الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الفدائية المصرية فى ثورة 19.. ذبحها أهلها ليستردوا شرفهم




كتب - السيد الشورى
عانت من التجاهل والتهميش رغم أن دورها الوطنى لا يقل أهمية عن الدور الذى قامت به جميلة بوحيرد وفاطمة نسومر وجميلة بو عزو وغيرهن من اللاتى سلط التاريخ الضوء عليهن وعلى بطولتهن وكفاحهن.
الفارق أن البطلة دولت فهمى تلاشت سريعا واقتصر دورها الوطنى على موقع واحد لم يتجاوز بضع دقائق دفعت بسببه حياتها، ففى بداية القرن الماضى وتحديدا 1919 وقتها كانت مصر بكل ربوعها تجتاحها ثورة شعبية عارمة مطالبة بالحرية.
تقول الحكاية أن ثورة 1919 لم تكن لتنجح لولا الجهاز السرى المصرى للثورة الذى أداره عبدالرحمن فهمى وأحمد ماهر، وجاء وقت قرر فيه الجهاز إرهاب كل من يقبل الوزارة فى ظل الاحتلال البريطانى ودفعه إلى رفض ذلك.
وصدر تكليف بإرهاب وزير يدعى محمد شفيق باشا قبل ثلاثة وزارات فى ظل الاحتلال ونفى زعماء الوفد، وقد تطوع طالب يدعى عبد القادر شحاتة لتنفيذ المهمة، وبالفعل ألقى على الوزير قنبلة لإرهابه ونجا الوزير وقبض على الطالب ذو الواحد وعشرين عاماً واعترف بالواقعة.
وحاول المحققون معرفة مكان وجوده قبل الحادث بيوم وضغطوا بقوة وخشى قادة الجهاز السرى أن يعترف تحت وطأة التعذيب لأنه كان يبيت فى ذلك اليوم عند أحمد ماهر فى بيته ولو علم البوليس ذلك لانهار الجهاز السرى تماماً.
وتلقى الطالب الفدائى رسالة من الجهاز السرى تدعوه للقول بأنه كان يبيت فى اليوم المذكور عند ناظرة مدرسة الهلال السيدة دولت فهمى، وفوجئ عبد القادر شحاتة بسيدة جميلة تزوره وتقبله وتشهد أنه كان لديها قبل ارتكاب الجريمة وأنه يمتنع عن الكلام خوفاً على سمعتها، تختفى السيدة الجميلة ويعيش الفدائى الشاب فى السجن على أمل اللقاء بتلك السيدة الفدائية التى ضحت بسمعتها من أجل الثورة.
ثم يخرج عبد القادر خلال وزارة سعد باشا زغلول عام 1924 ويبحث عنها، ويسأل كثيرين عنها ولا يجيبه أحد حتى يخبره أعضاء الجهاز السرى أن أهلها علموا بشهادتها فى القضية واصطحبوها معهم إلى المنيا وهناك ذبحوها ليستردوا شرفهم الضائع ويغسلوا عار العائلة، ولم يعلم من قتلوا دولت فهمى أنهم قتلوا واحدة من أعظم فدائيات ثورة 1919.