السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الصحفى الإنسان




بقلم: صبحى مجاهد

عندما قرات خبر وفاة الاستاذ عبد الله كمال احسست انه شائعة وكذبة ولم اتوقع ان يكون قد رحل فقد كانت له رسالة منذ سويعات قليلة، وكان عائدا من الامارات، اتصلت بأحد العاملين معه فى دوت مصر من باب تكذيب الخبر فاذا به يخبرنى بان الخبر صحيح هنا تجمدت عيناى ولم استطع الحديث.. اخذت مع نفسى دقائق حتى استعيد اتزاني.
ظللت فى لحظات اتذكر عبد الله الانسان الذى عندا تزوجت وقف بجوارى وقام بالشهادة على عقد زواجى بحضور المفتى د. على جمعة.. وعندما توفى جنينى الاول واسانى وشد من أذرى.. كان اول من هنأنى بمولدى الاول.. عرفته كانسان قبل ان اعرفه صحفيا.. كان يطمئن على احوال كل من معه يقف بجوارهم فى ازماتهم.. حتى خصومه اعترفوا له بالجميل.
لم اتخيل مع قوة ايمانى بالله ان عبد الله كمال سيفارقنا سريعا هكذا.. كنت اشعر بحلمه الذى رواده كثيرا فى تقديم صحافة قديرة تعيد مجد الصحافة المصرية، وجدت حين فراقه فراغا فى نفسى كبيرا كنت اشعر اننى عندما اقع فى مشكلة ساجد من الجأ اليه ليعاوننى، ويقدم لى الحل المناسب له.
وعلى الرغم من خصومه لاسياسيين لا انه استطاع بانسانيته ان يكسب حب الكثير، حاول ممن عرفوه ان يكرهوه فلم يعرفوا، حتى من حقدوا عليه لم يستمروا فى حقدهم، وكان السر فى ذلك انه كان انسانا قبل ان يكون صحفيا عاش انسانا.. وسيظل فى قلوبنا.
لم ار دموعا صادقة على احد كتلك التى رأيتها من بعض تلامذته الذين عشقوه واعتبروه قدوة لهم وسندا وعونا، شعر الكثير فى مهنتنا بانه الصحافة فقدت قيمة كبيرة لن تعوض، وحالة صحفية فريدة قلما تتكرر فى زماننا، شخص احب من حوله واخلص لهم قبل ان يخلص لنفسه.. مات بعدما ارهق نفسه من اجل من معه، فلم يكن سفره الا من اجلهم واجل قوتهم.. فرحمة الله عليك استاذى عبد الله كمال عشت انسانا ومت انسانا.