السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكومة المصالحة.. نجاحات السلطة وضائقة حماس




إعداد - محمد عثمان وإسلام عبدالكريم

بعد أعوام من الانفصال والصراع، نجح الفلسطينيون فى لم الشمل، إذ استطاعوا تشكيل حكومة وفاق وطنى واحدة لحكم الأراضى الفلسطينية بعد الانفصال عام 2007، حين نجحت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» فى الانتخابات فى قطاع غزة وقامت بتشكيل حكومة منفصلة عن السلطة الفلسطينية، وقتها استشعرت إسرائيل الراحة والخوف فى آن واحد، فالشقاق الفلسطينى يصب فى مصلحتها، لكن فى نفس الوقت هيمنة حماس على القطاع يضع إسرائيل أمام تحديات أمنية جمة، اذ بات عليها البحث عن مصادر تمويل ودعم وخلق واقع جديد على الأرض ، لكن الوحدة الفلسطينية كانت وستظل الأخطر على الكيان الإسرائيلي.

 

وبعد النجاح الذى حققته السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس «محمود عباس» على الساحة الدولية، والحصول على مقعد لفلسطين فى الأمم المتحدة والحصول على تأييد غالبية دول العالم للحق الفلسطيني، بات لزاما على حماس أن تتعلم من هذه الخطوات التى يجنى الفلسطينيون ثمارها، كما نجح «عباس» فى حشد المجتمع الدولى وراءه فى الضغط على إسرائيل للجلوس على طاولة المفاوضات. كما يجب الوضع فى الاعتبار الضائقة المالية التى تمر بها الحركة بعد قطع المساعدات المالية من قطر وإيران، وسد ثغرات التهريب بين القطاع وبين سيناء.
وخلال الأعوام القليلة الماضية نجحت السلطة الفلسطينية فى حشد المحافل الدولية ضد إسرائيل، سواء من خلال إدانة المجتمع الدولى لعمليات البناء الاستطيانى داخل الأراضى بالضفة الغربية والقدس الشرقية (الأراضى خارج الخط الأخضر) ، أو من خلال الحصول على دعم منظمة «اليونسكو» بعدم ضمن أماكن إسلامية مقدسة وعربية تاريخية ضمن أماكن التراث اليهودى الذى سعت إسرائيل جاهدة بضمها إليها لنزع الهوية العربية والإسلامية والمسيحية عن الأماكن المقدسة داخل المدينة العتيقة.
كما أتت التحركات الدولية لـ«عباس» ثمارها من خلال قيام الاتحاد الأوروبى بفرض عقوبات على منتجات المستوطنات الإسرائيلية داخل الأراضى المحتلة، وهو ما أثار عاصفة داخل المجتمع الإسرائيلى لما لها من تأثير على الاقتصاد الإسرائيلى ومكانة إسرائيل السياسية على الساحة الدولية، واعتبار المستوطنات التى تسعى جاهدة لشرعنتها بأنها «غير شرعية»، كما أن هناك حملات للمقاطعة الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية.
بالإضافة إلى أن السلطة تحتاج إلى الوحدة مع حركة حماس للحصول على تأييد دولى بشكل يؤهلها أن تصبح حكومة واحدة داخل القطاع المحاصر والضفة الغربية حيث إن حماس أصبحت كيان قوى داخل القطاع لا يمكن اغفال موقفها وقوتها لذلك بات لزاما على السلطة الاتحاد مع حكومة حماس للظهور بمظهر المتحدث الرسمى باسم الشعب الفلسطينى داخل القطاعين وخارجهما أيضا.
ومنيت حماس بضربة قاصمة منذ يونيو 2013 بعد الإطاحة بالرئيس المعزول «محمد مرسي»، إذ توقف الدعم اللوجيستى من جماعة الإخوان المسلمين إليها، وقامت القوات المسلحة المصرية بشن هجمات متتابعة ضد البؤر والأوكار الإرهابية فى سيناء، والتى كانت تضم عناصر لحماس، وقامت بشل تجارة الأنفاق ووقف عمليات التهريب عبر الأنفاق، مما أصاب الحركة بصدمات متتالية أفقدها توازنها. ومن قبلها كانت قد فقدت الدعم الاستراتيجى من إيران بعد موقفها من النظام السورى وعدم دعم نظام «بشار الأسد».
مع كل تلك الضربات المتتالية بات لزاما على الحركة البحث عن مصدر للدعم، ولم يكن من السهل اتمام تلك المهمة، فالحصار على القطاع إضافة إلى سيطرة القوات المصرية على الحدود منعت حماس من التنفس بحرية أو الحصول على أية مساعدات، إلا تلك التى تدخل عن طريق المعابر الإسرائيلية أو عن طريق معبر رفح. كل تلك الملابسات قادت حماس نحو السلطة الفلسطينية «المنافس التقليدي» لها، فرأت أنه لا مفر أمامها عن التضامن مع حركة «فتح» بعد إغلاق كافة الأبواب أمامها.