الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تحولات واتجاهات




كتب : احمد محمد جبلى

لأول مرة منذ عقود طويلة تصبح ضربة البداية فى يد القيادة السياسية المصرية، آخر مرة كانت لدينا البداية لمرتين متتاليتين فى يد الرئيس الراحل السادات (حرب أكتوبر ومبادرة السلام) والآن تعود بلا شروط مسبقة ولا مشاركة من أحد فى المنطقة وحتى إسرائيل وحلفائها وتوابعها يترقبون فالمنطقة قد أصبحت حُبلى بالأحداث وتنتظر الخلاص بين شهر وآخر وخريطة توزيعات القوى وتحركات المصالح تقترب من وضع نسبى للاستقرار لعقد من الزمن على الأقل، لم يعد لأية قوة إقليمية أو رؤسائها غرض فى حماية مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية فقد أثبتت الأحداث الثورية نكوص وتورط الإدارة الأمريكية فى افتعال هذه الأزمات وأصبح الغرض هو قتل وتفتيت المنطقة العربية بأسرها يستوى فى ذلك الحليف والعدو ولا اعتقد فى وجود قيادة فى العالم يسرها أن تكون وجبة العشاء فى البيت الأبيض، فإدارة أوباما قد عرت السياسة الخارجية كلها فترة المد الثورى الربيعى منذ العام 2011 وحتى الآن ولم تزد سياساتها عن استمرار النار فى الشرق الأوسط مهددة كل العروش والجمهوريات بانتقال الحريق داخلها بالإضافة إلى الضغط بصورة مكشوفة لاستمرار حالات الفوضى والاقتتال الداخلى وليس من المنتظر أن تستسلم لانتخاب السيسى رئيسًا وضياع أحلامها فى تفتيت المنطقة فمواجهة المخطط المخيف الذى يراد بشعوب الوطن العربى لا يعتمد على الوعى فقط ولا وطنية الرجال الذين سيتصدون للغرب بل عدم السماح لهم نهائيًا بالاستفادة مما فعلوه فى المنطقة خلال الثلاثين عامًا الماضية فقد عبثوا فى دول منابع النيل وفجروا الصومال فانهارت كدولة وشعب وقسموا السودان وحتى تصفية الوجود الإسلامى عبر المذابح فى أفريقيا الوسطى هم وراءه وداعمون له، وتعاودنى الدهشة حين أضع هذه الأشياء جنبًا إلى جنب فيظهر للعين المجردة حجم وشكل المخطط الشيطانى الذى يتنافى مع أبسط المبادئ الإنسانة والحياة الآمنة فالغرب لايبتدع فى هذا العصر تلك الأساليب فى السيطرة والاستغلال بل هو يفعل ذلك على الدوام ومنذ قرون طويلة فتت خلالها امبراطوريات كبيرة واحتل مساحات شاسعة واستعبد الملايين وقد أفاقت الشعوب من غفلتها وأخذت فى النهوض والترقى فالهند تأخذ مكانها فى العالم الآن لصناعة البرمجيات وتعهدت بتقديم ما يزيد على 10 مليارات دولار إلى قارة أفريقيا من أجل إرساء البنية التحتية والتنمية، هناك تجمع البريكس الذى يضم إلى جانب الهند الصين وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا والذى يسعى إلى تنمية اقتصادية حقيقية.
باحث وروائي