الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كاسياس من بطل فى 2010 إلى رمز لمنتخب إسبانيا «التائه»




 كتب  - محمد عصام


قبل أربع سنوات، مهدت المرونة الساحرة لحارس المرمى الإسبانى إيكر كاسياس الطريق أمام منتخب بلاده للفوز بلقب كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.


والآن أصبح كاسياس هو العنوان والإعلان المأسوى للمنتخب الإسبانى التائه الذى خسر 1/5 أمام نظيره الهولندى فى بداية رحلة الدفاع عن اللقب العالمى فى بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.


ومثلما ساهم كاسياس فى فوز الفريق بلقب المونديال الماضى، كان نفس اللاعب أحد أسباب الهزيمة الثقيلة أمام نظيره الهولندى فى أولى مباريات الفريقين بالمجموعة الثانية فى الدور الأول للمونديال البرازيلى وقال كاسياس «إنه وقت الاحتفاظ بالهدوء والتفكير فى المباراة التالية أمام منتخب تشيلى، ستكون كالمباريات النهائية.. إننى أول المعتذرين لجماهير الفريق، علينا أن نتقبل أى انتقادات سنواجهها وأن ننسى ما حدث بأسرع وقت ممكن».


ولم يقتصر الأمر على خسارة حامل اللقب فى مدينة سالفادور البرازيلية أمام نفس الفريق الذى تغلب عليه فى نهائى بطولة كأس العالم الماضية لكنه منى أيضا بهزيمة ثقيلة 1/5 لتكون هى ثانى أسوأ هزيمة لإسبانيا فى تاريخ بطولات كأس العالم بعد الهزيمة 1/6 أمام البرازيل فى مونديال 1950 الذى أقيم بالبرازيل أيضا.


وارتكب كاسياس أخطاء فادحة فى الهدفين الثالث والرابع للمنتخب الهولندى بمباراة الأمس لكنه لم يكن الوحيد بالطبع الذى يستحق اللوم على هذه الهزيمة الثقيلة والمهينة والتى سيكون لها عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ بها الآن.ولعب كاسياس قائد المنتخب الإسبانى دورا بارزا فى فوز الفريق بلقب مونديال 2010 حيث تصدى لضربة جزاء سددها أوسكار كاردوزو نجم باراجواى فى مباراة الفريقين بدور الثمانية وكانت هذه الضربة فى طريقها للإطاحة بالمنتخب الإسبانى من البطولة.


وخلال المباراة النهائية أمام هولندا، استغل كاسياس مرونته الفائقة ومد قدمه ببراعة وتصدى لتسديدة رائعة من آريين روبن المنفرد به تماما قبل أقل نصف ساعة فقط على انتهاء الوقت الأصلى للمباراة كان هذا عندما كان كاسياس سدا منيعا فى مواجهة منافسى الماتادور الإسبانى وبداية من دور الستة عشر حتى المباراة النهائية فى مونديال 2010 لم يسجل المنتخب الإسبانى بقيادة مديره الفنى فيسنتى دل بوسكى سوى هدف واحد فقط فى كل مباراة ولكن هذا كان فقط هو ما يحتاجه الفريق كان الماتادور الإسبانى وقتها فريقا صلدا من الناحية الدفاعية بناء على قدرته على التعامل مع الكرة والاحتفاظ بها ولكن هذا الحائط الإسبانى سقط  فى سالفادور أمام الإعصار البرتقالى بفضل هدفين لكل من روبن فان بيرسى و أريين روبن وستيفان دى فري.ولم يجد كاسياس أى معاونة حقيقية من قلبى الدفاع سيرخيو راموس وجيرارد بيكيه اللذين يفترض أنهما من أفضل اللاعبين فى هذا المركز.ولكن هذا الثنائى لم يقدم أفضل ما لديه فى هذه المباراة مثلما كان حال باقى الفريق بالفعل فلم يستطع هذا الثنائى أو المنتخب الإسبانى بأكمله الحفاظ على الكرة أو السيطرة على مجريات اللعب بل كانت شباك إسبانيا فى طريقها لاستقبال المزيد من الأهداف فى هذه المباراة المثيرة وكشف وجه كاسياس، بعد الهدف الخامس، عن الأمر برمته وقبلها، كان خطأ كاسياس فى التصدى لإحدى الكرات سببا فى تسجيل هولندا هدفها الثالث كما تسبب خطأ آخر من قدم كاسياس فى تهيئة الكرة أمام فان بيرسى لتسجيل الهدف الرابع عندما نال المهاجم الهولندى هدية على طبق من ذهب.


وقال كاسياس «لم يكن مستواى فى الحضيض ولكننى أتحمل المسئولية لم يحالفنا الحظ بداية منى.. والآن، يمكننا التفكير فقط فى المباراة المقبلة».ويمثل كاسياس /33 عاما/ أسطورة حية للكرة الأسبانية حيث قاد المنتخب الإسبانى للفوز بلقبى يورو 2008 و2012 وبلقب كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا كما فاز مع ريال مدريد بخمسة ألقاب فى الدورى الإسبانى وثلاثة ألقاب فى دورى أبطال أوروبا ولكنه واجه واحدا من أسوأ الأيام فى حياته وخسر المنتخب الإسبانى صفر/3 أمام نظيره البرازيلى فى نهائى كأس القارات بمدينة ريو دى جانيرو البرازيلية وفى ذلك الوقت، كانت المبررات هى الإجهاد الذى يعانى منه اللاعبون فى نهاية موسم طويل وشاق وفى مسابقة قوية أجهدت الفريق بدنيا. ولكن سقوط الفريق  فى بداية مسيرته بالمونديال البرازيلى كان أكثر ألما.وسبق للمنتخب الإسبانى أيضا أن خسر مباراته الأولى فى مونديال 2010 بجنوب إفريقيا حيث سقط أمام نظيره السويسرى بهدف نظيف ولكنها لم تكن هزيمة مستحقة نظرا لسيطرة المنتخب الإسبانى على مجريات المباراة تماما بينما سجل المنتخب السويسرى الهدف من هجمة مرتدة ربما كانت الفرصة الوحيدة الحقيقية له فى هذه المباراة.


والآن، يحتاج كاسياس والمنتخب الإسبانى إلى استعادة مستواهم المعروف إذا أرادوا استكمال رحلة الدفاع عن لقبهم العالمى فى المونديال البرازيلى علما بأن البرازيل أصبحت الآن مسرحا لأسوأ الهزائم التى منى بها المنتخب الإسبانى.