السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

على الغزولى: لم أدخل المجال الروائى لعدم وجود طموحات مادية.. والفيلم التسجيلى ظلم فى عهد ما قبل الثورة




حوار _ آية رفعت

استطاع المخرج على الغزولى خلال مشواره الفنى والذى يزيد عن 30 عاما ان يقدم عددا كبيرا من الافلام التسجيلية التى تعتبر علامات فى هذا المجال والتى لقب على اثرها بشاعر السينما التسجيلية نظرا لادخاله الحس الفنى والدرامى على الاعمال التى يقدمها حيث لا تكون افلاما تسجيلية خاليةمن الروح ومباشرة بل يهتم بمزج الدراما الانسانية بروح الحدث او المكان التى تدور بداخله احداث الفيلم مما جعل النقاد يلقبونه بالشاعر لانه يقدم افلاما مثل بيت الشعر الممزوج بالالحان والالوان. ورغم كونه خريج لكلية الفنون التشكيلية الا ان الغزولى استطاع اثبات ذاته كمدير تصوير لاهم الاعمال السينمائية والدرامية قبل ان يبدأ مشواره بالسينما التسجيلية منذ عام 1980، وعن مشواره الفنى وآخر ابداعاته عن الثورة المصرية تحدث لنا الغزولى فى الحوار التالى:


