السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أنا رئيس لكل المصريين بلا تفريق ولا إقصاء ولن أسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة هيبتها




تعهد الرئيس عبدالفتاح السيسى بإنجاز جميع استحقاقات خارطة الطريق، وعاهد الشعب بأنه سيسهر على احترام السلطة التنفيذية بجميع نصوص الدستور، وأكد تعهده بانجاز الاستحقاق الثالث وفقا للجدول الزمنى لخارطة المستقبل.
وقال الرئيس السيسى خلال كلمته إلى الشعب المصرى فى احتفال تنصيبه مساء أمس رئيسًا للجمهورية بقصر القبة بالقاهرة إن الوطن تعرض لتهديد حقيقى كان سيطال وحدة شعبه وسلامة أرضه ولكن ثورة الشعب فى 30 يونيو استعادت ثورة 25 يناير وصوبت المسار صونًا للوطن ووحدته.
وفيما يلى كلمة الرئيس السيسى:

السيد المستشار عدلى منصور رئيس جمهورية مصر العربية السابق، الإخوة والأخوات أبناء الشعب المصرى العظيم، إسمحوا بأن أتقدم بأسمى آيات التقدير والعرفان للسيد المستشار الجليل عدلى منصور على ما قدمه من عمل وطنى عظيم، ولقد أنجزتم يا سيادة المستشار الاستحقاقين الأول والثانى من خارطة المستقبل لشعب مصر على الوجه الأكمل، وإننى بدورى أعاهدكم وأعاهد الشعب المصر بأننى سأسهر على إحترام السلطة التنفيذية بجميع نصوص دستورنا هذا، كما أعاهدكم أيضا على إنجاز استحقاقنا الثالث وفقا للجدول الزمنى لخارطة المستقبل.
الإخوة المواطنون، أخاطبكم اليوم بعد أن أديت اليمين الدستورية رئيسا لجمهورية مصر العربية، أقسمت بأن أحافظ على النظام الجمهورى الذى أسست له ثورة يوليو المجيدة إحقاقا للحق وإرساء للعدالة والمساواة، وصيانة لكرامة المواطن المصرى، وأن أحترم الدستور والقانون، دستورنا الجديد، دستور دولتنا المدنية وحكمنا المدنى، دستور العمل والإرادة الذى يضم جميع أطياف مجتمعنا المصرى ينظم العلاقة بين السلطات ويصون الحقوق والحريات للجميع، أقسمت أيضًا بأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، كل الشعب، فإننى رئيس لكل المصريين لا تفريق بين مواطن وآخر ولا إقصاء لأحد، فلكل مصرى دوره الوطنى، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.
الوطن الذى تعرض لتهديد حقيقى كان سيطال وحدة شعبه وسلامة أرضه، ولكن ثورتنا الشعبية فى 30 يونيو استعادت ثورة 25 يناير، وصوبت المسار وتصون الوطن ووحدته محافظا عليه.
الإخوة والأخوات أبناء الشعب المصرى العظيم، لا أجد من الكلمات ما يعبر عن سعادتى بكم وصدق ظنى فيكم أن فرحتى الحقيقية اليوم هى بمدى وحدة وتماسك الشعب المصرى بقدر وعيكم السياسى ونضالكم الديمقراطى، لقد ضربتم للعالم أجمع مثالا فى التحضر وتحمل المسئولية، وبرهنتم على أن قدرتكم لم تتوقف عند حدود اسقاط أنظمة مستبدة أو فاشلة وإنما ترجمتها عقولكم وأيديكم إلى إرادة ديمقراطية حقيقية تم التعبير عنها فى صناديق الاقتراع للمرة الثانية فى أقل من خمسة أشهر.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى: فى هذه اللحظة التاريخية الفارقة من عمر أمتنا ومصيرها، أجد مشاعرى مختلطة ما بين السعادة بثقتكم والتطلع لمواجهة التحديات، وإثبات أن تلك الثقة كانت فى محلها، الخوف من الله والرجاء فى رحمته ومعونته أدعوه فى كل صلاة متوكلً غير متواكل أن يوفقنى ويعيننى على أداء مهمتى على الوجه الذى يرضيه عنى.
إن العقد الاجتماعى بين الدولة ممثلة فى رئيسها ومؤسساتها وبين الشعب لا يمكن أن يستقيم من طرف واحد وإنما يتعين أن يكون التزامًا على الطرفين، سوف نعتمد الحقيقة والمصارحة منهجًا لتطبيق عقدنا الاجتماعى، وكما سنتقاسم الاطلاع على حقيقة الأمر ونتشارك فى الجهد والعرق سوف نجنى معًا أيضًا ثمار جهدنا وتعاوننا إستقرارًا سياسيًا واستتبابًا أمنيًا ونموًا إقتصاديًا متنوعًا وعدالة اجتماعية وحقوقا وحريات مكفولة للجميع.
أبناء مصر الكرام، إن ثورتين مجيدتين فى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو قد مهدتا الطريق إلى بداية عزف جديد فى تاريخ الدولة المصرية، يكرس للقوة وليس للقمع، وصيانة للسلام وليس للعدوان، ودفاعًا عن دولة القانون والحق والعدل، يؤسس للقضاء على الارهاب وبث الأمن فى ربوع البلاد مع صيانة الحقوق والحريات.
عزف جديد فى تاريخ الدولة المصرية يدعم اقتصادًا عملاقًا ومشروعات وطنية ضخمة للدولة والقطاع الخاص واستثمارات مباشرة، مع الحفاظ على حقوق الفقراء ومحدودى الدخل وتنمية المناطق المهمشة، يصون منظومتنا القيمية والاخلاقية، يعززها ويحميها، ويكفل للفنون والآداب حرية الفكر والابداع، ويؤمن ويرحب بالانفتاح ويحافظ على الهوية المصرية وطبائعنا الثقافية.
