العمل فى هيئة التأمين الاجتماعى بالشرقية عذاب x عذاب
عماد المعاملى
الشرقية - عماد المعاملى
يعانى فرع الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى القطاع الحكومى بالشرقية، الكائن بمدينة الزقازيق، من ضعف شديد فى الإمكانيات والأجهزة اللازمة لإنجاز العمل وقضاء مصالح المواطنين، وذلك رغم الإمكانيات المالية الكبيرة التى تتمتع بها الهيئة الأم بالقاهرة، والتى تتبع وزارة المالية.
يقول أحد الموظفين إن عمل الهيئة يعتمد بالأساس على أجهزة الحاسب الآلي، ومع ذلك فإن معظم الأجهزة معطلة، والصالح منها يعمل بأقل من نصف طاقته وبكفاءة أقل، كما أن التيار الكهربى ينقطع كثيرا فى المنطقة الكائن بها الفرع، ولذلك فقد طلبوا من قياداتهم بتوفير مولد كهربائي، حتى لا يتوقف العمل، دون مجيب.
وأضاف أن كل هذا يحد من قدرات العاملين فى أداء الخدمات اللازمة للمواطنين، رغم حرصهم على عدم تعطيل مصالح الجماهير، وتقديم كل ما يستطيعون لإنجاز مهامهم.
ويشير موظف أخر إلى أن أجهزة الطباعة اللازمة لطباعة مستندات الموقف التأمينى للعاملين بالحكومة، جميعها معطلة، ولا يعمل منها سوى طابعة واحدة، يعتمد عليها كل أقسام الهيئة، ما ترتب عليه ضعف كفاءتها، وأصبحت الأوراق المطبوعة عليها غير واضحة، ما يسبب الكثير من المتاعب والمشاحنات مع المستفيدين، نظرا لعدم وضوح بياناتهم المطبوعة من خلالها.
ويقول موظف ثالث بالهيئة، إن فرع الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى القطاع الحكومى بالزقازيق، مسئول عن 143 ألف ملف لموظفين بالجهات الحكومية، ويخدم مراكز الزقازيق ومنيا القمح وبلبيس وديرب نجم وأبوحماد ومشتول السوق والعاشر من رمضان، ويتردد عليه مايقرب من ألف مستفيد يوميا.
وأضاف أنه رغم المسئولية الملقاة على هذه الفرع واتساع نطاق عمله، فإنه يفتقر لأبسط الإمكانيات لإنجاز العمل، وعلى سبيل المثال توجد ندرة وعجز شديدان فى ورق طباعة البيانات التأمينية، وهو ما يتسبب فى تعطيل مصالح المواطنين، وفى بعض الأحيان يعتدى بعضهم على موظفى الفرع، لاعتقادهم تعمدهم عدم أداء الخدمة لهم، على غير الحقيقة، وهم معذورون فى ذلك.
وتابع، أنه وزملاؤه كثيرا ما طالبوا بتوفير هذه الإمكانيات، من قياداتهم سواء فى الفرع بالزقازيق أو الهيئة الأم بالقاهرة، إلا أن أحدا لم يستجب، ولم يسمعوا إلا وعودا لا تتحقق.
ويلفت موظف رابع إلى أنه وزملاءه يعملون يوميا منذ الساعة الثامنة والنصف صباحا وحتى الثالثة مساء، ويبذلون أقصى جهدهم فى خدمة المواطنين، ومع ذلك فإنهم لا يحصلون على الامتيازات المالية التى يتقاضاها نظرائهم فى الهيئة الأم بالقاهرة.
وفى لقاء مع «محمود عبد الله» أحد المستفيدين المترددين على الفرع، أشار الى انه جاء لينهى إجراءات ضم مدة تأمينية سابقة له بالقطاع الحكومي، وأنه وجد كل تعاون وحفاوة وأسلوب راق فى التعامل من موظفى الفرع ومن مديره العام، وكان جميعهم حريصين على خدمته.
وقال: رغم ذلك لم أستطع إنهاء جئت من اجله إلا بعد طول عناء، وبعد أن تردد على الفرع عدة مرات لأسباب خارج عن إرادته وإرادة العاملين به.
وأوضح أنه فى المرة الأولى انقطع التيار الكهربى وتعطلت أجهزة الحاسب الآلى لعدة ساعات، فانصرف دون أن يفعل شيئا، وفى اليوم التالى أنهى الموظف المسئول تسجيل بياناته على الحاسب الآلي، وعند طباعة المستند اللازم بحث الموظفون وهو معهم على ورق الطباعة فلم يجدوا ورقة واحدة فى الفرع حتى فى مكتب المدير العام، فلم يجد وسيلة إلى الانصراف.
ولفت الى أنه فى اليوم الثالث، نجح موظف بالفرع فى تدبير ورقة لطباعة المستند التأمينى الخاص به، وبعد الطباعة اكتشف أن أغلب البيانات غير واضحة ولا يمكن قراءتها، فطلب طباعتها على جهاز آخر، وكانت المفاجأة أنه لا توجد سوى طابعة وحيدة يعتمد عليها الفرع بكامله، ولم يجد موظفوا الفرع وسيلة سوى توضيح البيانات المطموسة بالقلم الجاف.
وقال، أنه ذهب بهذا المستند التأمينى للمكتب الذى يتبعه فى القاهرة، فرفض موظفوه الاعتراف بهذا المستند المطموس والذى تم توضيحه بالقلم الجاف، طالبين منه آخرا أكثر وضوحا، حتى يمكنهم الاعتماد عليه.
ويتساءل، لمصلحة من يحدث هذا، وماذا يفعل إذاء هذه المشكلة، وهل عجزت الهيئة القومية بكل إمكانياتها عن توفير أجهزة كمبيوتر وطابعات صالحة للعمل، رحمة بالمواطنين والعاملين بالهيئة.