الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إمام الأصالة والثورة





بقلم: حسين عبدالعظيم

يقولون إن الموسيقى العربية مرت بثلاث مراحل فارقة هى: مرحلة الفنان صفر على، مرحلة فنان الشعب سيد درويش، مرحلة الفنان محمد عبدالوهاب. ولو أنصفوا لقالوا إن المرحلة الثالثة هى مرحلة الظاهرة الفنية الشيخ إمام عيسى، الذى جمع بين الأصالة والثورة فأحـدث فى الأغنية والموسيقى العربية ثورة فنية هائلة لا تقل عن الثورة التى أحدثتها أغانى سيد درويش الذى نزل بالأغنية إلى الشارع وجعلها ناطقة بلسان أبناء مصر كالبنائين وغيرهم، وجعلها دعوة فنية للتمسك بكل ما هو مصرى ولا سيما الصناعة المصرية كالقلل القناوى وغيرها، وهو ما واكب الروح الوطنية الثائرة على الاحتلال والمطالبة بالاستقلال، وهو ما فعله الشيخ إمام، فمواكبه الروح الوطنية والتعبير عنها فنيًا هما القاسم المشترك بين درويش وإمام الذى جاءت أغانيه الثائرة تصويرا للروح الوطنية الرافضة لهزيمة 67 والساخرة من الأوضاع بعدها.
وإذا كان لقاء محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود قد تمخض عن قيام المملكة العربية السعودية فإن لقاء الشيخ إمام عيسى والشاعر الثائر أحمد فؤاد نجم قد تمخض عن قيام جمهورية الأغنية الثورية أو أغنية الرأى كما وصفتها الأستاذة صافيناز كاظم فى تقديمها لكتاب «حكاية الشيخ إمام» الذى أصدرته مكتبة جـزيرة الـورد من تأليف صديقنا الأستـاذ سيـد عنبة المحب لإمـام ونجـم والمرافق لهما.
وقد جمع المؤلف فى هذا الكتاب الممتع كل ما يتصل بحياة هذا الفنان العظيم الذى ظلمته الأيديولوجيا وأنصفته الجماهير العريضة من خلال أهم أربع حوارات أجريت معه، ومن خلال رحلاته إلى الخارج ولا سيما إلى تونس الخضراء، ومن خلال ما قيل فيه من آراء وقصائد شعرية، على أن أوثقها هو ألبوم الصور الذى قدمه المؤلف للشيخ إمام فى مراحل حياته وفى حفلاته ومع أصدقائه ومحبيه وجمهوره العربى الذى يحمل سيارته على الأكتاف كما حدث فى سوريا؛ ولا أدرى ما حكاية الشعب السورى مع حمل السيارات التى يستقلها العظماء كعبد الناصر والشيخ إمام وربما غيرهما.