الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عرفته إنسانـاً عظيمـاً




عندما التحقت بالعمل بمجلة «روزاليوسف» فى أوائل التسعينيات كان وقتها عبد الله كمال أحد الصحفيين اللامعين فى المكحان والذى يعتمد عليه إصدار المطبوعة لم يكن صحفيًا بارعًا فقط ولكنه كان رائعًا على المستوى الإنسانى يبحث عن المواهب الشابة ليدفع بها إلى الأمام ويقف خلفها بغض النظر عن الحسابات الشخصية الضيقة هذا بالنسبة للجميع. أما بالنسبة لى على المستوى  الشخصى فلى تجربة خاصة معه فعندما تعثرت فى العمل بمجلة روزاليوسف وتركتها لم يتخل عنى ووقف بجوارى يبحث معى عن مكان أعمل به حتى أتاح لى فرصة للعمل معه فى مكتب جريدة الرأى العام الكويتية بالقاهرة والذى تولى إدارته فى أوائل الألفية الثالثة وظللت معه حتى تولى رئاسة تحرير روزاليوسف وأصدر الجريدة اليومية فأعادنى إلى أحضان روزاليوسف مرة أخرى وطوال عملى معه.
ربما اختلفت معه فى آرائه وتوجهاته السياسية وتناوله للأحداث ولكن أيًا كان اختلافك معه لا يسعك إلا أن تحترمه فهو لا يتاجر بمواقفه ولكنها قناعاته التى يدافع عنها بكل ما يملك حتى لو خسر الجميع.
هكذا عرفت عبد الله كمال إنسانًا عظيمًا مكتشفًا للمواهب مانحاً الفرص لكل من يعمل معه مدافعاً عن حقوق زملائه والأهم الوقوف بجوار من يحتاج إليه أيًا كانت علاقته به فلم يستغل علاقاته التى حققها بنجاحه طوال مشواره الصحفى فى إيذاء أحد بل العكس كان يسارع فى استغلالها لمن يطرق بابه فى حاجة لمساعدة وخاصة من أجل زملائه وتلامذته وهم كثيرون تعملوا الكثير من عبد الله كمال على المستوى المهنى وتربوا فى حظيرته الإنسانية المليئة بالود والحب فتعلموا منه المهنة وهو أستاذها وحققوا النجاح فيها بفضل رعايته لهم ووقوفه خلفهم بكل ما يملك، واجتازوا الأزمات التى واجهوها على المستوى الشخصى طوال مشوارهم المهنى القصير بفضل رعايته حقيقة يعرفها كل من عمل عبد الله كمال وهى أنك تعمل مع أستاذ لا يسمح بالخطأ وفى الوقت نفسه تعمل مع أخ أكبر يهمه أمرك.
ويسعى لنجاحك ولن يسمح لأحد أن يتعدى عليك وعلى حقوقك.
هذا هو عبد الله كمال قبل أن يكون صحفيًا ماهرًا كان إنسانًا عظيمًا وكما أن نجاحه كصحفى لا تخطئه العين فقد وصل إلى أن كان من ضمن المتصدرين للمشهد الصحفى فأيضًا مواقفه الإنسانية معروفة لكل من عمل معه وعرفه عن قرب فكثيرون الذين مد لهم عبد الله كمال يد العون والمساعدة وليس بالقليلين الذين وقعوا فى أزمات ولم يجدوا بجوارهم سوى عبد الله كمال فهنيئًا له بما قدمته يداه وإلي جنة الخلد.