الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

20 ألف مواطن فى الفيوم يشربون مياهاً مخلوطة بالديدان




الفيوم - حسين فتحى

بالرغم من مرور 11 شهرا على اختفاء حكم جماعة الإخوان الإرهابية إلا أن عناصرها لا تزال تعبث داخل الأجهزة الحكومية مما يتسبب فى تحويل حياة البسطاء إلى جحيم.


على بعد 20 كيلو مترا من مدينة الفيوم تقع قرى أبو دياب - يعقوب - سعيد - عطية اللواج - العيسوى - الصعايدة التابعة للوحدة المحلية لقرية منية الحيط بمركز إطسا والتى يزيد سكانها على 20 الف مواطن هذه القرى تعيش القرون الوسطى. المياه دائما مقطوعة والكهرباء حلم حياتهم والملوثات تحاصرهم من كل جانب مما أصاب أغلب سكانها بالأمراض الفتاكة.


أهالى هذه القرى حائرون.. يصرخون.. يلطمون خدودهم على حظهم العاثر الذى قد يدفعهم إلى الانفجار. لا فرق بين غنى وفقير فالهم واحد والمأساة تعم الجميع. بالرغم من وجود ضباط ومستشارين بين سكانها لكن هيهات مع الإهمال والتجاهل الحكومى لهم ربما لعدم وجود بينهم عناصر تطلق على نفسها القوى الثورية التى تزعج المسئولين.


فى البداية يؤكد تامر اللواج «مهندس زراعى» من غير المعقول أن تظل قرانا بدون مياه لأكثر من 60 يوما فى ظل درجة الحرارة المرتفعة مما يدفع الأهالى للسير لمسافة 2 كيلو متر لإحضار مياه الشرب من قرية منشأة فيصل التى تصلها المياه الملوثة من محطة التنقية القريبة منها وللأسف مياه «ملوثة» ومخلوطة بالديدان والطحالب لعدم وجود مشرفين متخصصين يعملون بها والتى تركتها هيئة مياه الشرب وأجهزة المحليات لعامل لا يعلم طبيعة تنقية المياه وطرقها.


ويشير كليب عبد الباقى «مزارع» إلى أن محطة تنقية المياه التى تم إنشاؤها بقرية منشأة سيف بدائية والمياه التى تخرج منها لونها داكن ومعبأة بالشوائب والطحالب والديدان، كما أن رائحة الكلور تزكم الأنوف ولا تصلح للاستخدام الآدمى.


ويقول وليد محمد عبد الواحد «بقال» مقيم بعزبة الصعايدة إن محطة رفع مياه الشرب التهمت الباروما مواتيرها وتحولت إلى خردة مما يتسبب فى غياب مياه الشرب لمدة تصل الى 60 يوما وهو ما يدفع الأهالى إلى الاستعانة بالحمير والدرجات البخارية لتدبير احتياجاتهم من المياه من القرى البعيدة بينما يقطع بعض الأغنياء 20 كيلو مترا بسياراتهم لاحضار احتياجاتهم من المياه من مدينة الفيوم حتى يتفادون الأمراض التى تسببها المياه الملوثة الموجودة بالقرى المجاورة.


وتصرخ فندانة محمد عبد اللطيف «ربة منزل» بأعلى صوت «عايزين نشرب.. هنموت أولادنا هيموتوا. هنغسل هدومنا منين» عايزين السيسى اللى انتخبناه يجبلنا مية»


رجب عبد العاطى «فلاح» يقول: القرى الموجودة مخصص لها وحدة صحية. هذه الوحدة لا تفتح أبوابها ودائما مغلقة بالضبة والمفتاح وأن العامل المعين بها كل ما يفعله إغلاقه باب الوحدة والجلوس بداخلها مصطحبا قطيع من الماعز لإطعامه على الأعشاب الموجودة داخل الوحدة.
آمنة أحمد عبد العزيز «ربة منزل» تشير إلى قرية يعقوب يخترقها مصرف فتاك تهب منه الروائح الكريهة ويتجمع بداخله الناموس والباعوض الذى ينقل الأمراض للأطفال والكبار وطالبنا كثيرا بتغطيه وللأسف لم يسأل عنا أحد.


ويضيف رجب عبد العاطى «مزارع» أن الطريق الذى يمتد من قرية القاسمية الى قراهم حالته يرثى لها ولا يصلح لسير الدواب بالرغم من محاذاته لبحر البنات «المميت» والذى دائما ما يلتهم السيارات والدراجات البخارية التى تسقط به بسبب عدم بناء سور حوله بالإضافة إلى عدم صيانة الطريق منذ 25 عاما وهو الطريق الوحيد فى مصر الذى تم تجاهله منذ ربع قرن بالرغم من أنه يربط مركزى أطسا بأبشواى بالإضافة إلى مدينة ماضى الأثرية.


ويلفت حاتم صلاح «مهندس زراعى» إلى أن محطة مياه الشرب التابعة للوحدة المحلية لقرية أبو جندير تضخ مياها ملوثة لأكثر من 60 الف مواطن مما تسبب فى إصابة الآلاف بأمراض الكبد والفشل الكلوى كما أن المحطة لا تعمل سوى 6 ساعات خلال اليوم بسبب فصل الكهرباء عنها بالرغم من وجود محول ديزل كبير لكنة لا يعمل ومصاب بالعطب بصفة مستمرة.