الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الفارس لم يسقط!




كتب - محمد على إبراهيم

لم يتوقف قلب عبدالله كمال الكاتب الصحفى الكبير ظهر الجمعة 13 يونيو، ولكنه بدأ فى التدهور منذ أن أخرجته السلطة الجديدة بعد 25 يناير من منصبه كرئيس لتحرير «روزاليوسف» الجريدة والمجلة، ساعتها كان كالسمكة التى خرجت من الماء.. لم ينظر أحد إلى مهنيته وموهبته وحرفيته وابتكاره، ولكنهم جميعا حاسبوه على انتمائه السياسى.. ونحن للأسف إذا كرهنا أغفلنا الفضائل ونسينا الموضوعية وشرف الخصومة.. بكيت بحرقة فى جنازته ليس فقط حزنا عليه وعلى ابنتيه الصغيرتين اللتين حرمتا من حنان الأب مبكرا، وإنما الحزن كان على موهبة صحفية ظلموها حية ونهشها بعضهم ميتا.. طاردوه وعاقبوه وحرموه من نافذة يطل منها على القراء فى مصر.. كانوا يعاقبون مبارك ونظامه فى شخص الراحل العظيم، ولأنه شجاع ورجل فى زمن عز فيه الرجال، فقد أبى أن يغير بوصلته أو يحيد عن مبادئه ليجد مكانا وسط المنافقين والدجالين والمتحولين.. ووجد الأبواب تفتح فى الصحف والمواقع العربية احتراما لاسمه وموهبته وشجاعته.
لم يحزنه أن بعضا من تلاميذه انقلبوا عليه وأداروا ظهر المجن له، ولم يغضب لأن الألسنة والأقلام تناولته بالسوء وفحش القول، كان واثقا من نفسه ومن بعد نظره.. لم يرهبه انتقام الإخوان أو السلطة التى تغيرت أو الزملاء الذين باعوه كما باع يهوذا المسيح.. لماذا؟ لأنه الوحيد بعد على ومصطفى أمين الذى ينشئ جريدة يومية فى فترة وجيزة هى صحيفة «روزاليوسف» التى توقفت والكاتب العملاق عباس العقاد رئيس تحريرها عام 1934 وأعادها - أبوزينة - للحياة فى يوليو 2005.. بل وأصدر عددا شهريا فى 144 صفحة.. صحيفة يومية فتحت أبواب الرزق لمئات الشباب وضخت دما جديدا فى صحافة ترهلت وتوقفت الدماء فى عروقها.
وإذا كان عبدالله كمال قد رحل جسدا، فقد بقيت صحيفته اليومية التى لن ينسى أحد بمن فيهم حاقدوه وأعداءه وخصومه أنه صاحب فكرتها ومبدعها.. فنى الجسد وبقيت المطبوعة.. ولأنه مقاتل صلد فقد دشن قبل وفاته بقليل صحيفة إلكترونية جديدة خرجت عن المألوف اخراجا ومحتوى وصياغة وأفكاراً، وبذلك ابتكر أسلوبا جديدا شذ به عن المألوف، فقد كانت الصحف تصدر ورقيا ثم تتحول إلى مواقع إلكترونية.
من ثم كان بحق سابقا لزمانه وله رأى ثاقب وقوى ولم يحد عن مبادئه، ظلموه من موقفه من الإخوان المتأسلمين، فكان هو الصائب وهم المخطئون.
لقد ترك الراحل الكبير علامتين بارزتين فى سوق الصحافة مسجلتين باسمه، «روزاليوسف اليومية» و«دوت مصر الإلكترونية».. مات عبدالله كمال ولم تمت صحافته وأسلوبه.. أما الذين شمتوا فى وفاته فنقول لهم إن حسابه عند خالقه عز وجل ولستم أنتم يا من تجردتم من الإنسانية والأخلاق.. لا شماتة فى الموت.
يا أشرار هل لاحظتم أن الوفاة كانت بعد صلاة الجمعة 15 شعبان..
لا حول ولا قوة إلا بالله..