الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بكتيريا مبارك وفيروسات الإخوان




كتب : محمد جلال عبدالرحمن

ما نراه فى المشهد السياسى المصرى يقرر أن مصر حكومة وشعباً وأرضاً، وليس فقط النظام السياسى القادم، قد تقع رهينـة لبكتيريا نظام مبارك أو لفيروسات جماعة الإخوان أو الاثنين معاً، وذلك متوقف على الرئيس القادم ومدى انتباهه لخطورة هذا الأمر.
فالملاحظ أن بكتيريا مبارك التى ماتت بصدور الحكم التاريخى والنهائى للإدارية العليا بحل الحزب الوطنى الديمقراطى وإعادة أمواله للدولة بدأت تنشط مرة أخرى بعد رحيل غير المأسوف عليهم الإخوان بفيروساتهم التى كانت موجهة لقتل الوطن ومواطنيه ايضاً، بل إن بكتيريا مبارك الآن يتصدرون المشهد السياسى فى مواقع كثيرة.
إن مصر الآن بين أوهام كثيرة ومهام جسيمة، فالأوهام فى نفوس أصحابها لكنها موجودة على ارض الواقع، ففى هذا البلد من يتوهم عودة الرئيس المعزول مرسي، ومن ثم عودة الخلافة المتوهمة، والإسلام الذى سلبناه منهم بثورة يوليو، وهو منهم بريء، وفى هذا البلد من يتوهم عودة نظام مبارك ومن ثم عودة النهب والسلب لثروات ومقدرات هذا الشعب المسكين الذى عانى ومازال يعانى فقراؤه كثيراً. وأما المهام الجسيمة هى الديون الخارجية الواقعة على أكتاف هذا الوطن والوضع الاقتصادى المتردى ومرافق كثيرة تحتاج إلى نظرة شاملة بالإحلال أو التجديد.
إن الشارع المصرى وشباب ثوراته على وجه الخصوص يسجل ويراقب الرئيس اليوم وغداً ويخشى أمرين، إما الأول: هو أن تنجح فيروسات الإخوان المنتشرة فى الشوارع تحت مصطلح اسمه «المظاهرات» ظاهرها لفظاً التعبير عن الرأى وباطنها فعلياً قتل المصريين وحرق ممتلكاتهم. وأما الأمر الثاني: هو الخشية من عودة نظام مبارك الذى أصبح ظهور بعض رموزه فى وسائل الإعلام ظاهرة طبيعية، وكأن ثورة لم تحدث فى تجاهل وإغفال تام لدماء شهداء ثورتى يناير ويوليو وفى ظل حرب شعواء ضد الشباب الثورى والحركات الثورية.
إن مواجهة الرئيس لبكتيريا مبارك التى نشطت فى فترة وجيزة ليراودها حلم الرجوع مرة أخرى، ولفيروسات الإخوان الطليقة فى الشوارع حتمية ولا مفر منها، وإذا أصر الرئيس أن يكون ظهيره من دولة مبارك فلن يمكث فى سدة الحكم وقتاً يذكر.
وليرحم الله مصر، وليكن الرئيس على دراية تامة من أن الشباب الثورى الذى خلع الجماعة الإرهابية بثورة «30 يونيو» بعد سنة من حكمها، لن يقبل ابداً عودة فلول الحزب الوطنى الفاسدين ليكونوا بديلاً مرة أخرى للجماعة الإرهابية، فليس معنى إفلات رموز النظام البائد من العقوبة أو تصالحهم مع القانون أنهم شرفاء ويعودون لما كانوا عليه ولما نهوا عنه من قبل الشعب مرة أخرى.