وتابع: إننى لم أسع يوما وراء منصب سياسى، فلقد بدأت حياتى المهنية فى مؤسسة القوات المسلحة تعلمت فيها معنى الوطن وقيمتها وتحمل المسئولية، وتعلمت أيضا أن حياتنا وأرواحنا هى فداء للوطن، كما تعلمت فى تلك المؤسسة أنه لا هروب من ميدان القتال، فلقد استخرت الله متوكلاً عليه وانحزت إلى ارادة الشعب، وأقدمت على اعلان بيان الثالث من يوليو الذى صاغته القوى الوطنية بمشاركة الشعب لتبدأ مرحلة جديدة من عمر أمتنا.
معركة يتعين أن نخوضها بشرف وكرامة، فنحن لسنا مدانين لأحد ولا ننتظر فضلًا من أحد، فالدين لله والفضل من الله، وسنبنى باذن الله وطننا على أسس من العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية تكفل لنا الحرية والعيش الكريم، وإعلموا أنه اذا كانت مصر أثبتت مرة أخرى أنها عصية على الانكسار فإن ذلك بفضل الله يعود إلى وحدة الدولة شعبًا ومؤسسات.
ولا أخفيكم سرًا أنكم أنتم الذين منحتم الدولة المصرية وحكومتها ـ بوحدتكم خلف ثورتين وأهدافهما ـ ما يلزم من ثقة وتأييد وتمكين لتكون بلادنا مستقلة القرار رافضة لتدخل كائن من كان فى شأننا الداخلى.
الإخوة والأخوات : إننى أعى وأقدر تماما الإرث الثقيل من التجريف السياسى والتردى الاقتصادى والظلم الاجتماعى وغياب العدالة التى عانى منها جميعا المواطن المصرى لسنوات ممتدة، ولكنه ليس من الأمانة أو الواقعية أن أعد المواطن المصرى البسيط التخلص من هذه التركة المثقلة بمجرد تقلدى مهام منصبى الرئاسى، لكنى أشهد الله تعالى أننى لن أدخر جهدا لتخفيف معاناته ما استطعت، فلن أعارض مقترحا فى صالحه وسأتخذ ما يمكن من اجراءات للبدء فى تحسن أوضاعه، ولن أتوانى يوما أن أضمد جراح أى مصرى أو أن أساهم فى تخفيف آلامه أو تبديد خوفه على أحد من أبنائه.
وفى سبيل تحقيق ذلك سنعمل معا جميعا من أجل أن ينعم كل مواطن مصرى بالسعادة والرفاهية فى ظل مصر الجديدة تنعم بالاستقرار والرخاء.
أبناء مصر أتطلع إلى عصر جديد يقوم على التصالح والتسامح من أجل الوطن، تصالح مع الماضى وتسامح مع من اختلفوا من أجل الوطن وليس عليه، تصالح ما بين أبناء وطننا باستثناء من أجرموا فى حقه أو اتخذوا من العنف منهجًا.
أتطلع إلى انضمام جميع أبناء الوطن، كل من يرون مصر وطنا لنبنى سويا مستقبلا لا إقصاء فيه لمصرى، وتحقيق العيش والحرية والكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية، وأما من أراقوا دماء الأبرياء وقتلوا المخلصين من أبناء مصر، فلا مكان لهم فى تلك المسيرة، وأقولها واضحة جلية، لا تهاون ولا مهادنة مع من يلجأ إلى العنف، ومن يريدون تعطيل مسيرتنا نحو المستقبل الذى نريده لأبنائنا، لا تهاون ولا مهادنة مع من يريدون دولة بلا هيبة.
أعدكم بأن المستقبل القريب سيشهد استعادة الدولة المصرية لهيبتها على التوازى مع جهدنا جميعا ـ أنتم وأنا ـ لتحقيق الآمال والتطلعات.
إن تحقيق التنمية الشاملة بمختلف صورها وشتى مناحيها يتطلب بيئة أمنية مواتية تطمئن رأس المال وتجذب السياحة والاستثمار وتؤمن للمشروعات الصناعية مناخها المناسب، ومن ثم فإن دحر الارهاب وتحقيق الأمن يعد على رأس أولويات مرحلتنا المقبلة، ولذا فإننا سنعمل على تطوير جهاز الشرطة ومضاعفة قدرته على تحقيق الأمن وإقرار النظام، وإعادة الأمن والاطمئنان النفسى للمواطن المصرى.
إننا بحاجة إلى تحديث المنظومة الأمنية وقدرة العاملين بها وإعادة نشر الأمن والاستقرار فى الشارع المصرى وإرساء علاقة صحية بين أجهزة الأمن والشعب، تحكمنا مبادئ القانون وصون الكرامة واحترام الحرية، ويتعين أن يتواكب مع ذلك اهتمام مكثف من النواحى الوظيفية والانسانية لرجال الشرطة البواسل وأسرهم، غاية تتناسب مع حجم التضحيات التى قدموها والتى سيقدمونها من أجل سلامة هذا الوطن وأمن مواطنيه.
كما أن المرحلة المقبلة تتطلب دورا وطنيا لرجال الأعمال الوطنيين الشرفاء الذين ستعمل الدولة على توفير المناخ اللازم لازدهار أعمالهم وتنمية استثماراتهم، ونحن مقبلون على مرحلة التنمية الصناعية والزراعية، فهذان القطاعان هما جناحا التنمية الاقتصادية، لاسيما فى بلادنا التى تتوافر فى مقوماتها فرص جيدة لنجاحنا معا دون تعارض بل يكمل كل منهما الآخر.
وتنعكس تنمية كل قطاع منهما إيجابيا على الآخر، ويتعين النهوض بقطاع الصناعة عصب الاقتصاد المصرى والسبيل إلى خلق فرص العمل وتشغيل الشباب، لا سيما من خلال تشجيع اقامة الصناعات كثيفة العمالة.
