الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مجلس الشعب المقبل.. وميثاق الشرف الإعلامى (2)




المجد للثورة والحرية للإعلام.. والفخر للمصريين الذين استطاعوا فرض إرادتهم.. لقد حققت ثورة 25 يناير نجاحات كثيرة وأهدافًا طالما ظلت تداعب خيال المواطن المصرى الحالم بالحرية والقدرة على التعبير عن رأيه.. وأن تجد رؤاه وأحلامه من يستمع إليها بوعى وتفهم.. ويعلم أن الشعب هو القائد والمعلم.. وأن من يجلس على عرش مصر عليه الاستجابة ووضع السياسات التى تتواءم مع حلم الشعب فى العيش والحرية والعدالة الإنسانية.
النظام السلطوى للإعلام انهار بعد ثورة 25 يناير وأصبح الإعلام يعانى من الانفلات الذى طال شتى مناحى الحياة.. وبعد استرداد الشعب ثورته فى 30 يونيو، كان من الضرورة الحتمية أن يتم بناء الإعلام المنهار من جديد.. وأن تكون الركيزة الأساسية فى هذا البناء المسئولية الاجتماعية.
ومن هنا جاءت المطالبة بميثاق الشرف الإعلامى حماية للإعلام وصيانة للمجتع وتقاليده وحفاظًا على وحدته.
وبالضرورة أن يكون ميثاق الشرف الإعلامى معبرًا وترجمة لأخلاقيات وسائل الإعلام.. ومواثيق الشرف الإعلامية التى وضعت قبل 30 يونيو كانت تعتبر الأخطاء الإعلامية جرائم أخلاقية، وبالتالى لا يعاقب عليها القانون، وكانت توضع هذه المواثيق للتأكيد والحض على مفاهيم معينة مثل حكمة الرئيس وقدسية الرئيس إلى أن وصلت إلى ألوهية الرئيس.. وفيما عدا ذلك فالكل مستباح.. وإذا تحدث أحد عن حق المجتمع.. تعالى صراخ المسيحيين بحمد النظام، وتقديس الرئيس وتباكوا على حرية الإعلام.
وحتى لا تفاجأ وسائل الإعلام على اختلاف مشاربها وتوجهاتها.. ونحن على مشارف الاستحقاق الأخير من خارطة المستقبل لتكتمل منظومة مؤسسات الدولة وانتخاب البرلمان الجديد.. الذى من الممكن والجائز أن يضع لوسائل الإعلام قوانين تجعلها تصطدم بالحائط.. ولهذا يجب أن يسارع الجميع فى إقرار وثيقة الشرف الإعلامية.. وتطبيق بنود الدستور الحالى الذى وافق عليه الشعب وأقره بما يعطيه للإعلام من بنود تمنحه حرية غير مسبوقة بشكل كبير.
فالذى نطالب به ونؤكد عليه أنه يتوجب أن تحظى وسائل الإعلام بالحرية الكاملة ولكن فى إطار المسئولية الاجتماعية.. على الرغم من أن الأداء الإعلامى به العديد من الانفلات.. خاصة فى القنوات الخاصة التى تجنح إلى تقسيم المجتمع وتفتقد إلى الدقة والمصداقية.
كما يجب على من يضعون وثيقة الشرف الإعلامية الاستعانة بالشباب ومشاركتهم من أجل إثراء المناقشات للوصول إلى إعلام محترم، حتى لا تتسع الفجوة ونعطى الفرصة للإعلام البديل ليأخذ الحظوة والمكانة من الإعلام الأساسى ويصبح صاحب التأثير فى حركة الشارع المصرى.
يجب أن يدرك من يخطط ويضع ميثاق الشرف الإعلامى أن دور الإعلام الأساسى هو خدمة الشعب والوطن فى إطار نسيج وطنى واحد وتوافق قومى ومجتمعى عام وإضافة إلى تقدير الإعلام لمقومات الأمن القومى المصرى ووحدة الوطن وسلامة أراضيه.
وأيضًا الإيمان الكامل بأهمية الإعلام فى صناعة الرأى العام واتجاهاته وبناء الوجدان الثقافى والحضارى للأمة.
إن مهنة الإعلام يجب أن ترتبط بضمير الشعب وتكتسب شرفها من ولائها للحقيقة وتمسكها بالقيم الوطنية والدينية والأخلاقية للمجتمع المصرى.
إن احترام استقلال وحرية الإعلام هو دعامة بناء الدولة الديمقراطية التى تحترم فيها حقوق الإنسان وتصان الحريات والكرامة الإنسانية تحت مظلة الدستور والقانون.
كذلك يجب العمل على وحدة الجماعة الإعلامية لأنها ضرورة تفرضها قواعد المهنية، واحترام المنافسة الإعلامية الشريفة دون احتكار أو استغلال.
ويجب أن يرسخ فى وجدان الإعلاميين أن لهم الحق فى حرية التعبير عن رأيهم على أن تقترن هذه الحرية بمسئولية احترام حريات وحقوق الآخرين.
كما يجب أن يكون للإعلاميين الحق فى أداء رسالتهم الإعلامية دون ضغوط أو إكراه أو تمييز أو تجريح أو منع متعسف من العمل.. كذلك الحق فى الوصول إلى الأخبار والمعلومات والإحصاءات والوثائق والاطلاع عليها.
كما يجب على المؤسسات الإعلامية أن توفر للإعلاميين جميع الأدوات والإمكانات التقنية الفنية والمادية التى تيسر لهم القيام بعملهم كما أن للإعلاميين الحق فى حرية إبداع وتشكيل المحتوى الإعلامى ولكن فى إطار من المهنية والأخلاقيات والزوق والآداب العامة للمجتمع.
هذا أهم ما يجب أن تحتوى عليه وثيقة الشرف الإعلامية من وجهة نظرى، الأهم وحتى يتم إقرار هذه الوثيقة والتوافق عليها على الإعلام أن يفيق من الغيبوبة وأن يقوم بالتحليل والإجابة عن التساؤلات التى يطرحها المواطن البسيط.. مثلاً ما حدث فى حفل تنصيب الرئيس وهذا المشهد المبهر الذى أعاد للأذهان هيبة الدولة المصرية وعمق حضارتها.. وشلالات الصور التى تدفقت لتعكس هذا الواقع.
أرى أن وسائل الإعلام لم تركز بالشكل على الصور البصرية المتدفقة ولم تتبعها بالشرح والتحليل مما يساعد على فهم وترسيخ صورة ذهنية للقيمة المرجوة من عودة الهيبة للدولة المصرية.
كذلك كان لابد لوسائل الإعلام أن ترد على تساؤلات المواطن البسيط حول التكلفة المادية لهذه الاحتفالية وكان يجب إعلام المواطن البسيط الذى يتساءل ويظن أن ما يراه هو بزخ غير مبرر أن الأماكن التى أقيمت بها احتفالية تنصيب الرئيس وتسليم وتسلم قيادة مصر هى قصور موجودة وملك للدولة المصرية، وما عكس انطباع الصرف ببزخ هو ثراء الطراز المعمارى للأماكن التى تم اختيارها بعناية فائقة يجب أن نرفع القبعة لمن اختاروها وقاموا بإخراج الاحتفالية بهذا الشكل المبهر الذى أثلج قلوب المصريين.
على الإعلام أن يعمل وأن يجيب عن أسئلة المواطن ويلتزم بالمسئولية والموضوعية فهو شرف وضمير هذه الأمة.