الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإرادة .. عبدالله كمال




بقلم: محمود جودة
القوة .. الإرادة .. الإنسانية .. الأخوة .. الصداقة .. صفات الأستاذ عبدالله كمال الإنسان .. تعرفت عليه أوائل عام 2006 فى مقابلة شخصية بينه وبين كل من يتقدم للعمل فى روزاليوسف لأنه كان ينتقى كل صحفى يرى فيها نبته صالحة لأن تنبت فى أرض المؤسسة العريقة.
وقتها سألنى «اشتغلت فين قبل كده؟» وأجبت فى أماكن كذا وكذا .. فبادرنى إغسل نفسك من كل ده لأن روزاليوسف تختلف «فهمت أنه اختارنى من بين المتقدمين للعمل بالمؤسسة، وكان يحدد فترة شهرين أو 3 شهور تحت مسمى التدريب ولا يستمر سوى المتميز فقط.
ومرت السنون وتعلمت منه الكثير والكثير رغم أن اجتماعاته الأسبوعية معنا كشباب كانت بمثابة الصاعقة للجميع، حيث قدرته المنفردة على الجلوس أمام 150 صحفيًا على الأقل لمدة 3 ساعات كل يوم اثنين .. ومن هيبته وقوته تمنى الجميع ألا يراهم فى هذه الاجتماعات لكى لا يسألهم، وكنت أنا منهم،و لكن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن فكان تقريبا غالبية اجتماعاته أنا ضيف على الهواء فيها، يسألنى عن معلومة أو يعاقبنى لخطأ صدر مني، أو غيرها.
واجهت وشايات كثيرة كغيرى قبل التعيين وشكاوى من زملاء مباشرة للأستاذ، ولكن غالبيتها تافهة فكان دائم النصح لى بأن أهدأ وأراعى زملائي، ولكن كان ردى دائما بأن هذا من أجل الشغل.
أية وشايات أخرى من مسئول أو زميل أو غيره كنت أفاجأ باتصال من الأستاذ، وقتها أوقن بأن هناك مشكلة ويسألنى عما حدث فى موضوع كذا، ويحقق فيه بنفسه، وكان ينهرنى لمجرد أننى حتى لم أقدر على تغطية أخطاء أخرين، لرجائه فى أن أحتوى الامور حتى لو لم تكن تتعلق بى وقدرتى على السيطرة عليها.
أستاذ بمعنى الكلمة وشهادتى فى حقه وهو بين الله عز وجل لوجه الله، مواقف لا تحصى، منها وقوفه بجانب مرضى لاستخراج قرارات علاج باتصال منه لوزير الصحة، كانت كافة وسائل الاتصال متاحه معه على مدار 24 ساعة ويرد على كل الناس، ليس متكبرا، له هيبة لم أرها إلا مع والدى فقط.
وبعد أن ترك رئاسة تحرير روزاليوسف داومت الاتصال به للاطمئنان على صحته، كنت أنتظر المناسبات لأهنئه، كان يرد على حتى لو خارج البلاد، أو يرسل رسالة فى حالة عدم تمكنه من ذلك، هذا هو الأستاذ الذى يقدر تلامذته ويعاملهم كأشقائه الصغار.
علمنى أن الإدارة لم تكن بالصوت العالى ولا التحكم فى خلق الله، ولكنها قسوة مع اللين، حكمة مع الحزم والحسم، قوة مع الكبار وضعف مع البسطاء، معان كثيرة لا توجد كلمات يمكنها أن تعبر عنها.
رحم الله الأستاذ .. الحى دائما فى قلوبنا .. الموجود بيننا بكتاباته واسمه الذى لن ينس.