سنعمل على اصلاح المنظومة التشريعية لتحفيز قطاع الصناعة وتيسير حصول المستثمرين على الأراضى والتراخيص لإقامة المشروعات الصناعية ولم نغفل الاستثمار فى الثروة المعدنية والمحجرية لمصر، وسنعمل تدريجيا على وقف تصدير المواد الخام التى تتعين معالجتها وتصنيعها لزيادة القيمة المضافة وتحقيق العائد المناسب، إضافة إلى تدوير المخلفات واستخدامها لتوليد الطاقة الحيوية.
وسنعمل من خلال محورين أساسيين إحدهما يدشن للمشروعات الوطنية العملاقة مثل مشروع تنمية محور قناة السويس وانشاء محطة الضبعة للطاقة النووية وتعظيم الاستفادة من الطاقة الشمسية لانتاج هائل من الكهرباء.
اما المحور الآخر، فيختص باقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التى تحقق انتشارا أفقيا فى المناطق المحورية، ويوفر مدخلات بسيطة فى مختلف مراحل العملية التصنيعية بما يوفر العملات الصعبة وينهض بالمناطق المهمشة والأكثر فقرًا.
أما التنمية الزراعية، فسيكون له نصيب كبير من جهود التنمية فى المرحلة المقبلة وذلك من خلال العمل على عدة محاور أهمها مشروع ممر التنمية وما سيوفره من أرض صالحة للزراعة، فضلا عن إعادة تقسيم المحافظات المصرية وخلق ظهير زراعى لكل محافظة واستحداث نظام (الصوب الرأسية) فى الزراعة مما سيضاعف من انتاجية الفدان، ويوفر فرص عمل جديدة فضلا عن الاعتماد على الأساليب العلمية للرى ومعالجة المياه.
وأعتزم أن يتواكب مع النهوض بهذا القطاع نهوض بأوضاع الفلاح المصرى والتصدى لمشكلاته وأهمها توفير الأسمدة والنظر فى بعض مديونيات صغار المزارعين لدى بنك التنمية والإئتمان الزراعى الذى يتعين تطويره بشكل شامل ليساهم فى مرحلة التنمية المقبلة، وليكون أكثر عونا للفلاح المصرى.
كما أعتزم أن يكون النهوض بقطاعى الصناعة والزراعة أحد المحاور الأساسية لرؤيتى لتحقيق التطوير الشاملة فى مصر والتى ستتضمن كافة القطاعات فى القلب منها قطاع الصحة.
حيث سيتم تخصيص نسبة من الانفاق العام تتصاعد تدريجيا لصالح قطاع الصحة ووضع هيكل عادل لأجور العاملين فيه وإضافة مرافق طبية جديدة، والتركيز على توفير الرعاية الطبية المتميزة لكبار السن ولذوى الاحتياجات الخاصة، وذلك جنبا إلى جنب مع تطوير قطاع التعليم الذى يتعين أن يشمل كافة عناصر العملية التعليمية (الطالب والمعلم والمناهج والأبنية التعليمية)، بما تحتاجه من معامل ومكتبات ومسارح وملاعب رياضية.
ويتعين أن تشهد منظومة تطوير التعليم الإرتقاء بالتعليم الفنى ودعمه وربط التعليم باحتياجات سوق العمل، كما سيكون لقطاع المحليات نصيب موفور من الاهتمام حيث سيتم العمل على إنشاء محافظات جديدة وتوسيع البعض الآخر وربط المحافظات بحدودها الجديدة بشبكة طرق داخلية فضلا عن إنشاء شبكة طرق دولية، كما سيتم انشاء عدة مطارات وموانئ ومناطق حرة واقامة عدة مدن ومراكز سياحية جديدة.
الإخوة والأخوات : إننى أود فى هذا الصدد أن أشير إلى أن التنمية الاقتصادية لا يمكن أن تؤتى ثمارها المرجوة أو تحقق نهوضا شاملا بالوطن دون أن تتواكب معها تنمية اجتماعية، فعلينا أن نعمل كى تصل ثمار تنميتنا الاقتصادية إلى جميع أبناء الشعب وفى مقدمتهم البسطاء ومن هم أكثر احتياجا.
يجب أن نعمل على تحقيق طفرة حقيقية فيما تقدمه الدولة من خدمات للمواطنين، إلا أن الدولة لن تنجح فى ذلك بطبيعة الحال إلا إذا زاد عملنا وانتاجنا، ويتعين أن تتواكب مع التنمية بشقيها الإقتصادى والاجتماعى تنمية ثقافية يساهم فى احداثها مبدعو ومثقفو واعلاميو وفنانو مصر، فإن عليهم دورا أساسيا، دورا يخاطب عقول الناس وأرواحهم، يصحح الفكر الخاطئ ويرتقى بإحساسهم، يحفزهم على المزيد من العمل والانتاج، ويصوب الذوق العام للشعب المصرى، يعيد للآداب والفنون المصرية رونقها وينمى إسهامها فى التوثيق لهذه الحقبة من تاريخ أمتنا.
وعلى قدر ما استحسنتم الإسهام الفنى لتحفيز مشاعر المصريين الوطنية وتشجيعهم على المشاركة السياسية بقدر ما استشعرت غيابا لعمل وطنى ملحمى يؤرخ لثورتين مجيدتين، ويعد بمثابة أيقونة فنية تطوف العالم وتخلد ذكرى شهدائنا وذلك على غرار الأعمال الفنية الكبرى ذات الطابع العالمي.
أما تجديد الخطاب الدينى فإن أهميته التى تنطوى على تعزيز الجانب القيمى والأخلاقى تشمل أيضا الحفاظ على الصورة الحقيقية المعتدلة لديننا الاسلامى الحنيف وتشكيل عقول ووجدان المسلمين سفراء هذا الدين الذين يقدمونه إلى العالم، واذا كان الإمام المستنير محمد عبده قد قال بعد رحلة أوروبية « رأيت فى أوروبا إسلاما بدون مسلمين، ورأيت فى بلادنا مسلمين بلا إسلام، على الرغم من أن الحالة الأخلاقية آنذاك كانت أفضل كثيرا مما نحن عليه الآن، فما عسانا أن نقول لما يحدث فى مجتمعنا هذه الآيام، مخطئ من حصر دور الدين فى الحياة على الطقوس والعبادات دون المعاملات، فالدين المعاملة، وكما قال الرسول الكريم (ص ) من لا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له.
