الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ثعالب فى الحياة




كتب: أحمد جلبى

يخصص كثير من ضيوف حلقات البرامج الحوارية السياسية وقتًا طويلًا فى إقناع مشاهديهم برؤيتهم للأمور السياسية المعقدة وكأنهم على اتفاق فيما بينهم على رغم اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، هل نحن فى حاجة لتوجيه ونصيحة سياسية أم أن حل مشكلاتنا فعليًا يكون من باب الاقتصاد والاجتهاد فى العمل والانتاج واستعادة وظائفنا والاقتراب من العودة للحالة الطبيعية للمجتمع قبل تمكن قوى التشرذم من إحكام سيطرتها، الأسئلة المرتبطة بتبرير وجود هؤلاء فى الإعلام قد أنتهت وانتفت فالمصريون لايثيرهم الجدل بقدر ما يهمهم فى المقام الأول العمل وتحقيق النتائج البناءة على الأرض فلدينا ملفات قد توقف فيها العمل نهائيًا ولاسبيل إلى إعادتها إلا بعمل جاد ورؤية لا انتظار أن تعمل من تلقاء نفسها فالسياحة مثلًا يعمل بها خبراء وعدد كبير من الايدى العاملة وتم صرف مليارات لتأسيس بنيتها التحتية وكل تلك العقول الجبارة والتى ادارت فنادق ومنتجعات وجلبت جروبات على مدار السنين تعلق عملها على فكرة الأمان والأمن مع أن هناك الكثير من المنتجات على الشواطئ فى رأس سدر والغردقة والقصير وحتى الساحل الشمالى خالية من السكان أصلًا وليس هناك ما يهدد حياة السائح الا أمر الله تعالى بالموت وهو قضاء ولن يستثنى منه أحد حتى لو ظل فى بيته، تلك العقول الماكرة التى تؤخر عودتها للعمل وبث استثمارات لصالح أصلاح أحوال الدولة والشعب هى فى الواقع تثبت أن رأس المال جبان وأن صاحب رأس المال هذا ليس منتميًا لبلاده ولا يفضلها فى خياراته وأن شماعته هى فى الواقع أداة ضغط وابتزاز للحكومة لتحصيل مكاسب أكثر أو أعمق وهذا ينطبق على المجمع الصناعى بأكمله وحتى الشركات التى تعمل فى التجارة والخدمات وعلى هذا فإن قيادة القطاع الخاص لقاطرة التنمية وتصفية القطاع العام ظهر الآن أنه لا يسعف فى مثل حالتنا هذه ولن تستطيع ياوطن أن تجبر أصحاب الأعمال على المسارعة فى العودة إلى إدارة وضخ جهودهم فى ميكنة ومفاصل الدولاب الانتاجى إلا إذا حققت شروطهم فى بيئة آمنة ولكن مع هذا أحب أن اقترح سياسات عقاب فعالة مثل تكليف الباقى من الشركات العامة القيام بأعمال حكومية وتنموية مع حرمان الخاص من الدخول فيها وذلك كسياسة عامة فى هذه المرحلة مع محاولة إعادة التوظيف عن طريق وزارة القوى العاملة كحل مؤقت لتوقف بعض المصانع والشركات عن العمل ووضع جدول يسمى «القائمة البيضاء» لكل تلك الجهات التى توقفت عن العمل فى أثناء وبعد الثورة وما هى العقبات التى تعترض عودتها للعمل وكيف يمكن أن تعود مرة أخرى وبأى نسبة ووضع آليات لهذه العودة وحلول ويفضل أن يكون من يتولى  هذه المهمة اقتصادى صغير يريد أن يثبت نفسه فى حل المشكلات وبتكليف خاص من رئاسة الوزراء وهو ما سيعزز المشاركة الشعبية والمدنية فى دولاب العمل الحكومى فالحكومات لكى تطمئن الشعب وتضع أساسيات عمل ناجح فى المرحلة المقبلة ينبغى أن تتوسع فى المشاركات لحل المشكلات، نريد عملًا عاجلًا يظهر توجه الدولة نحو المواطن فليس له حسابات رأس المال والأعمال أما وطنيته فهى ليست محل شك ولا مقايضة.


باحث وروائى