُغل)
فى اليوم التَّاني:
اللون الأخضر بينقَّط
- ع الورقة -
والفُرشة بتجري.. وتِسْـتَعبَط؛
فيحوِّل..
ضِلّ اللون المِتنتوَر:
لتلالٍ وحشيشٍ أخضر
ويطفِّى النور؛
علشان القُرص - المُنهَك جدًا –
يرتاااااااح..
وتحِسّ الألوان الفاقعة
بالصوت اللى بيدَّن مغرب!
فى اليوم التَّالت :
كان اللون اللَّبنِي
حاجز – من نَفْسُه، ولنَفْسُه –
كُلّ بياض الورقة الباقي،
صار اللّون الأبيض
- وِسْط الجيش اللَّبنى -
زَىّ الشعب المُحتَلّ،
صار اللون اللَّبني..
يضغط ع البُقع البيضا
ويعصُر
يعصُر
ولحدّ ما نزلت مَطَرَة
لكن مطرة بطعم الخَلّ!
فى اليوم الرابع:
كان الخَلّ مجرَّح وِشّ القُرص؛
ففَاض القُرص،
وكَبّ اللون
وامّا امتزج اللّون بالمَطَرَة
شدُّه من طَرْ ف الورقة لآخرها
على هيئة قوس
مشدود وجميل
القوس من كُتر الشَّد..
وبصِّة وِشّ القُرص الحامى عليه
ودموع البُقع البيضا
النَّازلة عليه؛
راح خاطِف حِتَّه
من كل الألوان.. واتغطَّى
بحرَام ونسيجه سبع تلوان
فى اليوم الخامس:
رسم الطّير
واللون الأخضر كان طراطير
بتحوِّش فـ إيديها الميَّه
وبتسقى اللون البُنِّي..
الـ.. مادد رِجله ورَقَـبْـتُه
للَّبَنِى من فوقُه وتحتُه
وإيديه ممدودة للأخضر
بتفصَّل من توبه قميص
فى اليوم السادس:
كان فرحان ومزقطط
ماسِك فـ إيديه الفُرشة
(بيسرق سِحر اللوحة عينيه)
وفـ عِزّ الفرحة المجنونة
اللون الإسود كان أتقل
مِنْ إنّ تشيله - على دماغها –
فُرشة.. شقيَّة.. صغنّونة
اتخضّ.. ونزلت ويا دموعه
– من الفُرشة –
نقطة.. اتنين
اتخانقوا على خَضَار الورقة
كان لازم ياخُد م البُنِّي
ويقسِّم كُلّ خَضَار اللوحة
ما بين الاتنين؛
يمكن يرتاح (!!)
كان فيهم نقطة مكَّارة
بالليل بتزُقّ الحِتَت البُنِّى المرسومة؛
وتوسَّع رُقعِة أخضرها
فى اليوم السابع:
ما ارتَحش..
من مَكْر النقطة السودا
وفكَّر.. يعمل إيه ؟؟
قام واخِد مِ البُقع البيضا
وغسلها – النقطة السودا المكَّارة –
فالنقطة التانية – الغلبانة –
اجتزئت م البُنِّى عصاية؛
فالنقطة السودا.. المغسولة
وَرَا منها..
مِشيِت
خِرْفَان!

 

شعر : مصطفى جوهر – قنا

 

قصيدتان

 

لا عليك،
لا تبحث عن خارطة البكاء فى وجهي
فأنا لم أعد أبكى اﻵن؛
كبرت!
ألم يخبروك أن الفتيات حين يكبرن
لا يبكين؛
يستبدلن بالدمع نزف القلب
يمزجنه بابتسامةٍ تحتل الشفاه؛
هذا لا محل لعينك أن تراه !
لا عليك،
فأنا كبيرة بما يكفى اﻵن
ولدى من المهارة لأظهر لك بياض أسنانى
-ككل جنسي-
أمنحك ابتسامةً رائقةً
دون أن ترى ما فى قلبي!
لا عليك،
أصبحت من المهارة لأخفى دمعةً
ترغب بالفرار من سجن عيني؛
هرم قلبى بما يكفى اﻵن
ليعرف كيف!
كانت ثمارها فاسدةً؛
لم نجد شيئاً نأكله إلا التوت
خيارتنا كانت محدودة؛
إما أن نموت جوعا أو عريا؛
أكلنا الثمرة؛
أصبحنا الوحيدين دون أقنعة؛
وطردنا من الجنة!
حين زال أثر التوت منا؛
عدنا إلى سيرتنا الأولى،
وكان طريق الجنة بعيدا،
حين وصلنا بعد مشقة،
لم نجد شيئا نأكله!
لا أشجار توت ولا غيرها؛
الجميع عرايا يأكلون اللحم!
كنا الوحيدين المرتدين قلوبهم
خياراتنا كانت محدودة؛
إما أن نصبح آكلى لحمٍ مثلهم
أو نصبح طعاما لهم؛
خرجنا من الجنة !

 

شعر : عبير الفقى – القاهرة  

 

  رسوم: مجدى الكفراوى