اين انعكاس العبادات فى معاملاتنا فى حياتنا اليومية، العمل عبادة، احترام الكبير والرحمة بالصغير، التزام السلوك المتحضر فى الشارع المصرى، أداء الأمانات والحقوق، هل هذه هى مصر التى نرغبها، التى قمنا بثورتين من أجل مستقبل شعبها؟.
أوجه دعوة خالصة من القلب إلى كل أسرة مصرية ولكل مدرسة ولكل مسجد ولكل كنيسة، بثوا الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة والمثل العليا فى القلوب، إغرسوها فى العقول، اتخذوا منها أساسا لتربية النشء وتهذيب النفوس، فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
ولا يمكننا الحديث عن تجديد الخطاب الدينى دون التطرق إلى دور الأزهر الشريف، منارة علوم الدين والتنوير ذات الألف عام، التى نشرت الإسلام وبثت تعاليمه الصحيحة فى كافة الدول الإسلامية بما فيها الدول غير العربية فى آسيا وأفريقيا.
إننا بحاجة إلى استقاء العلم من أهله وليس من كل مدع أراد اكتساب سلطة من خلال التستر وراء الدين، أقول لكم إن مصر غنية بعلمائها وفقهائها..
اننى أتطلع إلى أن يواصل الأزهر الشريف دوره لتجديد وتصحيح الخطاب الدينى وأن يستمر فى جهوده لنشر صورة الإسلام الحقيقية المعتدلة السمحة، بعدما طال ديننا الحنيف من تشويه.
ولا يمكن أن نغفل أيضا دور الكنيسة المصرية العريقة التى قامت بدور فعال فى نقل صورة حقيقية للنسيج الوطنى الواحد فى مواجهة الذين يروجون بنوايا خبيثة للفتن والانقسام بين أبناء هذه الأمة، لذلك فإن الدور الوطنى الذى أداه الأزهر الشريف والكنيسة المصرية من انحياز لإرادة الشعب لابد أن يكون موصولا بمشاركة ايجابية وتفعيل كامل لدور هاتين المؤسستين فى بناء الوطن وتقدمه.
 إن تنفيذ هذه الرؤية التنموية الشاملة بجوانبها الإقتصادية والإجتماعية والثقافية يتطلب دورا أساسيا لمؤسسات الدولة المصرية، فهى عصب إدارتها وعقلها المفكر وساعدها المنفذ، ويتعين أن تعمل معا بتنسيق تام وفكر منظم وتخطيط مستقبلى، لا ترتبط بأفراد وإنما تعمل وفقا لإدراك واضح لمعنى ومفهوم.
دولة المؤسسات التى تنتقل من عهد إلى آخر، تطور ذاتها دوريا وتلم بمقتضيات الحاضر ومتطلبات المستقبل، إن تلك المؤسسات يتعين عليها أن تدرك ما هى أدوارها التى أنشئت من أجلها فتلتزم كل مؤسسة بدورها الوطنى ولا تسىء استخدامه.
لن أسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة هيبتها وصلاحيتها بكل ما أعنيه ذلك من أثر وإنعكاسات هدامة على الاثنين معا، قيادة مصر واحدة فقط.
إننى أدعو القائمين على مؤسسات الدولة المصرية إلى تطويرها واصلاحها، ولتكن محاربة الفساد شعارها وشعارنا فى المرحلة المقبلة، وأؤكد أن مواجهة الفساد ستكون مواجهة شاملة ضد الفساد بكافة أشكاله، لن أقول أنه لن يكون هناك تهاون مع الفاسدين وإنما لن تكون هناك رحمة مع أى ممن يثبت تورطهم فى أى قضايا فساد أيا كان حجمها.
إن مرحلتنا المقبلة تتطلب كل جهد مخلص صادق يضع الحفاظ على المال العام نصب عينيه، فالنتقى الله جميعا فى هذا الوطن وشعبه.
الإخوة المواطنون : يقودنى الحديث عن الإصلاح والتطوير إلى الحديث أيضا عن تصويب وتصحيح المفاهيم، وفى مقدمتها مفهوم المواطنة، وهو المبدأ الحاكم لحياتنا على أرض هذا الوطن، فلا فرق بين مواطن وآخر فى الحقوق والواجبات، لا سبب ولا حتى قناعاته السياسية مادام فى طريقها السلمي.
إن تطبيق مفهوم المواطنة فى معناه السليم سيحقق العدل والمساواة بين أبناء هذا الوطن، وسيكون التميز والكفاءة والإجادة هى المعايير الحاكمة للحصول على الفرص المناسبة لنعطى كل ذى حق حقه وفرصته المناسبة لخدمة الوطن إذا أردنا أن نبنى وطنا مستقرا، وطنا عادلا يربى فى نفوس أبنائه قيمة العلم والعمل والولاء والإنتماء، ويؤسس لديمقراطيتنا التى لا تقتصر على حرية ممارسة الحقوق السياسية أو الحريات المدنية وإنما تمتد لتشمل تكافؤ الفرص ورفع الظلم والعدالة فى توزيع الدخول، ولا تتوقف عند حدود نتائج صناديق الاقتراع.
وفى سياق تصويب المفاهيم، أود أن أتطرق إلى مفهوم الحرية، ما هى الحرية ؟ إن الحرية قرينة الالتزام وتظل مكفولة للجميع ولكنها تتوقف عند حدود حريات الآخرين، لها إطارها المنظم وما يحويها من قوانين وقواعد دينية وأخلاقية تتسم بالنقد، ولكن بموضوعية دون تجريح ودون ابتذال، أما ما دون ذلك فهى أى شىء آخر إلا أن تكون حرية إنما هى فوضى وحق يراد به الباطل.
