السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«داعش» فخ أمريكى الصـُنع




بفضل ثورة 30 يونيو العظيمة والرجل الشجاع عبدالفتاح السيسى.. ووحدة وتماسك ووطنية المؤسسة العسكرية المصرية نجت الدولة المصرية من الدخول إلى نفق مظلم.. وأيضًا ببسالة وشجاعة الجيش المصرى فى مواجهة البؤر الإرهابية وإصراره على القضاء عليها.. جنب مصر الدمار الذى يحدث فى ليبيا وسوريا والعراق بسبب انتشار الجماعات الإرهابية فى هذه الدول بعد الغزو الأمريكى للعراق وسقوط صدام حسين.. كان على أولويات الولايات المتحدة وأحد أهم أهدافها تفكيك الجيش العراقى حتى يسهل تقسيم العراق.
وهو ما سهل أيضًا من سيطرة «داعش» على مناطق حيوية بالعراق وإعلانها الدولة الإسلامية فى هذه المناطق.. خاصة بعد هروب بعض من جيش المالكى تاركًا خلفه الأسلحة وآبار النفط، وانضمام البعض الآخر إلى «داعش» ليس حُبًا فيها ولكن كُرها فى أمريكا وإيران الشيعية.
ويأتى اجتياح «داعش» لأجزاء من العراق بالتزام مع الإفراج الأمريكى عن سجناء لطالبان بعد مساومة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.. وهو الأمر الذى ينذر بتهديد واضح على أمن الخليج عامة والمملكة العربية السعودية خاصة.
إنه فخ أمريكى بامتياز صنعته للسيطرة على المنطقة خاصة مصر بعد رفضها التبعية والهيمنة الأمريكية فى 30 يونيو.
إن أمريكا تضع مصر بين خيارين.. الأول: التزامها بضمان أمن السعودية ودول الخليج.. كما قال الرئيس السيسى «مسافة السكة» وفى هذه الحالة لا بد من مواجهة قوات داعش بقوات مصرية وانزلاق الجيش المصرى فى فخ معركة خارج أرضه.. الثانى: التخلى عن أمن المملكة العربية السعودية والخليج لتتدخل أمريكا لتأمينها مقابل تخلى السعودية ودول الخليج عن دعم مصر ماديًا ومعنويًا.
ولكن ما لا تدركه الإدارة الإمريكية الحالية أن مصر لديها العديد من الحلول التى لم تخطر على بال أمريكا للخروج من هذا المأزق أو «الفخ الأمريكى».
إن تنظيم داعش اعتمد على دعم عدد من العشائر العراقية فى دخول البلاد.. وهو ما ساعده وهي أله الفرصة فى السيطرة سريعًا على الأوضاع هناك.. إضافة إلى التخريب المتعمد فى الجيش العراقى والذى بدأ فور سقوط نظام صدام حسين حيث غلبت النزعة الطائفية عليه، وهو مؤشر كان واضحًا للجميع بانهيار أركان المؤسسة العسكرية العراقية فى ظل غياب واضح لدور ووظيفة وزير الدفاع العراقى الذى لم نشاهد له أى رد فعل طوال السنوات الماضية بسبب حالة الشتات التى زرعتها أمريكا فى الكيان العراقى المتجذر، إضافة إلى المشهد العراقى الملئ بالتخبط والارتباك بسبب الحالة التى تمر بها أمريكا حاليًا.
التعهد الأمريكى بتزويد المعارضة السورية بأسلحة متطورة لمواجهة تفوق قوات الأسد شريطة ألا تصل هذه الأسلحة إلى أيادى عناصر «داعش» .. وهنا تنقلب الموازين وتلعب الأيادى الخفية وتحدث المواجهات بين فصائل المقاومة والمعارضة السورية، لينتهى الأمر بتوجه داعش بأسلحة أمريكية إلى العراق.
لقد تغافل التقدير الأرمريكى انضمام قيادات عسكرية إلى داعش بعد تسريحها عقب سقوط دولة صدام حسين.. متناسية إن هناك تيارًا غالبًا فى الجيش العراقى يرفض التبعية للولايات المتحدة الأمريكية ولإيران الشيعية لاعتبارات عديدة أهمها وطنى وبعضها طائفى.
إن نجاح مصر فى الإطاحة بالاخوان الذين كانوا ينفذون المخطط الأمريكى بتقسيم مصر على الطريقة العراقية، إضافة إلى الدعم الخليجى ومشروعات التعاون المشترك، جعل الإدارة الأمريكية تتسرع فى إختيار موطئ قدم لها فى منطقة الشرق الأوسط بعد أن تهاوى دورها مؤخرًا وانكشاف مخططها الاستعمارى. مؤخرًا كانت زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى السعودية بأجندة فرضتها المملكة العربية السعودية على الولايات المتحدة الأمريكية فى اللقاء الذى جمع بين قادة البلدين فى مارس الماضى.
الحلول التى يجب اللجوء إليها للخروج من مأزق داعش.
 أولًا: يجب الاتفاق على مواجهة الإرهاب فى المنطقة من خلال تفعيل دور الجامعة العربية واتفاقية الدفاع العربى المشترك.
ثانيًا: عدم السماح للاعتبارات المذهبية بالهيمنة على القرارات بين الدول المشاركة.
ثالثًا: التصدى لمفهوم المصالح من جانب بعض الدول مع التنظيمات الإرهابية مع الأخذ فى الاعتبار عدم السماح بمبدأ المراجعات مع المضبوطين منهم،لأن تجربة السجون المصرية معهم مليئة بالدروس المستفادة.. خاصة أصحاب الفكر التكفيرى والجهادى الذين وقعوا على مصالحات مع الأجهزة الأمنية وخرجوا ونفذوا عمليات تخريبية وإرهابية فى مناطق تكتظ بالأبرياء.
رابعًا: الحل العسكرى آخر حل يمكن اللجوء إليه، لأن مصر والمنطقة العربية تملك الكثير من الأوراق التى تمكنها من مواجهة داعش وباقى التنظيمات التى لا يتعدى قوامها 600 ألف إرهابى.
خامسًا: يجب ألا نغفل ضرورة تفعيل التنسيق الأمنى والمعلوماتى بقدر أكثر احترافية بين الدول العربية ومنطقة الخليج للخروج من هذ «الفخ الأمريكى الصنع».