الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ماتدعيش ع الظالم!!




كتب: حسن المصرى

طول عمرنا من أيام الطفولة كنا نسمع الشيخ فى خطبة الجمعة يصب اللعنات على الأعداء ويقول: (اللهم شتت شملهم اللهم فرق جمعهم اللهم يتم أطفالهم...) وحاجات كتير م النوع ده، وفى الحياة الواقعية إن من يوم ما اتجه الشيوخ للطريقة دى من الدعاء وإحنا شايفين الأعداء قوتهم بتزيد واعتداءاتهم علينا مستمرة وفى نفس الوقت الأعداء ما بيحصلهومش أى مصايب ولا بتيجى عليهم أى لعنات من بتاعة الشيوخ بل بالعكس إحنا اللى دايما بتحصل عندنا اللعنات والمصايب.. ولما حصل تشتيت للشمل ما حصلش لحد غيرنا ولما حصل تفريق للجمع ما حصلش لحد غيرنا بردو!، ياترى ليه كده؟، هو ربنا ليه مش بيستجيب لدعواتنا؟، مش إحنا مظلومين بردو؟، مش ربنا قال إن دعوة المظلوم مستجابة؟ طب هل دعواتنا ربنا بيستجيبها بشكل عكسى؟
ف الحقيقة إن ربنا فعلا وعد باستجابة دعوة المظلوم بس ربنا كمان نصحنا ع الطريقة المثلى اللى لازم ندعوه بيها عشان تحصل الاستجابة لكننا احنا اللى دايما لازم نحط (التاتش) بتاعنا واحنا بندعى فنخربها!
ربنا قال فى سورة الأعراف: «ادعو ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين»، وسيدنا محمد قال فى الحديث: «سيكون قوم يعتدون فى الدعاء»، ولو ربطنا الآية بالحديث هنلاقى إن ربنا ف الآية طلب من الناس إنها تدعوه لكنه قالهم ف نفس الآية إنه لا يحب المعتدين طب إشمعنى جاب المعتدين هنا ف الكلام عن الدعاء؟
هنا ييجى معنى الحديث السابق ليقرر أنه فى آخر الزمان هيكون فى ناس تعتدى فى الدعاء والحقيقة إن المفسرين القدامى ركزوا على شرح جانب واحد من جوانب الاعتداء وأهملوا الجانب الأهم. فالمفسرون قالوا إن الاعتداء هنا معناه تجاوز الحد فى الطلب بكثرة التفاصيل فيه أو بطلب حاجات تتعارض مع منطقية الأمور.. وده جانب من المعنى لكن الجانب الأهم هو إن الآية والحديث هنا بيستنكروا وبيحذروا من إنك تتعدى فى الدعاء، ومعنى التعدى واضح أهو فى ظاهر لفظة التعدى يعنى ما تدعيش بالعدوان والخراب واللعنات على الغير  وسيب ربنا هو المنتقم الجبار هو اللى يتصرف.. أما أنت فعليك أن تعمل وتجتهد للخروج من حالة الضعف عشان تقدر تنتصر على الأعداء.
كنت باستغرب جدا من خاتمة آية على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام فى سورة مريم تقول: «وأدعو ربى عسى ألا أكون بدعاء ربى شقيا»، ولو ربطنا الآية دى كمان بنفس الموضوع هنلاقى المعنى بدأ يظهر وهو أن هناك احتمالاً واردًا أن يشقى الإنسان بسبب طريقة دعائه لربه بدليل حذر سيدنا إبراهيم هنا من الشقاء بسبب الدعاء!
الخلاصة الخطيرة هى أن الدعاء هو عبارة عن أفكار، والأفكار هى طاقة، بينما مادة الموجودات من حولنا لو حللناها هنلاقيها هى أيضا طاقة، ولو بصينا على ما يسمى بالحسد فهو أيضا أفكار ولكنها أفكار سلبية، يعنى طاقة سلبية تؤثر بالسلب فى مادة الموجودات من حولنا فلماذا نستبعد أن دعاءنا الذى يصب اللعنات على الآخر هو فى خلاصته أفكار وطاقة سلبية نشحن بها المساجد والبيوت والشوارع من حولنا؟