الإخوة والأخوات، إن دوركم فى مرحلة البناء المقبلة لا يقل أهمية عن دور مؤسسات الدولة، فنحن جميعا مطالبون بأن نعلى قيمة الإيثار وإنكار الذات، فلا صوت سيعلو فوق صوت مصلحة الوطن، ويتعين أن تتضافر جهودنا جميعا، فالمرأة المصرية مدعوة أكثر من أى وقت مضى لتساهم كما عهدناها مساهمة جادة وبناءة فى مرحلتنا المقبلة حتى وإن لم تكن إمرأة عاملة، ولمن يقللون من دور المرأة العاملة، أقول أنتم لن تدركوا شيئا لا من حكمة الخالق ولا من دور المرأة فى حياتنا، فهى سر وجود المجتمع واستمراره، ميلاد ونشأة وحياة، ولقد برهنت المرأة المصرية على وعيها السياسى ودورها الأساسى فى المجتمع واستلهمت روح مشاركتها الفاعلة فى ثورة 1919، فشاركت فى ثورتين عظيمتين، ثم نزلت بكثافة سواء فى الاستفتاء على الدستور أو فى الإنتخابات الرئاسية.
تحية وتقديرًا وإعجاب بدور المرأة، وثقتى كاملة فى أنها ستواصل عطاءها وتصون دورها، أما وأختا وزوجة وإبنة، وستبذل جهودها كمواطنة فاعلة فى مرحلة البناء المقبلة، وإننى أعدها بأننى  عرفانا بدورها الفاعل فى المجتمع وانشغالها الفاعل وتقديرًا لدورها النشط فى استحقاقاتنا الوطنية الأخيرة ـ سأبذل كل ما فى وسعى لتحصل على تمثيل عادل فى المجلس النيابى المقبل، وفى المناصب التنفيذية المختلفة.
ولشباب مصر وشباتها أمل المستقبل، حاملى مشاعل العلم والتنوير، فأقول لهم : هذا الوطن لكم وبكم، أنتم من سيعمرونه وسيبنونه، وسينهض بشتى مناحيه، اعملوا وساهموا فاعلية، دوركم مقدر وجهدكم محمود، ولكنه لم يكتمل بعد فأنتم أشعلتم غزوة الثورة وأكملتم مسيرتها بالتعاون مع كافة فئات الشعب، ولكن الوطن لا يزال فى حاجة ماسة إلى عملكم وإخلاصكم لروحكم الممتلئة بالأمل والحياة، روح الاستمرار والتجديد، وأنتم مقبلون على مرحلة البناء والتمكين، ساهموا عبر القنوات الشرعية فى إثراء الحياة السياسية والإقتصادية والاجتماية لوطنكم.
وإننى من موقعى هذا، أقول يا شباب مصر، أنتم الأمل وأنتم المستقبل وأنتم من سيبنى مصر الجديدة بسواعدكم وعقولكم، مصر الجديدة بدستورها الجديد وما به من حقوق وواجبات وحريات ومسئوليات، وأما أنا فسأسعى بعونكم ومساندتكم لتحقيق غد أفضل لكم ولأبنائكم، رئيسا لمصر ولكل المصريين، شبابا وشيوخا، نساء ورجالا.
وإلى بسطاء هذا الوطن أقول : تحملتم الكثير لعقود مضت وبدلا من تحقيق أحلامكم فى العيش الكريم تضاعفت معاناتكم خلال السنوات الأخيرة التى مرت ثقيلة صعبة واصطدمت أحلامكم بمعوقات كثيرة حالت دون تحقيقها.
أعدكم جميعا بأننى سأبذل كل ما فى وسعى ولن أدخر جهدا، سأعمل لساعات طويلة من أجلكم دون كلل أو ملل، وكلى ثقة فى أنكم ستعملون مثلى وأكثر، كما أعدكم وأعد كل المصريين بأننا سنجنى الثمار خلال هذه الفترة الرئاسية وبأن الدولة ومؤسساتها ستحرص على تحقيق معدلات انجاز غير مسبوقة ما دمتم وراءها بعقولكم وسواعدكم، نعم بمشيئة الله تعالى أعد البسطاء ومحدودى الدخل من المصريين بحياة أفضل خلال السنوات الأربع القادمة إن شاء الله.
أبناء الشعب المصرى الكريم لقد تمكنا بفضل الله الكريم واستطعنا بتعاون جاد ونية خالصة أن ننجز الاستحقاقين الأول والثانى من خارطة المستقبل على الوجه الأكمل، وسنعمل بذات الروح الوطنية لاستكمالها واتمام الاستحقاق الرئيسى الثالث وهو الانتخابات البرلمانية، فاعلموا أن أصواتكم أمانة وأن اختياركم لنواب الشعب سيترتب عليه الكثير، إننا بحاجة ماسة لمجلس نواب جديد يساهم اسهاما جوهريا فى احالة نصوص دستورنا الجديد إلى قوانين ملزمة تترجم ما فيه من حقوق وحريات إلى معان وواقع يمارسه عملا لا قولا، وإن هذا المجلس تختلف صلاحياته بموجب الدستور الجديد عما سبقه من مجالس، لذا فإن أصواتكم شهادة، فلا تكتموها أعطوها لمن يستحق، دققوا وأحسنوا الاختيار فى من يمثلكم ومن يرعى مصالحكم وينقل أصواتكم بأمانة ويتخذ من النزاهة والحيدة دستور عمل وحياة، من يكون لكم عونا ولآمالكم محققا ولوطنكم حافظا أمينا.
