الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ناشطات يطلقن حملات لتدريب الفتيات على مواجهة التحرش




كتبت - علياء أبوشهبة
الحديث عن التحرش الجماعى لم ينقطع منذ سنوات، حتى أصبح ظاهرة مرتبطة بالأعياد والاحتفالات العامة، وسط إنكار من كثير من فئات المجتمع، ومطالبة البعض التعامل معه على أنه ظاهرة عابرة، لكن واقعة التحرش الجماعى التى انتهت باغتصاب إحدى الفتيات فى ميدان التحرير أثناء احتفالات تنصيب الرئيس كانت بمثابة الصدمة التى تدفع للتفكير فى حلول جادة للتصدى لهذه الظاهرة.
 شهدت مواقع التواصل الاجتماعى خلال الأيام الماضية تداول فيديو لإحدى الفتيات مجردة من ملابسها، وعارية تمامًا بعد ما تعرضت له من اغتصاب فى ميدان التحرير، يأتى هذا فى أعقاب موجة الرفض التى شهدها تعديل قانون العقوبات الذى أجراه الرئيس السابق عدلى منصور.
قالت الناشطة ندى عبدالله، فى حركة «شفت تحرش» لـ«روزاليوسف» إن المجتمع ظل طويلا يكذب وقائع التحرش الجنسى فى الشارع  المصري، ويتعامل مع من يقع عليها التحرش على اعتبار أنها وصمة عار ويتم التحجج بملابس الفتاة ومظهرها، كانت حينها القنوات الدينية بما تبثه من ثقافة وهابية تغذى هذا التفكير، وحتى الفتاة التى تقدمت بأول بلاغ للتحرش تعرضت للتشويه المستمر بعدة طرق.
وأضافت عبدالله: إن التحرش انتقل من مستوى الناشطات السياسيات إلى المستوى العام من خلال حوادث التحرش فى الأعياد، والتى حظيت لوقت طويل بالتجاهل الإعلامي، حتى جاءت ثورة يناير لتفرض وجود المرأة فى الشارع، لكن ظلت ثقافة التعامل مع المرأة على أنها ملك للمجتمع وساعدت الدراما فى تكوين نظرة سلبية فأصبح الطفل الصغير الذى لا يتجاوز العاشرة ولا يمتلك أى شهوة يبادر بمد يده على أجساد الفتيات ليجارى الواقع من حوله.
أكدت ندى على التأثير السلبى من الناحيتين الجسمانية والنفسية على ضحايا التحرش مشيرة إلى أن فتيات فقدن أرحامهن وأخريات أصبن بتشوهات مهبلية نتيجة ما تعرضن له من اعتداء جنسى.
خلال الفترة المقبلة تنظم كل من ندى عبدالله وإسراء عاشور الناشطتين فى حملة «شفت تحرش» فعاليات لتوعية وتدريب الفتيات بكيفية التصدى لحوادث التحرش الجنسى.
أيمن ناجي، الناشط فى مجموعة «ضد التحرش» قال لـ«روزاليوسف» إن الحل لمواجهة التحرش يبدأ من تطبيق القانون، وتطويره ليواكب الواقع، وإذا تناولناه نجد أنه يطبق على الاغتصاب بمعناه الكامل، أى حدوث الممارسة الجنسية كاملة، ولا يشمل التحرش اليدوى أو باستخدام آلة حادة، كما أنه لا يوجد عقاب رادع للتحرش الجماعى.
يواكب تطوير وتطبيق القانون العمل فى الشارع، لأن الناس تعرف بوجود التحرش لكن لم يصدقوا ذلك إلا عندما شاهدوا الفيديو.
ويرى ناجى ضرورة استغلال حالة الغضب الحالية تجاه التحرش فى مشاركة المجتمع فى مساندة الفتيات اللاتى يتعرضن للتحرش، مشيرا إلى صدور حكم قبل نحو شهر بالسجن فى قضية تحرش لفظى بالسجن لمدة عام وغرامة 10آلاف جنيه، كما تقدمت إحدى العضوات بمحضر تحرش قبل أيام، وهو ما يعتبره دافعا للفتيات لعدم السكوت على التحرش ومواجهته.