الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

د. خلف الميرى رئيس الشعب واللجان بالأعلى للثقافة: تلزمنا ميزانية أضعاف الموجودة لتفعيل ما نريد تحقيقه




حوار - محمد خضير

فى اول حوار صحفى له بعد توليه منصب رئيس الادارة المركزية للشعب واللجان بالمجلس الاعلى للثقافة بخلاف عمله كأستاذ بقسم التاريخ بكلية البنات للآداب والعلوم والتربية -جامعة عين شمس جريدة «روزاليوسف» التقت بالدكتور خلف عبدالعظيم الميرى واجهته بالعديد من الاسئلة والاستفسارات عن توليه المنصب، وتعرفت على بعض طموحاته ورؤاه وخطته لتطوير عمل واداء الشعب واللجان المتخصصة بالمجلس، ومدى رضاه كمثقف عن أداء المجلس الحالى وكيف يمكن أن يحقق طفرة جديدة وفق خطة لتفعيل دور المجلس وإمكانية مردود ذلك على المجتمع، خلال هذه الفترة الحرجة التى تمر بها مصر، بواسطة النخب المتخصصة التى تحدثنا عنها وغيرها من الاسئلة فى الحوار التالى:

■ المجلس الأعلى للثقافة اسس ليكون الجهة الثقافية العليا للنخب وخلق حلقة الوصل بين المثقفين والجمهور.. فكيف تراه كمثقف وهل انت راضى عن ادائه الحالى؟
- بالنسبة الوضع الحالى لست راضيا عن اداء المجلس.. ليس من منطلق الهجوم ولكن لتطلعى وطموحاتى لان يكون له دور اكبر، وما هو قائم قد يكون يتفق مع ظروف المرحلة التى عاشتها مصر خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة التى عاشتها مصر وما المجلس الا جزء من مصر، ولكن مع اقدامنا على مرحلة الانطلاق وبعد الانتخابات الرئاسية واقدامنا على مرحلة الاستقرار والانطلاق، فلا شك ان لدى طموحات كبرى لا دورا اكبر للمجلس الأعلى للثقافة، ومن ثم فأن ما هو قائم يصبح عاجزا امام الطموحات التى انشدها، وينشدها كل مثقف بالمجلس وبذلك اعبر عن ضمير المثقف لان كل مثقف فى مصر يرى ان المجلس الأعلى للثقافة هو بيت الثقافة والمثقفين ومن ثم فهو يريد ان يراه قلعة كبرى ومنارة عظمة للثقافة المصرية، وهذا ما أصبوا إليه.
■ من خلال توليكم رئاسة الشعب واللجان بالمجلس فكيف تقيم أداء لجان ومقرريها ومدى فعالياتها وتواصلها مع الجمهور؟
- بطبيعة الحال.. وبما انه لم يمر على تولى المنصب اكثر من شهرين، فلا استطيع ان اقيم اداء الشعب واللجان فى هذه الفترة البسطة القصيرة، ولكن كونى كنت فى احدى اللجان من قبل، وهى لجنة التاريخ ومع احتكاكى ايضا بالشعب واللجان الموجودة والقائمة حاليا استطيع ان اقول ان هذه اللجان تضم نخبة كبيرة من كبار المفكرين والمثقفين والادباء والكتاب وكبار المخصصين كلا فى مجالاته، ولكنى اعترف انه لم تتحقق الافادة الكاملة المرجوة منهم بعد، بمعنى انه توجد فائدة وتوجد موارد، ولكن ادراكى ان لديهم طاقات وافكارا اكبر وخبرات اعمق، يمكن ان تفيد فى رسم سياسات استراتيجية سواء قصيرة او بعيدة المدى تفيد فى الخطط المستقبلية على الصعيد القومى فى كل المجالات، لان هذه الشعب واللجان تضم مختلف التخصصات على مستوى مصر، وبالتالى فيمكن الاستفادة منهم ومن خبراتهم بما يحقق طفرة كبرى لمستقبل مصر بأذن الله.
■ وكيف يمكن ان تحقيق هذه الطفرة الكبرى التى تذكرها؟
- بطبيعة الحال هم مندمجون داخل انشطة العمل الثقافى والسياسى والاجتماعي، وتنتقل اللجان بأنشطتها من المجلس الى الاقاليم والجامعات ويتم التعاون مع الهيئات والمحليات وتنتقل اللجان الى صنع تعاون ثقافى مشترك، ولكن ما اهدف اليه هو تحقيق فائدة اكبر ولدى من الرؤى والافكار والطموحات ما سأفصح عنه فى حينة، لان هناك امور يجب ان نناقشها اولا مع مقررى اللجان والمختصين، ثم تناقش مع امين عام المجلس الدكتور سعيد توفيق ومع وزير الثقافة باعتباره المسئول الأول عن الثقافة ورئيس المجلس، وما أفكر فيه يركز أساسا على كيفية الاستفادة من هذه اللجان المتميزة، لأنى أراها طاقات عملاقة مهدرة، حيث تتداخل كثيرا من أنشطة اللجان مع مثيلات تتم بالفعل أو يمكن القيام بها فى هيئات أخرى بوزارة الثقافة، فنحن بحاجة للاستفادة بهذه العقول والأفكار المتميزة فى استراتيجيات، لا أن نستهلكهم ونستنزف طاقاتهم فى ندوة أو بضعة ندوات هنا أو هناك بحيث يتم التنسيق والترتيب لها اولا ثم خروج النشاط للنور.