أبناء مصر إن مزايا الأوطان كما تكون نعيما لأهلها فإنها تفرض عليهم أيضا أن يبذلوا جهودا مضاعفة لصيانتها وتنميتها والذود عنها، مصر الكنانة مهد الحضارة حباها الله بنعم عظيمة وآلاء جسيمة فاضحى لجغرافيتها تاريخا يتحرك وتاريخها جغرافيا ساكنا، مصر الفرعونية ميلادا وحضارة العربية لغة وثقافة والافريقية جذورا ووجودا، المتوسطية طابعا وروحا، مزيج فريد قلما يتكرر بين بلاد الدنيا ويفرض علينا جميعا أن نرتقى لحجم المهمة وقدر المسئولية الملقاة على عاتقنا للحفاظ على دور هذا الوطن الرائد فى مختلف دوائر السياسة الخارجية المصرية والذى لن يتأتى دون العمل والبناء فى الداخل.
فمصر الداخل هى التى تمتلك محددات وقدرات هى التى ستوجه دفة سياستنا الخارجية وهى التى ستحدد موقعنا على الصعيد الدولى، فكلما كانت جبهتنا الداخلية قوية وموحدة واقتصادنا قوى كما كان قرارنا مستقلا وصوتنا مسموعا وارادتنا حرة، فإن مصر العربية يتعين أن تستعيد مكانتها التقليدية، شقيقة كبرى تدرك تماما أن الأمن القومى العربى خط أحمر، أما أمن منطقة الخليج العربى فهو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصري.
 إننا بحاجة إلى مراجعات شاملة لكافة أوجه آليات العمل العربى المشترك، لا نجتمع ونتحدث بل نتخذ القرارات الكفيلة بتحقيق أمننا العربى المهدد فى العديد من دوائره.
وستظل القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى وملفا من ملفات السياسة الخارجية المصرية، فمصر تعلى مصالح الشعوب العربية على صغائر جماعات ضيقة، مصر التى أخذت على عاتقها الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى الشقيق وستواصل مسيرتها لدعمه حتى يحصل الشعب الفلسطينى الشقيق على حقوقه المشروعة ويحقق حلمه وحلمنا جميعا، دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
أما مصر الأفريقية رائدة تحرر واستقلال القارة السمراء، فإننى أقول لمن يحاول فصلها عن واقعها الافريقى، لن تستطيع فصل الروح عن الجسد، فمصر أفريقية الوجود والحياة، وأقول لأبناء الشعب المصرى العظيم ـ الذى قامت حضارته العريقة على ضفاف نهر النيل الخالد ـ لن أسمح لموضوع سد النهضة أن يكون سببا لخلق أزمة أو مشكلة أو أن يكون عائقا أمام تطوير العلاقات المصرية سواء مع أفريقيا أو مع إثيوبيا الشقيقة، فإن كان السد يمثل حقها فى التنمية، فالنيل يمثل لنا حقنا فى الحياة.
النيل الذى ظل رمزا لحياة المصريين منذ آلاف السنين والى جانب استمراره كشريان حياة المصريين علينا أن نعمل ليصبح واحة للتنمية والتعاون فيما بين دول حوضه، وكما شهدت علاقات مصر الأفريقية تطورا تاريخيا بدءا من مساندة حركات التحرر والاستقلال ومرورا بدعم أشقائنا الأفارقة من خلال التعاون الفنى لأبناء القارة الأفريفية فى شتى المجالات، فإن تلك العلاقات يتعين أن تتطور لتحقيق الشراكة فى التنمية فى شتى المجالات الصناعية والزراعية والتجارية، فمصر بوابة العالم إلى أفريقيا ونافذة أفريقيا على العالم.
أما علاقاتنا الدولية المقبلة فستكون علاقات ديمقراطية متوازنة ومتنوعة لا بديل فيها لطرف عن آخر، فمصر تستطيع الآن أن ترى كافة جهات العالم، مصر الجديدة ستكون منفتحة على الجميع لا تنحصر فى اتجاه ولن تكتفى بتوجه.
نحن نتطلع إلى تفعيل وتنمية علاقاتنا لكل من أيد أو سيؤيد ارادة الشعب المصرى، ونتعهد معهم على التعاون معهم فى شتى المجالات، ذلك التعاون الذى يقتصر الاعتزاز به على الدوائر الرسمية، وإنما امتد ليستقر فى وجدان شعوبنا ويرتبط فى أذهاننا بمشروعات وطنية عملاقة وقاعدة لاستقبال الصناعات الثقيلة.
فمصر بما لديها من مقومات يجب أن تكون منفتحة فى علاقاتها الدولية، لقد مضى عهد التبعية فى تلك العلاقات التى ستحدد من الآن فصاعدا طبقا لمدى استعداد الأصدقاء للتعاون وتحقيق مصالح الشعب المصرى، إن مصر نقطة توازن واستقرار فى الشرق الأوسط، ممر عبور تجارة العالم الدولية، مركز الاشعاع الدينى فى العالم الاسلامى بأزهرها الشريف وعلمائه الأجلاء، ستعتمد الندية والالتزام والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية كمبادئ أساسية لسياساتها الخارجية فى المرحلة المقبلة.
وأخيرا، فكما تعلمون، اختارت مصر بإرادتها ومن موقع القوة والانتصار أن تكون دولة سلام، فإننى أجدد بهذه المناسبة التزامنا بتعهداتنا الدولية واتفاقياتنا التعاقدية التاريخية منها أو الحديثة والمعاصرة، وما سيكون من تعديل فيها إن استدعى الأمر فسيتم بالتشاور والتوافق بين الأطراف المتعاقدة وبما يحقق المصالح المشتركة.
الإخوة المواطنون : أوجه تحية إجلال لأرواح كل شهدائنا، شهداء ثورتينا وشهداء قواتنا المسلحة وجهاز الشرطة، إننى أقدر تضحيتهم من أجل الوطن، وأعى تماما حجم المعاناة والألم النفسى الذى عاناه ذووهم، إن أرواحهم التى تنعم فى الفردوس الأعلى ستظل تطالبنا بحب هذا الوطن والتضحية من أجله والعمل سويا لصياغة مستقبله.
