الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مرسى لن يستطيع إقامة «دولة دينية» وشفيق لا يملك إعادة «دولة مبارك»




 اعتبرت الدكتورة مارجريت عازر الناشطة السياسية، أن قانون العزل السياسى لم يناقش جيداً، ووصفته بأنه «تفصيل».
 
 وقالت فى حوار لـ«روزاليوسف»، إن مصر لا تحتمل إلغاء انتخابات الرئاسة وإجراءها من جديد فى هذا التوقيت، مؤكدة أن الدكتور محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة لن يستطيع إقامة دولة دينية فى حال فوزه بجولة الإعادة، كما أن الفريق أحمد شفيق لا يستطيع إعادة إنتاج نظام مبارك مرة أخرى، أسئلة الساعة واجهنا بها البرلمانية مارجريت عازر.. إلى التفاصيل.
 
■ كيف تقرئين وصول الفريق شفيق ود.مرسى لجولة الإعادة؟
 
ــ أقرؤها قراءة سياسية، فالتيار الإسلامى منظم واستطاع الفوز بغرفتى البرلمان وبالتالى هذه الفترة كان من الصعب الحكم على الأشياء بوضوح، وتيار آخر يرى أن شفيق رجل دولة له إنجازات ويرى الاستقرار فى وجود رئيس ذى خلفية عسكرية، الحقيقة أنا لا أستطيع التفسير بدقة.. الذى أثار جدلاً أن اختيار مبارك الفريق شفيق كرئيس وزراء فى فترة الثورة يعنى أنه كان من أهل الثقة؟ لكن هناك رأى مختلف تماما بأن مبارك أراد أن يحرق آخر الكروت الفعالة أمام الشعب، لأنها كانت فترة يصعب فيها أن ينجح أى أحد، وأبرز أفضل اثنين لديه كل القوى السياسية طالبت بأن يكون عمر سليمان نائبا وشفيق رئيسا للوزراء، فكنت فى الجمعية الوطنية للتغيير وتميننا ذلك وأيضا كنت بحزب الجبهة وحزب الوفد، فكان اختيارهما من الأطروحات البديلة لجمال مبارك.
 
■ لكن هذا التفسير لم يمنعهما من أن يترشحا لرئاسة الجمهورية الثانية؟
 
ــ لأنهما - اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق - لا يعتبران نفسيهما من النظام السابق، دعينا نقول أنه للأسف الشديد أن الثورة لم تفرز القائد الذى يجمع عليه كل المصريين وهو خطأ كبير، فكنت أتمنى أن تتفق القوى الثورية كلها على مرشح واحد، وهذا ما ألوم عليه الثلاثة المرشحين الذين خرجوا من السباق ونزلوا التحرير يطالبون بمجلس رئاسى !! خاصة أن هؤلاء الثلاثة تحديدا كانت القوى السياسية تتمنى أن يتفقوا على شخص ويكون الآخران نائبين له وهو ما لم يحدث!! فلا يجب اليوم أن تطالب بإعادة الديمقراطية التى لم تعجبك وأن نغفل الأصوات التى اختارت شفيق ومرسى وندعى أننا القادرون على تخطى المرحلة القادمة!!. بل علينا احترام الديمقراطية وما انتهينا إليه ولا بد من أن نخطو أول درجة فى سلم الديمقراطية وأن نعمل مع الرئيس القادم أيا كان وإن أخطأ فالميدان موجود.. فلقد انكسر حاجز الخوف لدى المصريين وسقط تابو الحاكم الإله وقد تابعنا جميعا نهاية مبارك.
 
■ هناك خوف من تولى إسلامى لأنه لن يسمح بالنزول للميدان أو مواجهته بالأخطاء لأنه يدعى الحكم باسم الدين.. وخوف آخر من إحياء نظام مبارك؟
 
ــ لماذا.. الدكتور محمد مرسى لا يستطيع أن يتحدث باسم الدين، لأننا 85 مليون مصرى مسلم ومسيحى، متدينون ونعرف ديننا جيدا ولا ننسى أننا أول شعب نادى بالتوحيد قبل نزول الأديان السماوية جميعا، فالدولة الدينية فى مصر لا يصلح تطبيقها، بالنسبة لشفيق يستحيل عودة نظام مبارك مرة أخرى!!.. فهناك صحوة كبيرة بالشارع المصرى رأيناها متجسدة فى الإقبال على الانتخابات.. أيضًا اليوم البيت المصرى لديه اهتمام واضح بالسياسة ومتابعة الأخبار وله رأى فى المشهد السياسى بل ولديه اقتراحات أيضا تؤخذ فى الاعتبار، كذلك المقاهى و»الكافيهات».. وأضافت ضاحكة: ترى هل سيأتى رمضان ونستطيع أن نتابع مسلسلاته؟! أتمنى أن يأتى رمضان ونحن مستقرون.
 
