الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فارس ترجل عن جواده




ترجل فارس من فرسان الكلمة عن جواده أمس الأول فقد غيب الموت رجلاً من أفضل من قابلت فى تاريخ حياتى الصحفية.. تعلمت منه الكثير.. أخلاقًا كريمة والوقوف إلى جانب الضعفاء والإحسان إلى الفقراء.. إنه عبدالله كمال الذى قابلنى منذ أكثر من تسع سنوات على باب صالة تحرير الجريدة اليومية فى بداية صدورها قائلاً لى أنت من ارسلك الدكتور أحمد عمر هاشم فقلت له نعم فقال لأحد الزملاء «شوفوا هذا الزبون» ينفع أولا بس شكله كدا ينفع يشتغل معنا فى الجورنال.. هذه هى أول مقابلة لى بالراحل الكريم عبدالله كمال بعدها سرت فى طريقى الصحفى فى «روزاليوسف» ولكن لن أسرد العديد من المواقف الإنسانية التى شاهدتها من خلال معرفتى بالأستاذ عبدالله كمال.
وأحب أن أقول لهذا الرجل الذى فارقنا بالأمس القريب أدعو الله عز وجل أن يبدلك دارًا خيرًا من دارك وأهلاً خيرًا من أهلك وأن يتجاوز عن سيئاتك وأن يزيد فى حسناتك.. فأنت اليوم احوج إلى دعاء خالص لوجه الله عز وجل.
وهناك الكثيرون ممن سيدعون لك لن ينساك كل شخص عمل معك فى يوم من الأيام من اتفقوا ومن اختلفوا فى الرأى معك.. أنت اليوم قد هزمت الجميع وأصبحت فى الحياة الآخرة.. تركت لنا ذكرى حسنة نتذكرك بها ومواقف إنسانية عزت على الكثيرين فى هذه الحياة الصعبة.. وأقول لمن جعل الله لهم قلوبا قاسية أشد من الحجارة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء.. لن يحترمكم أحد حتى أقرب الناس إليكم يا من تشمتون فى الموت ويا من تتطاولون على قضاء الله وقدره ستشربون من نفس الكأس ولن يرحمكم أحد هذه هى الدنيا.. «كما تدين تدان» كل شىء فيها من جنس العمل.. لا تفرحوا فى موت إنسان مهما اختلفتم معه.. يا أنصاف الرجال واشباه الآدميين.
أقول لكم لقد وقف «رسول الله صلى الله عليه وسلم» لجنازة شخص كان يهوديا مر من أمامه فتعجب الصحابة رضوان الله عليهم من هذا الموقف قائلين لرسول الله.. يا نبى الرحمة لقد وقفت لجنارة هذا الرجل وهو ليس بمسلم إنه يهودى.. فرد عليهم «صلى الله عليه وسلم» بقوله أو ليس بنفس بشرية هذه هى الرحمة وهذا هو الإسلام وهذه هى أخلاق صاحب الأخلاق الكريمة.
وداعًا عبدالله كمال إلى أن نلحق بك على خير واللهم ألهم أهلك الصبر والاحتساب على فراقك وعفا الله عنك فأنت فى دار الحق عند أكرم الأكرمين.