وأقول لأرواحهم الطاهرة لقد دافعتم معنا ليس فقط عن مصر، ولكن عن المنطقة بأسرها، وليس فقط عن هويتنا، ولكن أيضا عن ديننا الاسلامى الحنيف بحقيقته واعتداله، فقدروا تضحيات شهدائنا وترفقوا بالوطن، وحدوا الكلمة والصف، ولا تفرقوا، وكفى وطننا ينوء بحمل مشكلات إن لم ننتبه إليها ونعالجها سريعا قد يحدث ما لا يحمد عقباه.
أقول لكم، أعينونى بقوة نبنى وطننا الذى نحلم به ونستظل فيه بظلال الحق والعدل والعيش الكريم، ونتنسم فيه رياح الحرية والالتزام، ونلمس فيه المساواة وتكافؤ الفرص وجودا حقيقيا ودستور حياة، واعلموا دوما أن سفينة الوطن واحدة فإن نجت نجونا جميعا.
أبناء مصر، إنى كلى تفاؤل بهذا الوطن، ولكن الله ـ الذى أمر أن نتفاءل بالخير نجده ـ دعانا إلى العلم والعمل، إلى الوحدة والتوكل وليس التواكل، فالملك لا يبنى على جهل ومناهج التخوين لا تفضى إلا إلى الفشل، انى أدعوكم جميعا أن نثبت لكل من أراد أن يفرقنا أو يكسر وحدتنا أنه قد أساء الفهم وأخطأ قراءة التاريخ، فنحن نبض قلب واحد، وحدتنا لا تقبل التبديل.
وندعو الله العلى القدير معا أن يوفقنا لما فيه خير بلادنا ونبتهل إليه أن يديم علينا رحمته ومحبته وأن يحفظ مصر وشعبها لتظل دائما بلد الأمن والأمان والاستقرار، مصداقا لقوله الكريم: ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين.. صدق الله العظيم.. تحيا مصر آمنة مستقرة.. تحيا مصر أبية كريمة.. تحيا مصر بحفظ الله وعنايته.

 

ردود الأفعال العالمية


الصحف الأجنبية والعربية: السيسى الرجل القوى لتلك المرحلة

كتب: مى فهيم ومحمد عثمان وإسلام عبدالكريم ووسام النحراوي


اهتمت الصحف الأجنبية ووكالات الأنباء العالمية بمتابعة الخطاب الأول للرئيس المصرى المنتخب عبد الفتاح السيسى عقب حفل تنصيبه ليقود البلاد لأربع سنوات قادمة. فأشار موقع «سى ان ان» الإخبارى الأمريكى إلى أن السيسى يقود البلاد فى فترة تشهد تغييرات مهمة  على الصعيد الداخلى والخارجي، وأردف التقرير إلى تطلع الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز شراكتها الاستراتيجية ومصالحها المشتركة مع مصر السيسى.
بينما وصفت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية السيسى بالرجل القوى، مشيرة إلى أنه بدا فى كامل سلطته وسيطرته على الدولة المصرية. وأنه بالرغم من الإضطرابات السياسية التى شهدتها البلاد طيلة السنوات الثلاث الماضية فإن «السيسى» لديه القدرة على تصحيح أخطاء الماضى.
فيما أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن «السيسى» يمكنه التغلب على الخلل الاقتصادى والاستقطاب السياسى الذين أفسد تجربة مصر خلال مرحلتها الانتقالية نحو الديمقراطية طيلة ثلاث سنوات.
فيما رأت القناة التليفزيونية الثانية الإسرائيلية أن تنصيب السيسى كان تاريخيا، إذ أنها المرة الأولى فى التاريخ المصرى التى يسلم فيها رئيس السلطة لرئيس منتخب آخر. وقالت صحيفة «معاريف» إن وصول «السيسي» للحكم هو عهد جديد بمصر.
عربيا اهتمت الصحف العربية بالحدث، فذكرت صحيفة «الرياض» السعودية أن الاحتفال بتنصيب «السيسى» يؤكد مدى قيمة مصر ودورها القادم على المستوى المحلى والعربى والخارجى، مضيفة أن «المملكة ومعها بعض دول الخليج العربى، ستكون مركز الثقل فى التعاون المفتوح والانتقال السلس، فى دعمها باعتبارها ركيزة الأمن والقوة فى منطقتها».
وألقت صحيفة «عكاظ» بالضوء على الجانب الاقتصادى فى عهد «السيسى»، إذ تأتى الأولوية فى العمل المنهجى للقضاء على البطالة، وتقديم خارطة طريق لدعم عودة شركات ومصانع القطاع العام المتعثرة والمتوقفة، وتهيئة المناخ الملائم للاستثمار الجاذب للمزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وفى الإمارات، أوضحت صحيفة «الخليج» أن «السيسى» لا يملك عصا سحرية تخرج مصر من أزماتها الاقتصادية والأمنية والاجتماعية فى غضون أيام أو أشهر لكن بالعمل والإرادة والثقة والإصرار يمكن تحقيق الإنجازات ومراكمتها بحيث تشكل نواة لعمل متواصل وتؤسس لتغيير يحدث فرقا بين الأمس واليوم والغد ويشعر معه المواطن المصرى بأن ثورته من أجل العيش والحرية والديمقراطية تحقق أهدافها ويلمسها على أرض الواقع.
وقالت صحيفة «البيان» تحت عنوان «مصر لا تقبل القسمة على اثنين»، أن مساندة الإمارات لمصر فى جمهوريتها السادسة لا يحق لأحد حصرها وتصغيرها فى إطار مساندة اتجاه سياسى ضد آخر فهذه إذابة غير أخلاقية لدوافع الإمارات التى تريد رد الروح إلى مصر شعبا ودولة.
فى حين أكد صحيفة «الاتحاد» أن المشهد المصرى كان عظيما محليا وإقليميا وستكون له تأثيراته الدولية.
