الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مات جسدا.. وعاش علما.. أستاذى الجليل.. وداعا




بقلم: علاء الدين ظاهر
رغم الكثير من الأحداث التى مرت على فى حياتى.. إلا أننى لا يمكن أن أنسى أبدا أول مرة دخلت فيها إلى روزاليوسف رغبة فى العمل بها.. كنت أنا وزميلى محمد الشرقاوى.. قابلنا الأستاذ عبد الله كمال معربين له عن رغبتنا فى العمل الصحفى.. كانت حواراته معنا فى ذلك اللقاء وما بعده تبدو من الوهلة الأولى قاسية رغم بساطتها.. لكننى لم أدرك ساعتها أنه كان يعلمنا حتى وإن كان يلتقينا للمرة الأولى.
وكتب لنا أن نستمر فى العمل بروزاليوسف بعد ما وجد الأستاذ عبد الله كمال فينا بذرة قرر أن يرويها ويرعاها لتنبت فى النهاية صحفيين حمدوا الله أنه قدر لهم العمل مع رجل والله كان بمفرده مؤسسة صحفية كاملة تتحرك على الأرض.. بفكره وكلماته وأرائه.. لم يبخل علينا بشىء.. كنا والله نفاخر أمام المعارضين له أننا نعمل معه.. وعلمت أن الكثيرين من الذين لامونى على العمل فى روزاليوسف لاختلافهم معها.. كانوا من داخلهم «هيموتوا ويشتغلوا مع الأستاذ عبد الله كمال».. وكانوا يحسدوننى على أننى تعلمت منه وعلى يديه
الأستاذ عبد الله كمال.. الله يرحمك.. كنت معلما وجعلت من قسوتك علينا أحيانا لتعليمنا دروسا استفدنا منها فى حياتنا.. لك الفضل علَّى أنا والكثير من زملائى فى أنك فتحت لنا أبواب روزاليوسف لنكون صحفيين مهنيين وتلاميذ فى بلاط واحدة من أبرز وأهم المدارس الصحفية المصرية.. كنت تخفى وراء وجهك الذى قد يراه البعض متجهما طيبة وإنسانية ليست رائعة بل أكثر من رائعة.. صدقونى إنه لم يمت.. قد يكون الجسد رحل عن دنيانا.. لكنه والله باق بما علمه لنا فى قلوبنا حتى نلقاه جميعا فى الدار الأخرة.. رحمك الله يا أستاذى الجليل وأسكنك فسيح جناته.. إدعوا له بالرحمة التى تجوز على الحى والميت.. حتى وإن كنت مختلفا معه.. لكنك لا تملك إلا أن تحترمه.. أستاذى الجليل.. وداعا