■ ما ملامح رؤيتك وخطتك الاستراتيجية لعملك التى تتوى تنفيذها من خلال تفعيل دور الشعب واللجان بالمجلس؟
- دعنى لا اتحدث فى التفصيلات الان، ولكن هناك برنامجا وتصورات ورؤى نعمل من خلالها على خطة محلية وقومية ودولية من خلال ثقتى فى النحب والكوادر المتخصصة فى الشعب واللجان التى اوجه لهم بالتحية لان اللجان تضم قامات وذوى قيمة كبرى نفتخر بهم فى مصر ودوليا، لكن هؤلاء يمكن ان يكونوا بالفعل طاقة كبرى لبلورة دور مصر المهم جدا محليا واقليما ودوليا التفصيلات سأشرحها فيما بعد وفق الابعاد الثلاثية التى ذكرتها، والتى اتمنى ان تجد اصداء جيدة بإذن الله، ولكن أمهلونى بعض الوقت، فقد توليت هذا المكان قبل شهر واحد فقط، وقمت بالالتقاء بالكثير من اللجان، وأعكف على دراسة ما سبقنى إليه الدكتور طارق النعمان وقبله الدكتور عماد ابوغازى، لأن فلسفتى ليست الهدم، وإنما الاستفادة بكل صغيرة أو كبيرة فى البناء، طالما كان ذلك مفيدا، وإننى بعمق خبراتى بالعمل الثقافى ووجودى فى الحياة الثقافية لأكثر من ربع قرن، أدرس كيفية تفعيل خبراتى هذه فى استحداث أبنية وأنساق أخرى ؛ وبما آمله فى إحداث نقلة نوعية لتفعيل دور المجلس محليا وإقليما ودوليا بصورة أكبر من خلال الشعب واللجان، ولكن أمهلونى بعض الوقت، لأننى منذ توليت مسئولياتى أقوم بترتيب البيت من الداخل أولا، وبه أمور كثيرة بحاجة إلى ترتيب، لإيجاد الركيزة الإدارية المؤهلة للانطلاق وتنفيذ ما أصبو إليه من آمال وأهداف وطموحات كبرى، تبعا لما أراه من استراتيجيات جديدة.
■ وماذا عما يردده البعض عن اعتماد اللجان المتخصصة على الاسماء الاعلامية الرنانة دون وجود فاعلية لهم داخل هذه اللجان؟
- اتفق معهم الى حد ما فى اطرا جزئى -فالكمال لله وحده- لأنه لا نستطيع ان نقول هذه اللجان هى لجان متقاه بنسبة 100 % وبكل تأكيد هى تضم متخصصين منهم اعلاميون وكتاب ومفكرون وادباء وفنانون وكل الاتجاهات، فلا يمكن ان يكون ثائر اعضاء اللجنة الواحدة فى مستوى واحد وهناك فروق فى المستويات، وهذا التنوع انا اعتبره ظاهرة صحية قد تكون به بعض السلبيات وهذا اوارد ولكن ان تصل النسبة الى مستوى متميز فهذا جيد ولكن الكمال لله، ولكن من الممكن ان يكون البعض الذى يراه البعض عبئًا، وانما ليست كلهم على مستوى واحد، وننشد ان تكون النحبة والعقول المفكرة فى سائر الشعب، وهذا ما يسعى اليه كل مقررى اللجان، اما ان يكون هناك نخب خارج فعاليات اللجان فوارد ان يكون هناك من هم زوى قيمة وموجودين خارج اللجان.
■ ولكن هل من نقلة ما حدثت فى تشكيل اللجان وأصبح لها بعد فعلى؟ أم المسألة مازالت مرتبطة بالعلاقات والاهواء الشخصية؟
- ليس هناك تشكيل وفق اهواء شخصية..ولكن ان نصل الى حد التميز فهذا ما هوا موجود وما نصبوا اليه وموجود فى اللجان عمل ونشاط وضخ دماء جديدة، بالإضافة الى انه وارد ان يتم تشكيل وتغيير فى مقررى واعضاء اللجان كل عامين ووارد اعادة النظر فيها والمسألة ليست حكرا على مجموعة معينة ووارد تغيير القيادات واعضاء اللجان.