فى سياق متصل، قالت صحيفة «الرؤية» العمانية أن كلمة «السيسى» فى الحفل تؤكد أن مصر ستشهد حقبة تاريخية جديدة، وأنه  سيؤسس لمصر المستقبل كى تكون دولة قوية ومزدهرة وسيعيد لها دورها الإقليمى والدولى.
وقالت صحيفة «الجريدة» الكويتية تحت عنوان «مصر تدخل عهد السيسى» أن الخطاب الذى ألقاه الرئيس السيسى كشف عن أن اهتمامه الخارجى يركز على المنطقة العربية والقارة الأفريقية والعالم الإسلامى، مشيرة إلى أنها نفس الدوائر الدبلوماسية المصرية أثناء فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وتحت عنوان «تنصيب رجل مصر القوى»، قالت صحيفة «الأنباء» إن آمالًا كبيرة بمرحلة جديدة تعود فيها مصر الشقيقة إلى ازدهارها واستقرارها وريادتها، ارتسمت أمس مع تنصيب السيسى رسميا رئيسا جديدا فى لحظة تاريخية.


بكاء عدلى منصور.. وازدحام الضيوف فى قصر القبة.. ومنير والفخرانى على مائدة واحدة

 كتب : أحمد إمبابى - إسلام عبد الوهاب
شهد حفل تنصيب الرئيس الجديد المنتخب عبدالفتاح السيسى حضورا كبيرا من المسئولين والشخصيات العامة والوفود العربية الافريقية والاجنبية وممثلى القوى السياسية وممثلى اسر الشهداء ووفد من مختلف القطاعات والشرائح المجتمعية.
وجاءت عدد الشخصيات التى تلقت دعوات بالمشاركة فى الاحتفالية 1200 شخص، وتوافد الضيوف والمدعوون للحفل قبلها بثلاث ساعات ، حيث خصصت مؤسسة الرئاسة مدخلًا بقصر القبة الرئاسة للضيوف وسط اجراءات امنية مشددة وتفتيش للسيارات.
خصصت مؤسسة الرئاسة مكان الاحتفال بمنتصف حديقة قصر القبة، وقامت بتجهيز مكان الاحتفالية واماكن الانارة وتوزيع اجهزة النقل التليفزيونى التابعة للتليفزيون المصرى ، وحرص كثير من الضيوف على الدخول إلى قاعة الاحتفال مترجلا فى داخل حديقة القصر التى لا تبعد عن باب الدخول سوى بحوالى مائتى متر، فى حين استقل كبار السن وبعض الضيوف سيارات صغيرة لنقلهم لمكان قاعة الاحتفال .
وفى حديقة قصر القبة وبجوار مكان الاحتفالية، قامت مؤسسة الرئاسة بتقديم مأدبة استقبال للضيوف قبل الاحتفالية، حيث اصطف وزراء حكومة المهندس ابراهيم محلب فى مقاعد مجاورة للضيوف من الوفود العربية والاجنبية وسفراء الدول الاجنبية بمصر، فى حين اصطف عدد من الاعلاميين والفنانين على مأدبة واحدة مثل المطرب محمد منير والفنان الكبير يحيى الفخرانى .
الاحتفالية شاركت فيها بعض اسر الشهداء ، وعدد من ذوى الاحتياجات الخاصة ، وممثلو عن قطاع السياحة ، وممثلين فى حين جاء وفد نقابة الفلاحين باتوبيس خاص بهم، كما حضر ممثلى عن العمال والمجلس القومى للمرأة .
كما شارك رؤساء الاحزاب السياسية ونقباء النقابات المهنية ، وعدد من الفنانين والاعلاميين ورؤساء تحرير الصحف، واعضاء لجنة الخمسين التى وضعت الدستور الجديد ، ورؤساء الهيئات القضائية.
خضع قصر القبة لتأمين مكثف من الداخل والخارج ، وقبل بدء الاحتفالية حلق عدد من المروحيات فى محيط قصر القبة لتأمينه، فى حين كانت قوات الحرس الجمهورى تؤمن مداخل ومخارج القصر .
فى حين تجمع مئات المواطنين امام قصر القبة احتفالا بتنصيب الرئيس السيسى ، ومع دخول الرئيس الجديد بدءوا فى إطلاق الألعاب النارية احتفالا به.
المشهد خارج قصر القبة - بالتأكيد- يختلف كلياً عما شاهده المصريون عبر شاشة التليفزيون، حيث بدأ توافد الحضور من الساعة الخامسة مساء وحتى السابعة و45 دقيقة. ولم يكن هناك أى تكدس مرورى أمام البوابة رقم 3 المواجهة لمنحطة مترو «سراى القبة» المخصصة لدخول الشخصيات العامة - حاملى الدعوات الخاصة - وكان التعامل «ذكيًا» للغاية من قبل قوات الشرطة التى لم تقم بأى تحويلات مرورية بل ان بعض الشباب من ساكنى منطقة قصر القبة المعتادين على الجرى يوميًا حول القصر كانوا يقومون بممارسة رياضتهم اليومية واقتصر الأمر فقط على غلق محطة مترو أنفاق كوبرى القبة.
عقب الحفل كانت هناك مأدبة عشاء ولم يقترب منها أحد!
قاطع احد الحضور السيسى فى بداية الكلمة وهتف قائلا « نحن معاك ياريس»، ورد عليه «وانا معاك».
اختتم الرئيس السيسى الاحتفالية بموقف أثر فى جميع من حضر الحفل، وهو قراره بمنح الرئيس عدلى منصور قلادة النيل ، وهو الموقف الذى لم يتمالك الرئيس عدلى منصور فيه نفسه ودمعت عيناه بكاء من الموقف.
حرص الرئيس السيسى على مصافحة الرئيس عدلى منصور بعد منحه قلادة النيل وتوديعه حتى ركوب سيارته وقبل أن يدخل هو الى قصر القبة.