الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

البرادعى لـ«الجارديان»: أرجح فوز شفيق




حذر د.محمد البرادعى فى حوار مع صحيفة «الجارديان» البريطانية من السماح لامبراطور جديد بتولى السلطة، وألقى باللوم على الإخوان وشباب الثورة لأنهم تركوا الجنرالات يخططون لانقلابهم.
 
يقول البرادعى للصحيفة إن مصر الآن تعانى من ظروف أسوأ مما كانت تعيشه تحت ديكتاتورية حسنى مبارك، وأضاف أن البلاد الآن على وشك السماح لـ «الامبراطور الجديد» بإقامة سيطرة كاملة على البلاد.
 
وفيما يتعلق بجولة الإعادة بين مرسى مرشح الإسلاميين وأحمد شفيق وزير الرئيس السابق يقول البرادعى إن الإسلاميين السياسيين حاولوا أن يأخذوا الكعكة كاملة لأنفسهم، بعد الإطاحة بمبارك فى فبراير، ونتيجة لذلك تمكن الجنرالات فى مصر من تخطيط هجومهم على الثورة.
 
وأضاف البرادعى أننا نعيش فى فوضى تامة وبإزاء عملية مرتبكة، وعلى افتراض حسن النية، لم يذهب بنا إلا إلى ما كنا عليه قبل 18 شهرا، ولكن تحت ظروف أكثر سلبية، وأكد البرادعى أنه لا يمكن إجراء انتخابات نزيهة والبلاد لاتزال فى قبضة المجلس العسكرى، وأضاف «إننا ذاهبون لانتخاب رئيس جديد فى اليومين المقبلين من دون دستور أو برلمان، سيكون امبراطورا جديدا، يمسك السلطة التشريعية والتنفيذية وله الحق فى سن القوانين وتعديل الدستور على النحو الذى يراه مناسبا.
 
وقال البرادعى أن النظر إلى شفيق كرئيس لمصر الجديدة هو تناقض لفظى لأنه – كما يرى البرادعى – فى هذا السيناريو سيكون الرئيس الجديد مدعوما من قبل المجلس العسكرى، وأضاف أن السلطة السياسية فى البلاد ستستمر فى قبضة المجلس العسكرى، ويرجح البرادعى فوز شفيق.
 
وأكد البرادعى للصحيفة البريطانية أنه لن يدلى بصوته، ورفض فى ذات الوقت تأييد حملات المقاطعة رسميا، حتى لا يعطى دعاية للنظام يفشل تلك التحركات الجماهيرية.
 
وفى تقييم البرادعى لمسار الإخوان بعد الثورة يرى أنهم لم يخدموا أنفسهم جيدا، وأضاف أن الإخوان أخافوا الناس سواء فى اليمين أو الوسط أو اليسار بطرحهم بعض الآراء المتطرفة وغيرهم من الجماعات الإسلامية الأخرى.
 
وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية التى حصدوا فيها ما يقارب من ثلثى البرلمان، يقول البرادعى «كان على الإخوان أن يدركوا أن الأصوات التى حصلوا عليها فى الانتخابات البرلمانية ليست انعكاسا حقيقيا لدعم الشارع كان نتاجا لمجموعة محددة من الظروف السياسية فى ذلك الوقت، كان ينبغى أن يصلوا إلى قطاعات أخرى من المجتمع، وبناء تحالف أوسع ولكنهم لم يفعلوا ذلك هم بدأوا يقولون أنهم يريدون أن يكونوا جزءا من الكعكة الكبيرة، ولكن انتهى بهم الأمر إلى رغبتهم بالكعكة كلها لأنفسهم، وذلك خلق ردود فعل تصادمية، ستتضح فى اليومين المقبلين».
 
ويتساءل البرادعى «الشعب دعاهم إلى الانسحاب من السباق الرئاسى، لكنهم يصرون على الاستمرار لماذا»؟
 
وينتقل البرادعى إلى الحديث عن شباب الثورة، أشار إلى توقف الزخم الثورى بسبب فشل المتظاهرين الشباب فى احتضان قيادة مؤسسية، وبدلا من ذلك خاضوا فى جدل شائك حول المزايا النسبية لإحداث تغيير سياسى أفقى «بلا قيادة» والذى جعل العديد من النشطاء يشعرون بالقوة.
 
ويرى البرادعى أن الشباب ارتكبوا خطأ فادحا عندما لم يتفق منهم على مطلب موحد، ولم يتفقوا أبدا على تفويض السلطة لمجموعة أشخاص تتحدث عنهم، وأضاف «إنهم كانوا سعداء للغاية، ونحن نفهم ذلك، أن نقول على كل واحد منا أنه هو الثورة، ولكن الأمر انتهى إلى سحقهم بمدرعات ناقلات الجنود، وقتلوا فى ماسبيرو».
 
ويأمل البرادعى أن يكون الثوار قد تعلموا الدرس، ويعتقد أن الناس يتحدثون الآن حول أن يكون لهم منظمة تحت قيادة موحدة، وإشراك الرئيس الجديد لإيجاد طريقة للعمل معا، وإعداد أنفسهم للانتخابات المقبلة، والضغط من أجل المصالحة الوطنية.
 
وترى الصحيفة أن دعوة الشبان الراديكاليين للتعامل مع الرئيس الجديد – وخاصة إن كان شفيق – يرجح أن يقاطعها العديد من الثوار، وبعضهم يعتقد أن الحل الوحيد هو العودة إلى تعبئة الشارع، ولكن البرادعى يرى أن قطاعا واسعا من الشعب مرهق من الاشتباكات العنيفة ويصر البرادعى على أن عملية المصالحة الوطنية أمر ضرورى لقيادة الثورة إلى الأمام.
ويشير البرادعى إلى صعوبة عدم التعاون مع الرئيس الجديد، بحجة أنه لايملك شرعية، وعلل البرادعى ذلك بأن الرئيس الجديد اختير عن طريق الاقتراع.. ويقول البرادعى مكملا «إما أن نفعل ذلك أو ندخل فى عملية مصالحة وطنية، ويقول الشعب «حسنا هذا ما لم نكن نريده، وقد لعب بنا، ولكن من أجل هذا البلد نحن بحاجة إلى إيجاد صيغة للتعايش معا» ويؤكد البرادعى على هذه النقطة باعتبارها المسألة التى سيواجهها الثوار فى الأسابيع المقبلة..
 
ويتابع البرادعى فى نهاية حديثه لـ«الجارديان» متحدثا عن الشعب الرازح تحت خط الفقر والذى قامت من أجله الثورة بقوله «الناس تعبوا، ولست متأكدا من أن الاحتجاجات فى الشوارع ستحصل على الكثير من الدعم بعد الانتخابات الناس تريد ما يسمى بالاستقرار، وأعتقد أننا بحاجة للمصالحة الوطنية من أجل الشعب الذى قامت من أجله الثورة، وخمسين فى المائة من المصريين يعيشون تحت خط الفقر ولم يروا شيئا جيدا أتت به الثورة، فى الحقيقة، الأمور تسوء بالنسبة لهم».