■ إذا لماذا لا يسعى المجلس الى ضخ دماء جديدة ومتجددة فى شعب ولجان المجلس ودمج الشاب فى العمل الثقافى؟
- جرت محاولات ناجحة وتمت بالفعل فى تشكيل ومشاركة لجنة للشباب، مثلما يوجد تمثيل لأجيال الشباب فى سائر تخصصات اللجان، وهى تتناول مجمل ما يشغل المجتمع وهى كل الأصعدة فى التربية والإعلام والتعليم والتاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد، جنبا إلى جنب مع كافة شعب ولجان الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والسياسية وما يهم أبناء الوطن فى الداخل والخارج وغيرها من الشعب واللجان، ولكنى أرى إتاحة الفرص الأكبر أمام تمثيل الشباب بصورة نسبية أكبر فى كل اللجان، مثلما تتاح الفرصة لإضافة مزيد من الخبراء، ولكننا لابد أن ندرك أن هذه الأمور تتم وفقا لإجراءات تنسيقية بين اللجان والجهات التنفيذية المسئولة، بما يحقق الصالح العام.
■ كيف ترى وتقييم مدى التحديات والمشكلات التى تواجه المجلس وسبل حلها؟
- أرى أن العقبات فى غالبيتها مالية، ولابد من إدراك جميع المسئولين أن العنصر البشرى هو أهم ركائز البناء، وإن بناء الإنسان هو الأهم فى الاستثمار، والإنسان المثقف هو الأكثر قدرة فى قيادة عجلة التنمية والتطور، وأرى أن وزارة المالية والجهات المسئولة لابد أن تولى أهمية خاصة لزيادة الميزانية المخصصة للأنشطة والمؤسسات الثقافية، أن تبنى العقول هذا الاستثمار الحقيقى أكثر من الأبنية والأشياء الجمادية المادية، وأرى أن المخصصات لذلك ضئيلة جدا، لا تكفل لمثقفى مصر الانطلاق، فهل تتخيل أن سائر أعضاء الشُعب واللجان أشبه ما يكونوا متطوعين فى حضور جلساتهم وأداء أعمالهم، وما يصرف لهم من بدل جلسات هى أشياء رمزية للغاية، وفى واقع الأمر تلزمنا ميزانية أضعاف أضعاف ما هو موجود لتفعيل ما نريده من انطلاق فى رسم سياسات التنمية والتقدم فى المجتمع، وليس معنى هذا أننا لا نعمل، الأمور تمضى بأقصى ما نستطيع فى ضوء الظروف المتاحة وفى تنسيق تام ودعم كامل من الدكتور صابر عرب وزير الثقافة والدكتور سعيد توفيق الأمين العام، ولكن خططنا الطموحة للاستفادة من هذه الخبرات، والتى تليق بمكانة مصر العظيمة ومجلسها الأعلى للثقافة، يلزمها الدعم المالى للشعب واللجان بصورة أفضل.
■ يرى البعض ان الإعلام انصرف عن المجلس وانشطته.. فكيف ترى هذا وما سبل علاجه؟
- هذا يحاسب عليه بعض وسائل الاعلام، لأنه بالفعل اللجان تعقد ندواتها وجلساتها ومؤتمراتها وتقدم اقصى ما فى امكانها، ولا يخلوا يوم فى الشهر من نشاط لاحدى اللجان واحيانا يكون صباحا ومساء كون ان الاعلام لا يسلط الضوء على هذا فهذا يحاسب عليه، فنحن لدينا فى المجلس شعب ولجان تربوية واعلامية واجتماعية وثقافية وفنية وغيرها بوسعها ان تسهم فى تشكيل هذه المنظومة المطلوبة للإنسان المثقف المصرى المعاصر التى يمكنه ان يشارك بدور فاعل فى الحضارة المصرية العظيمة ولكن ينصرف عنا الاعلام جريا وراء خبر مثير او اكثر اثارة فهذا اعتبره سقطة كبرى لبعض وسائل الاعلام.
■ وماذا عن دوركم ومدى تواصلكم مع وسائل الاعلام وما تقدمه لإعادتها لتغطية أنشطتكم؟
- نحن فى تواصل مع وسائل الاعلام فهناك قنوات ووسائل تستجيب وهناك كثير لا تستجيب ونحن ليست لدينا وسائل للإثارة والاستثارة، ولكن نقدم علم وثقافة ومعرفة وفن وفكر تماما، ولذا تقدمت بمشروع لإنشاء مركز إعلامى لان هناك قصور فى مسألة التواصل والتنسيق الاعلامى من قبل المجلس مع وسائل الاعلام المتعددة، واحاول تنظيم هذا المركز لمد وسائل الاعلام بالمواد اللازم، واتمنى ان تكون لدينا قنوات اعلامية مقيمة فى المجلس لنقل فعاليات الانشطة محليا ودوليا.