الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مسارح العتبة تختفى بين أسواق الباعة الجائلين




أن تتخذ قرارا بالذهاب لمنطقة العتبة لمشاهدة عرض مسرحى ولو كان يستحق خطوة صعبة فقد تفكر كثيرا وقد تندم طويلا عند قيامك بهذه المغامرة، فبالرغم من الشكوى الدائمة والمتكررة من الباعة الجائلين الذين يحتلون هذه المنطقة منذ زمن طويل حتى إنه كان هناك مشروع لعمل مجمع مسارح بمنطقة العتبة قبل ثورة 25 يناير إلا أن المسألة اليوم أصبحت أصعب وأعنف مما كانت عليه، فالمسارح أصبحت مطموسة المعالم بين هؤلاء الباعة بمعنى أن أى شخص يرغب فى الدخول لمسرح الطليعة أو العرائس يمر برحلة عذاب طويلة حتى يصل للباب الرئيسى للمسرح، ويبدو أن تفاقم هذه الأزمة ووصولها إلى ذروتها ظلم عدد كبير من العروض المسرحية التى قد تكون جيدة لكن للأسف لم يراها أحد بسبب وقوع المسرح فى منطقة يتهرب منها الجمهور!!
بالطبع عانى من هذه الأزمة العرض المسرحى «مارا.. صاد» الذى يعرض حاليا بقاعة زكى طليمات بمسرح الطليعة، وبالرغم من جودة العرض الفنية إلا أنه يواجه أزمة حقيقية فى الحضور الجماهيرى فصالة العرض تبدو فارغة بسبب انخفاض عدد الحضور وبالتالى ظلم العرض الذى بذل فيه صناعه مجهودا ضخما حتى يخرج بشكل يليق بعرض مسرحى جاد لكنه اصطدم بعائقى الدعاية الهزيلة ووقوع المسرح بين براثن أسواق الباعة الجائلين ويقول مخرج العرض سعيد سليمان: المسرحية تعرضت لظلم متواصل طوال الفترة الماضية فبعد بروفات دامت سبعة أشهر كان رئيس البيت الفنى فتوح أحمد يرفض فى البداية اعتماد ميزانية العرض بحجة أنه كان لا يعلم عنه شيئا ورغم أن ميزانية هذا العمل بسيطة حيث وصلت بأجور العاملين بالمسرح إلى 152 ألف جنيه فقط، وبعض المشاركين تنازلوا وتقاسموا الأجور معا كى يخرج العرض كما نريد فبفضل صمود العاملين بالمسرحية وإصررنا بعد اعتصام طويل خرج العرض للنور منذ خمسة عشر يوما لكن بالتأكيد تواجهنا أزمة الجمهور التى أرجعها فى الأساس لضعف الدعاية والتسويق للعرض فالمكان لا يهتم بأى شىء متعلق بالدعاية سواء شريحة الجريدة الهزيلة التى كانت موجودة سابقا أو طبع البوسترات والكتيب الخاص بالعرض كل هذا لم يتم عمله إلى جانب أنه لم يعقد مؤتمر صحفى وقت افتتاح المسرحية مثلما يحدث مع عروض أخرى كثيرة قد تكون أضعف وأقل فنيا لكنها تعامل معاملة كريمة!!
ويضيف: اعتمدنا على مجهوداتنا الشخصية فى عمل دعاية للمسرحية سواء عن طريق موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» أو دعوة أصدقائنا بشكل شخصى لكن فى النهاية المجهود الشخصى لا يغنى عن المؤسسة المسئولة عن التسويق للعروض لأن هناك إدارة تسويق بالبيت الفنى للمسرح ولا أعلم ما دورها وماذا تفعل ولماذا لا تهتم كل هذه تساؤلات عديدة لا أجد لها إجابة ؟!
وعن المسرحية يقول : اخترت نص «مارا..صاد» وهو نص مسرحى عالمى قدم أكثر من مرة بجميع أنحاء العالم ولم أقم بعمل إعداد مسرحى على الورق لكننى قدمت رؤية إخراجية حتى تتناسب الأحداث مع ما حدث فى مصر خلال الأربع سنوات الماضية، ف «مارا» هو المناضل الشعبى الحقيقى الذى كان يبحث عن حقوق الغلابة والفقراء وواجه ظلمًا واضطهادًا من كل من حوله لمجرد أنه صادق وحقيقى وهذا المناضل أراه فى الشباب الذى نزل بحلم برىء والشهيد الذى سقط بصدق أيام ثورة 25 يناير التى أرى أنها تهاجم بعنف وشدة من البعض وتواجه حملات تشويه متعمد ويتهم كل من شارك بها أنه إخوان أو عميل وهذا غير حقيقى لأننى كنت أحد الذين شاركوا بهذه الثورة لإسقاط نظام فاسد واحتفل الشعب المصرى والناس البسطاء وقتها بسقوطه، وبالتالى ف «مارا « لم نقصد به الإسقاط على أى شخص بعينه بل هو المناضل الصادق والشريف، وإن كان اسم العرض يحمل بعض الغموض فأعتقد أن هذا شىء جيد لأنه يثير تسأولات وبالتالى قد يدفع الناس لمشاهدة المسرحية.
شارك فى بطولة عرض «مارا.. صاد» ولاء فريد وحمادة شوشة وياسر عزت وناجح نعيم ومعتز السويفى وفاطمة محمد على جيهان سرور ديكور وملابس صبحى عبد الجواد وألحان محمد الوريث وأشعار مصطفى سليم وتأليف بيتر فاين.