الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ترويض المثقفين.. وصناعة القارئ




كتب: د. زين عبد الهادى

جمعتنى الجلسة منذ أيام قلائل مع مجموعة كبيرة من الأصدقاء الأدباء والشعراء منهم القاص الكبير سعيد الكفراوي، والساخر مكاوى سعيد، والشاعر عبدالمنعم رمضان، والشاعرة سوسن بشير  وبعض الكتاب والكاتبات، وكنا نتحدث حول رؤية وزارة الثقافة للمثقفين وكيف يمكن أن بناء جسور جديدة من الثقة بين الوزارة ككيان حكومى يهيمن على الحياة الثقافية والجوائز فى مصر وبين المثقفين والمبدعين المصريين من جانب آخر، وقد أثار سعيد الكفراوى قضية إلقاء موازنات وزارة الثقافة فى النهر بالصرف على اشياء لا تستحق مثل حالة تكرار طباعة عدد من نفس الأعمال فى مؤسسات وزارة الثقافة منها على سبيل المثال هيئة قصور الثقافة والحاجة إلى إعادة النظر لكل سياساتها المتعلقة بالكتاب وإنتاجه، وأهمية توحيد العمل فى المؤسسات التى تقوم بالنشر وبالتالى تتوقف تكرارات الطباعة والنشر وربما يصل الأمر إلى إيقاف النشر كله داخل هذه المؤسسات، ودعم القطاع الخاص.
بينما أشار القاص الكبير مكاوى سعيد إلى أهمية وضع تعريف للمثقف المبدع، حتى يمكن أن نحدد من يحتاج إلى ماذا، لأن عدم هذا التحديد سمح لكثير ممن لا يستحقون رعاية وزارة الثقافة لهم بالدخول تحت هذه المظلة التى أصبحت عائمة ومجحفة، وربما نحتاج إلى مؤتمر على المستوى الوطنى لتحديد هذه التعريفات التى يمكنها أن تساهم فى تحديد الفئات التى تحتاج للدعم وكيفية هذا الدعم، وتكوين لجنة تمارس صلاحيات تحديد المبدع والمثقف الذى سيحتاج لهذه الرعاية إن وجدت.
الشاعر الكبير عبدالمنعم رمضان أشار إلى مجموعة من الملاحظات التى أعتقد أنها فى غاية الأهمية لأى وزير ثقافة قادم.
فثمة تداخلات كبيرة بين مؤسسات وزارة الثقافة وبالتالى تتداخل أدوارها، وسأبدأ بدور الهيئة العامة لقصور الثقافة التى يجب أن تعود لممارسة عملها الأصلي. وتدخل سعيد الكفراوى بالقول بأن وجود القارئ أهم لوزارة الثقافة من أى شىء آخر، إن مئات الالاف من الموظفين بالهيئة العامة لقصور الثقافة يمكنهم المشاركة فى برنامج محو أمية المصريين لمدة عام وستنتهى الأمية مطلقا، ثم يبدأون فى محو الأمية الثقافية، فانتشار قصور الثقافة فى ربوع مصر ومراكزها وقراها وكفورها سوف يساعدنا على التخلص من هذه الآفة تماما، واستطرد عبدالمنعم رمضان قائلا إن صناعة القارئ الذى يمكنه أن يقرأ الديوان أو القصة أو الرواية أهم لنا من صناعة المثقف نفسه، لأن صناعة القارئ هى التى ستأتى بالمثقف، هى التى ستساعد على قراءة مخرجات المبدع، وهذا هو أهم عنصر تفتقده وزارة الثقافة.
بينما قالت الشاعرة سوسن بشير إن المبدع يحتاج للرعاية الصحية والتأمين الصحى الشامل، وهو ما سيضمن له الإحساس بالأمان فى حركته الإبداعية، وأعتقد أن مظلة التأمينات لو وصلت للمبدع لتغيرت صورة الإبداع كله فى مصر.
الأمر الأخير وهو ما يمكننا أن نطلق عليه ترويض المثقف وإدخاله حظيرة الدولة المسماة قسرا حظيرة المثقفين، وهو أمر أعود إليه فى المقال التالى بإذن الله، فى حوار طويل مع الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان!


كاتب وروائى
[email protected]