الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أبو جندير.. والعجميين.. والصوفى بؤر إجرامية بالفيوم




الفيوم - حسين فتحى
أبو جندير.. والعجميين.. والصوفى 3 بؤر إجرامية فى محافظة الفيوم وتعد الأخطر والأكثر إجراما حيث تنتشر بها جميع الأنشطة الإجرامية من السلاح والمخدرات والقتل والبلطجة والخطف «باختصار إجرام على كل لون».
الطريق إلى قرية أبو جندير التابعة لمركز إطسا محفوف بالمخاطر فالسير بشوارعها قد يكلفك حياتك فى أى لحظة لأن اجواءها تشبه ما يحدث فى درعا السورية وسيرت الليبية والموصل بالعراق لذلك لا يخرج الاطفال من منازلهم ليلا خوفا من هول ما يشاهدونه يوميا من عمليات كر وفر ليل نهار.. البنادق الآلية فى يد الشباب.. الجرينوف والكلاشنكوف مخزنة بالمنازل.
الإحصائيات غير الرسمية تؤكد أن عدد البنادق الآلية الموجودة بالقرية وحدها حوالى 4 آلاف بندقية آلية بخلاف الالاف من المسدسات محلية الصنع التى يتم تصنيعها يدويا، بل وصل الحد الى قيام بعض المهربين الى احضار صواريخ مضادة للطائرات تم شحنها فى فترة الانفلات الامنى من ليبيا الى جانب مدافع الجرينوف والكلاشنكوف..
وكانت القرية قد شهدت خطف نجل لاعب الأهلى سيد حمدى بعد خروجه بعد الغروب للعب مع أصدقائه والمطالبة بفدية مليون جنيه.
المشهد داخل القرية يبدو مرعبا خاصة عندما تغيب الشمس ويبدأ حلول الظلام ويختفى البشر وتغيب الحيوانات وتصبح القرية منطقة قتال حيث ينطلق الرصاص من البنادق الآلية وتتطاير فى السماء وقاذفات المدافع تصوب نيرانها صوب الحقول وقوات الامن تراقب عن بعيد..لذلك يضطر زائروا القرية الذين يتوافدون لأقاربهم يتوقفوا بمجرد حلول الظلام..وقد ساعد تلاحم القرية بالصحراء الذى يمتد الى جبل سعد بامتداد الحدود الليبية على وجود منافذ تهريب الاسلحة والذخائر عبر مدقات لا يعرفها سوى هؤلاء خاصة ان لديهم اقاربا يعملون ويقيمون فى الجماهيرية الليبية منذ عشرات السنين القرية تحتوى على اكبر كم من الاسلحة المسروقة من اقسام الشرطة والسجون خلال ثورة 25 يناير ويتم دفنها فى مقابر القريه بدلا من الاموات وهو ما يصعب على اجهزة الامن محاصرتها ومعرفة مخابئها والتى تزيد عن 4  آلاف بندقية آلية.. كما أن القريه بها العشرات من مصانع السلاح التى تقوم بتصنيع الاسلحة الصغيرة وهى عبارة عن افرد ومسدسات ومفرقعات يتم تداولها بين الاطفال والصغار والشباب وهو ما يشكل خطورة بالغة على ابناء القرية.. اللافت أن العلاقة بين عائلات القرية تتسم بالعنف ولغة الحوار تكاد تكون معدومة والاعتداء على الضعيف احد سمات كثير من العائلات بالرغم من ان بينها شخصيات سياسية وبرلمانية مرموقة على مدار تاريخها ورغم ذلك فالخصومات الثأرية قد لا تكاد تخلو من عائلة.. وعلى بعد 8 كيلو مترات تقع قرية العجميين التابعة لمركز إبشواى فلا صوت يعلو فوق صوت الآلى وهى القرية الوحيدة المعروفة بحيازة جميع أنواع الأسلحة نظرا لتميزها فى تجارة المخدرات منذ قديم الأزل ووجود الرجال من ذوى المهام الخاصة «قتل.. خطف.. سرقات.. فرض إتاوة» وبالرغم من أن عدد سكان القرية لا يتجاوز 40 الف مواطن الا أنه لا يخلو منزل من وجود سلاح بداخله. فالأطفال يتبارون بحمله خلال الأفراح بينما يحمل الكبار البنادق الآلية والخرطوش. والعجميين ذاع صيتها، خاصة أنه قريبة الشبه مع قرى الشر بالصعيد والوضع هناك من الممكن أن ينفجر فى أى لحظة وقد تفشل الحكومة فى السيطرة عليه بسبب ترسانة السلاح التى تضمها القرية. وسماء القرية عبارة عن كرات من النار المشتعلة ويطلق على بعض الرجال «عفاريت النار» نظرا لاحترافهم التعامل مع السلاح خاصة أيام الأفراح والمناسبات السعيدة. ولم تظهر أى مبادرة من أجهزة الدولة لجمع هذه الأسلحة وإن اقتصر دورها فقط على محاولة الجمع بين المتخاصمين وفى الغالب فى حالات القتل. وهناك الفقير يحمل «فرد الخرطوش» ودائما ما يسعون الى تطوير أسلحتهم عن طريق الورش والمصانع السرية المنتشرة داخل القرية. وفى بطن مدينة الفيوم يقع حى الصوفى «المسمى بالصين الشعبية». هذا الحى الذى يمثل حالة من الرعب لأبناء المدينة حيث ينطلق منه البلطجية واللصوص وتجار المخدرات إلى أنحاء المحافظة متخذين من منطقة المقابر مخبأ لهم وهى واحدة من أكبر البؤر الإجرامية بالمحافظة والتى تحتاج بداخلها قسم شرطة كامل العدد نظرا لتعدد البؤر والأنشطة الإجرامية للعديد من المواطنين حتى أن السيدات يخشين الذهاب لهذه المنطقة بمجرد حلول الظلام. حتى أن أهالى الفيوم دائما ما يتهمون أبناء الصوفى بأنه مركز لتخريج المجرمين وأرباب السوابق. اللواء الشافعى محمد حسن مدير أمن الفيوم يؤكد أنه يتم حاليا رصد جميع البؤر الإجرامية حتى يتم التعامل معها بكل قوة وحسب نصوص القانون لحماية المجتمع من هؤلاء الأشرار الذين يرعون المواطنين وقال إنه تم ضبط العديد من المجرمين مؤخرا كما تم تصفية أحد المجرمين بصحراء وادى الريان والذى كان يقوم بفرض أتاوات وخطف السيارات بالأكراه من أهالى قرى الاستصلاح بقوتة وسيدنا الخضر.