■ صرحت بأن المسيحيين قلقون من وصول مرشح إسلامى للحكم ورفضت وصف من أعطوا أصواتهم للفريق شفيق بأنهم خونة... إذن ماذا سيفعل الأقباط فى الإعادة؟
 
ــ أولا لم أصرح بهذا التصريح من قبل! إنما أحب أن أؤكد دائما أن المسيحيين ليسوا أقلية أو جالية قبطية بمصر ربما أقلية عددية لكنهم فى نسيج الأمة المصرية، فمسيحيو مصر يختلفون عن أى مسيحيين بالعالم كله، فاستقبالهم للإسلام كان متسامحا جدا، كما أن الطقوس الدينية متشابهة ما بين المسيحية والإسلام أيضا حتى يومنا هذا هناك تعايش حقيقى ما بين المسلمين والمسيحيين خاصة بالأحياء الشعبية.
 
■ فمن الذى شوه هذه العلاقة؟
 
ـــ بالتأكيد الأنظمة السابقة بدءا من السادات الذى لعب بهذه العلاقة حتى يجد التأييد وأن تكون ملهاة للمعارضين لبعض سياساته عنه ثم جاء مبارك ليستغلها كفزاعة للمسيحيين ليبدو فى مظهر أنه صمام الأمان لنا وأنه يحمى الأقليات مما يعطيه التأييد العالمى أيضا، لكن لن أنكر عليك تخوف المسيحيين من «التيار الدينى المتشدد» ليس من الإسلام أو المسلمين لأننا متعايشون عبر سنوات طويلة إنما من التيار المتشدد نفسه والتى أطلقت عددا من الفتاوى غريبة على المواطن المصرى ككل مثل إلزام المسيحى بدفع الجزية وفتوى لا ولاية لقبطى على المسلم أيضا فتوى الولاية الكبرى والولاية الصغرى، وإقصاؤهم من المناصب، وللأسف الشديد إن كان هناك فصيل مثل الحرية والعدالة الذى يعتبر نفسه معتدلا يتبرأ من هذه الفتاوى لكن تبقى عليه مسئولية حقيقة لأن المواطن البسيط لا يعرف ان يفرق بين السلفيين والإخوان والجماعة الإسلامية وغيرها من الفصائل المكونة للتيار الإسلامى.
 
■ لكن هناك محاولات من الإخوان وحزب الحرية والعدالة لطمأنة الأقباط من خلال جولاتهم بالمحافظات وزياراتهم للكنائس؟
 
هذه الجولات كانت للدعاية الانتخابية والتى لاتمثل المصداقية لدى الشعب المصري، ووعودها ليست وعودا صادقة للمصريين، فلننظر لوعود مبارك بأنه متحيز للفقراء ومحدودى الدخل وسيحل مشكلة البطالة وانتظرنا ذلك 30 عاما ولم يحدث! أنا أتحدث عن مواقف حقيقية تم تسجيلها وليس دعاية انتخابية، فالأصوات المتشددة عالية ولا تجد ردا عليها من الأصوات المعتدلة، فالقنوات الفضائية تخرج علينا يوميا بفتاوى وتصريحات مرعبة للناس جميعا وليس المسيحيين فقط.
 
■ هل تعتبرين أن حزب الحرية والعدالة من التيارات الإسلامية المعتدلة؟
 
ــ تقريبا.. فربما البعض منهم متشدد لكن القيادات معتدلة.
 
■ كان هناك انشقاق بين الإسلاميين فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية واليوم فى الإعادة توحدوا خلف مرشح واحد ما يعكس أنهم بخلفية متشددة واحدة؟
 
ـــ هذا تحديدا هو المثير للقلق فعليا، فلقد سمعت أن بعض التيارات الإسلامية عاتبت د.العوا على تصريحه بأن «الجزية فى ذمة التاريخ» لأن الجزية مذكورة بالقرآن الكريم وكان هذا السبب فى امتناعهم عن منحه أصواتهم! وهذا مخيف... فيجب أن نفكر جميعا فى الفئات المنزعجة، فكيف وأنا امرأة مصرية وأنا مصرية مسيحية أن أعامل كمواطنة من الدرجة الثانية؟! كيف أحرم من حقوقى وأنا أؤدى كل واجباتى كمواطنة مصرية؟!
 