فى البداية ما الذى دفعك للتحول من مدير تصوير ناجح إلى مخرج افلام تسجيلية؟
كانت فكرة تقديم الاعمال التسجيلية تراودنى منذ سنوات قبل بدايتى الحقيقية بها وبالفعل كنت اعمل على مشروعات ولكن لم تتم وقتها منها مشروع فيلم عن حصن بابليون والذى قمت بعرضه على المخرج الراحل شادى عبد السلام والذى تحمس كثيرا لتقديمه ولكنه كان معروف عنه انه يعمل بهدوء واتقانا شديدا فكنت انوى التصوير فى يوم به عاصفة ترابية مما كان سيعطى للفيلم بعدا تاريخيا وبعد ان مرت هذه العاصفة احست انه لن نستطيع تقديمه بالشكل الذى كان فى ذهني. حتى توليت رئاسة ادارة الافلام التسجيلية بالتليفزيون المصرى عام 1980 وكانت وقتها هناك دعوات من الحكومة لتشغيل كل المخرجين فى المجال لتقديم اعمالا تفيد اعلاميا ودعائيا وفنيا وكنت انا من ضمن العاملين عليها وقتها. وقدمت اول فيلمين لى عن مسجد «قايتباي» و«الناصر محمد».
■ ما أبرز الأعمال التى تعتز بتقديمها؟
أعمال «الدكيو دراما» وهى خليط بين الاعمال التوثيقية التسجيلية والدراما حيث انى اهتم بوضع الخط الدرامى للمكان او الحدث من خلال الشخصيات به مثلما حدث فى فيلم «صيد العصاري» والذى قدمته عام 1990 عن منطقة بحيرة البرلس حيث قمت باختيار شخص الطفل الصغير الذى يعيش داخل هذه المنطقة ومتابعة يومه وكفاحه فى الحياة من خلال خط درامى وتوثيقى للاحداث.
■ ما أهم المشكلات التى تواجه السينما التسجيلية؟
الإنتاج فلا يوجد من يمول الفيلم التسجيلى بدون وجود هدف او غرض فيجب ان يكون الفيلم يحقق غرضا او دعاية بالنسبة له والا لن يدفع فيه نقود من اجل تقديم عمل فنى فقط. لذلك تقوم اغلب الافلام الفنى على الانتاج الشخصى الا اذا كان هناك تمويل حكومى لغرض ما ايضا ولكن يقل تأثيره بالنسبة لافلام مثل افلام الآثار والأرض وغيرهنا. كما ان هناك عدد هائل من اعمالى واعمال زملائى متواجدة بمكتبة التليفزيون لا يهتم احد بعرضها لان التليفزيون والقنوات الفض تهتم بالدعاية والاعلان فلا يوجد اى هدف او اى ربح او عائد من عرض هذه الاعمال، وبالتالى لا يمكننا عرضها الا فى بعض المهرجانات القليلة. حتى ان «صيد العصارى» لم يتم عرضه الا بعد استضافته فى مهرجان قرطاج السينمائى.
■ ما سبب اقبال الجمهور على السينما التسجيلية بعد ثورة يناير بشكل خاص؟
لأن الجمهور ينجذب للحدث اكثر وكانت مشكلة السينما التسجيلية فى العهد الماضى هى انهم كانوا يلزموننا بحدود فى الاعمال فغالبا كانت الاعمال تقدم بهدف اعلامى او كنوع من الدعاية من الدولة لمشروع معين او لتوعية بمرض او مشكلة معينة، فكانت كلها تدور فى هذا الاطار الذى يظهر به جزء المباشرة والتلقين فى وضع المعلومات وقليلا منها ما يهتم بالفن لذلك كان يفتقدها الجمهور. وعندما كان الجمهور يعلم ان خلف انتاج هذا الفيلم جهة معينة تريد توصيل رسالة له لم يكن يتأثر بها مثلما يتأثر بالفيلم الفنى الحر.بالاضافة إلى وجود بعض الاعمال الاخرى القليلة التى كانت تعتمد على التاريخ او اثر معين او متحف ما.
■ هل دراستك للفنون التشكيلية اثرت على رؤيتك الاخراجية؟
بالطبع فانا اهتم كثيرا بفن العمارة وقدمت عددًا كبيرًا عن المتاحف مثل «المتحف القبطى» و«الاسلامى» بعد تجديده ولم يعرض حتى الان حتى تم هدم المتحف فى أحداث مديرية الامن. وفيلم عن «دير سانت كاترين» و«أرض الفيروز» عن كنوز سيناء و«حديث الصمت» عن معمار الواحات الداخلة.. وكل هذه الاعمال وغيرها لا تخلو من العنصر البشرى فأنا اعتمد على إظهار البعد الانسانى للمنطقة او للمكان او للأثر لانه يعطى له حياة. فرؤية المكان تعطى لى صورة وأضيف لها الحياة بوجود الانسان.
■ هل أثرت التكنولوجيا على روح السينما التسجيلية؟
ليس بالضبط لكنها وفرت المسائل الانتاجية كثيرا من حيث توفير المعدات والاضاءة ومجهود الاشخاص وعدد فريق طاقم العمل، لكن المشكلة ان التكنولوجيا الجديدة «الديجيتال» تفقد الصورة تفاصيلها الدقيقة فلم تعرض التفاصيل مثل الكاميرا السينمائية ولكنها فى تطور مستمر وأعتقد انها ستلحق بالكاميرا السينمائية وستتفوق عليها أيضًا. وفى النهاية الفيلم الفنى الجيد يفرض نفسه فى اى وقت وبأى امكانيات.
■ ماذا عن فيلم «الشهيد والميدان»؟
جاءت فكرة تصويره مفاجأة بما انى اسكن بميدان عبدالمنعم رياض فوجدت انها فرصة لى لتسجيل وتوثيق الاحداث على مدار الـ18 يومًا ولم يكن فى حسبانى انى ساستخدم ه-ذه المادة الخام، ولكنى فوجئت بطلب عرضها فى مهرجان الفيلم كمادة أرشيفية عن الثورة كما قمت بتقديمها كتوثيق للأحداث للجنة العليا لتقصى الحقائق بخصوص يوم موقعة الجمل، ثم قمت بتحميله وقمت بتصوير مادة اخرى ليومى 30 يونيو و3 يوليو لكنى حتى الان لم أعلم كيف سأتصرف فى هذه المادة الخام ولكنى اعتقد أننى سأضيف لها بعض الجوانب الانسانية لتحويلها لفيلم سأعمل عليه خلال الاسابيع القادمة.
■ ألم تفكر فى دخول مجال السينما الروائية؟
لا، كانت أمامى فرص ولكنى ليس لدى طموحات مادية او للشهرة فانا احب تقديم الفن الذى يشبع رغبتى الفنية وهو التسجيلى.