■ هل كانت الكنيسة موفقة فى امتناعها عن دعم أى مرشح للرئاسة؟
ــ الحقيقة أنا معجبة جدا بموقفها الحيادى الكامل، فنحن فخورون بالقائمقام الأنبا باخوميوس الذى سيسجل له التاريخ حفاظه على الكنيسة وانتهاجه خطى البابا شنودة رحمة الله عليه.
 
■ نأتى للبرلمان.. هل تهميش المرأة كان السبب لمناقشة قوانين مثل الختان وخفض سن الزواج للفتاة وهل بالفعل نوقش موضوع «مضاجعة الوداع»؟
 
ـــ الحقيقة لا أعتقد انه تمت مناقشة مضاجعة الوداع أو الختان، إنما بالفعل نوقش تقليل سن الزواج وقانون الأحوال الشخصية بالنسبة لسن الحضانة، لكن أعرف أن هناك طلب إحاطة للبعض عن أن أحد الأحزاب قام بحملات ختان.
 
■ فى رأيك كيف كان أداء مجلس الشعب فى الفترة الماضية؟
 
ــ بالتأكيد لن يرضى الكثيرين لكنه نتيجة لعدة أسباب، فلا يجب أن نظلم البرلمان.. هذا البرلمان كان 85% من أعضائه جدد فضلا عن مشاكل المجتمع المصرى العديدة، فالفساد ضارب بكل الجذور والمطالب عديدة وفى مقدمة كل ذلك الضغط الشعبى الكبير أيضا حكومة تسيير الأعمال غير قادرة على تنفيذ كل ما يطلبه البرلمان، فهناك العديد من القيود للبرلمان، إنما يؤخذ عليه بالتأكيد التسرع فى مناقشة القوانين وإصدارها، لكن لا نستطيع أن نجزم بحسن الأداء أو سوئه.
 
■ الجدل القائم حول المادة الثانية من الدستور ما بين الإبقاء أو الإلغاء أو التعديل، أى اتجاه تؤيدين؟
 
ـــ أنا مع الإبقاء عليها بأن تكون «مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع»، لأنها هى مبادئ لكل الأديان السماوية، ونحن نعيش بها من مئات السنين ولم تزعج يوما المواطن المصري.
 
■ لماذا لم تكن مناقشة الملف القبطى فى أولويات البرلمان؟
 
ــ ربما لأن مشاكل الأقباط واضحة ومعروفة أكثر من المشاكل الأخرى التى كانت مطروحة، لكن لا يجب تجاهل هذا الملف فى الفترة القادمة ولا يتم دعمها بالتجاهل.
 
■ ماذا عن تناول المرشحين للرئاسة الفريق شفيق ود.مرسى لملف السياسة الخارجية تحديدا القارة الإفريقية؟
 
ـــ أعتقد أن كل برامج الرئاسة فيها وعى كبير ورؤية واضحة فى الاهتمام بالرجوع للقارة الإفريقية وألا نتركها للاستثمارات الإسرائيلية كما حدث بالسودان، فنحن نادمون على إهمال مصر دورها الإفريقى خاصة السودان لأنها جزء من أمن مصر القومى كان يجب علينا التصدى له بقوة ووضوح، فمصر هى رمانة الميزان.. فى النهاية الأهم من البرنامج هو تنفيذه فعليا وكما يجب، دعينى أقول لك أن برنامج الحزب الوطنى كان رائعا جدا لكنه فى النهاية لم ينفذ بطريقة صحيحة مطلقا وكذلك كل الأحزاب، فمشكلتنا الحقيقة هى فى آليات التنفيذ.
 
■ بعد كتابة الدستور فى رأيك أى الأنظمة الأنسب لمصر فى الفترة القادمة الرئاسى أم البرلمانى أم المختلط؟
 
ـــ أعتقد أن الأفضل هو المختلط للفترة القادمة.
 
■ ما أول تحدٍ أمام رئيس مصر القادم؟
 
ــ بالتأكيد لم الشمل واستعادة ريادة مصر، التى لن تكون سوى بإعادة بناء الإنسان المصرى.